قال ميخايلو بودولياك (Mykhailo Podolyak) في لقائه مع “أخبار الآن” إنّ “روسيا لن تبقى كما هي اليوم لثلاثة أسباب، أولها أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (Vladimir Putin) يخسر قدسيته إذ لم يعد بنظر شعبه ذلك الرجل الذي لا يخطىء. السبب الثاني فقدان القدرة على التحكم بإدارة الدولة، أي أن المحور السياسي لم يعد مستقراً كما كان الحال قبل الحرب مع أوكرانيا، والسبب الثالث هو أنّ قوات الأمن لم تعد تتمتع بنفس السلطة التي كانت تتمتع بها قبل غزو أوكرانيا”.

كبير مستشاري زيلينسكي لأخبار الآن: التدمير الداخلي للإتحاد الروسي بدأ ولن يتوقف

 

تدمير روسيا بدأ بالفعل ولن يتوقف

وأضاف: “لذا فإنّ عملية التدمير الداخلي للإتحاد الروسي قد بدأت بالفعل ومن المستحيل إيقافها، وأنا أشدد مرة أخرى على أنّه من غير المجدي توقيع أي اتفاقات مع الطبقة السياسية الروسية الحالية، فهي لن تستمر لوقت طويل، وبالتالي إذا كانت الدول في المناطق المجاورة تريد أن تضع خططاً مستقبلية، فعليها أن تأخذ في الحسبان أنّ روسيا ستتغير بالكامل خلال وقت قصير”.

كبير مستشاري زيلينسكي لأخبار الآن: التدمير الداخلي للإتحاد الروسي بدأ ولن يتوقف

 

وفي سياق الرد على معلومات حول تورّط كييف بشكل مباشر في هجوم بطائرة من دون طيار على موسكو، وما إذا كان الأوكرانيون يستمتعون بمشاهدة تلك الهجمات، قال المسؤول الأوكراني: “الأحدث ستتكرر تدريجياً وربما ستزيد وتيرتها، ولن نشهد فقط المزيد من المسيرات، بل سنشهد عمليات تفجير لبعض أهداف البنية التحتية الحيوية، وربّما سيقوم أشخاص مسلّحون بالهجوم على مراكز الشرطة أو تلك التابعة للسلطات المحلية، ذلك كلّه من النتائج المباشرة للحرب، الفوضى ستعم روسيا تدريجياً”.

وأوضح: “نحن لا نستهدف الأراضي الروسية، بل المنشآت العسكرية التي يشغلها جيش الاحتلال  الروسي والموجودة على الأراضي الأوكرانية فقط، وبذلك نحن نلتزم بالقانون الدولي، سنقوم بالتخلص بكلّ ما له علاقة بروسيا وما هو موجود على الأراضي الأوكرانية. الهجوم على موسكو أو على أي منطقة في الإتحاد الروسي لا يخدم أوكرانيا من الناحية العسكرية، لكننا نراقبه ونحن مسرورون لأنّ ذلك يعني عدم تكرار الأحداث التاريخية التي أدّت إلى تبدل النخبة السياسية الروسية”.

كبير مستشاري زيلينسكي لأخبار الآن: التدمير الداخلي للإتحاد الروسي بدأ ولن يتوقف

 

منطقة منزوعة السلاح لضمان الأمن الحقيقي

وتحدّث بودولياك عن “المنطقة المنزوعة السلاح” بالتفصيل، فقال إنّ “تلك الحرب لن تنتهي بتوقيع معاهدة سلام مع الإتحاد الروسي، بل إنّ نهاية تلك الحرب ستكون عادلة وسنسترجع حدود أوكرانيا التي اُقرت العام 1991، وسيتم تحديد العواقب القانونية الإلزامية للحرب على الشكل التالي:

-أوّلاً، إقامة منطقة منزوعة السلاح في الأراضي الروسية على الحدود مع أوكرانيا، تتراوح مساحتها بين 30 و100 كيلومتر، وحينها لن تتمكن روسيا الضعيفة والتي تتبدل فيها الطبقة السياسية، من نشر قواتها المسلحة. روسيا تتحدث دائماً أنّها تريد حماية نفسها من أمر ما، أمّا اليوم فأوكرانيا هي التي تريد حماية نفسها من الوجود العسكري الروسي. إقامة منطقة منزوعة السلاح هي الخطوة الأولى، وتسمح لنا بوضع خطط لتطوير تلك المناطق، أعني مناطق خاركيف (Kharkiv)، سومي (Sumy)، تشيرنييف (Chernihiv) ، لوهانسك(Luhansk)، خيرسون (Kherson) وزابوريجيا (Zaporizhzhia)

ثانياً، سنصرّ على ضرورة حرمان روسيا من الأسلحة الهجومية، أي القذائف التي يبلغ مداها 1500 و3000 وحتى 6000 كيلومتراً. لماذا، لأنه  يُشكل خطراً على كلّ المدن الكبيرة في أوكرانيا تقريباً، والتي تتعرض باستمرار وكل ليلة لهجوم من صواريخ كروز أو من الصواريخ الباليستية المنطلقة من الإتحاد الروسي.

ثالثاً، سنصر على عقد مؤتمر دولي للحديث عن الترسانة النووية الروسية، لأنّ روسيا اليوم تتصرف بشكل غير لائق، وتخرق معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. على سبيل المثال، تقوم روسيا حالياً بنقل أسلحة نووية تكتيكية إلى بيلاروسيا، وبالتالي هي تخرق نظام الردع النووي العالمي بالكامل.

رابعاً، تلك النقطة حتماً سيتم التطرق إليها ومناقشتها، وهي أنّه لا يحق لروسيا أن تستحوذ على كلّ إيرادات تجارة السلع الأساسية، وسنصر على أن تُدفع لأوكرانيا مبالغ تكون بمثابة تعويضات عن الأضرار التي لحقت بها، مع مراعاة  الدمار الكبير الذي لحق بالبنى التحتية في أوكرانيا. ذلك برنامج شامل سيساعدنا على تسجيل التبعات القانونية لتلك الحرب، نحن نريد أن نرى روسيا جديدة قرب حدودنا، روسيا لا تشكل تهديداً لأوكرانيا ولا لبلدان الاتحاد السوفياتي السابق الواقعة في آسيا الوسطى. لا نريد أن نرى دولة عسكرية كبيرة تستخدم أسلحتها حصرياً للعدوان، ولا نريد أن نرى دولة يمكنها إفساد النخب السياسية، بما في ذلك النخب السياسية في أوكرانيا أو أوروبا”.

بودولياك: منطقة منزوعة السلاح من أهم العناصر التي ستساعد بوضع حد للحرب

وعمّا إذا كانت المنطقة المنزوعة السلاح موضوعاً رئيسيأً لتسوية ما بعد الحرب، ردّ بالقول إنّ “إنشاء تلك المنطقة سيرسخ الأمن في المنطقة، وفي حال لم يتم إنشاؤها، فإنّ روسيا ستستمر بالقيام بأعمالها الاستفزازية عبر الحدود للسيطرة على ذلك البلد أو ذاك. ذلك الأمر لا يؤثر على أوكرانيا فقط، فروسيا تتابع تسليح المناطق الحدودية، لذلك نحن مقتنعون بوجوب حرمان روسيا من أي وسائل يمكن أن تستغلها للتأثير على بعض البلدان”.

وتابع: “ليلة الغزو حشدت روسيا أكثر من 247 ألف عسكري على طول الحدود الأوكرانية، وإذا أضفنا إليهم عناصر الحرس الوطني لروسيا الإتحادية (Rosgvardiya، وهي وحدة لا تعتبر جزءاً من الجيش الروسي بل تتبع مباشرة لبوتين) – وجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، فسيصل العدد إلى أكثر من 300 ألف  عسكري، كما كانت هناك أعداداً كبيرة من الآليات – كان هناك 10 آلاف دبابة وغيرها من المركبات المدرعة – كذلك أحضروا أعداداً كبيرة من الطائرات والطائرات العمودية وغيرها… نحن نعتقد أن تلك الأمور ستجعل الوضع الأمني أكثر تعقيداً في المنطقة، لذلك نحن نطالب بعدم السماح لروسيا بنشر قواتها العسكرية على الحدود الفاصلة بينها وبين أي دولة، وبالتالي فإنّ إقامة منطقة منزوعة السلاح من أهم العناصر التي ستساعد في وضع حد لتلك الحرب، ومن دونها ستستمر تلك الحرب بطريقة أخرى ربما”.

كبير مستشاري زيلينسكي لأخبار الآن: التدمير الداخلي للإتحاد الروسي بدأ ولن يتوقف

 

أوكرانيا تحدد 3 نقاط اساسية لإنهاء الحرب.. ما هي؟

ليس لدى أوكرانيا أي اهتمام بأيّ هدنة تؤكد المكاسب الإقليمية الروسية، فهل يعني ذلك أنّ الحرب بين أوكرانيا وروسيا مستمرة؟ في ذلك السياق، رد بالقول :”عندما نتحدث عن وقف فوري لإطلاق النار، فذلك يعني أنّنا ننقل الحرب إلى المرحلة التالية، الأمر لا يتعلق فقط بالتوصل إلى سلام ولا حتى بوضح حدّ لتلك الحرب، بل هو مجرد توقف للعمليات العسكرية، وذلك ما تريده روسيا لأنّ ذلك التوقف سيسمح لها بتحديث جيشها والدعوة مجدداً إلى التعبئة العامة، بالإضافة إلى زيادة إنتاجها العسكري والبحث في بلدان أخرى عن تقنيات يمكن أن تساعدها على تقوية جيشها”.

وتابع: “عندما نتحدث عن إنهاء فوري للحرب فذلك يعني أنّ أوكرانيا مستعدة للإعتراف بأنّها ستخسر. أنا لا أفهم لماذا ستعترف أوكرانيا بالخسارة بعد 16 شهراً من القتال؟ نحن قمنا بهجوم مضاد فعّال جدّاً اليوم، بالطبع نحن نعي أنّ تلك الحرب ممكن أن تنتهي بثلاثة أمور:

-أولاً العودة إلى حدود عام 1991، فتلك الحرب تدور على أراضينا وليس على أراضي روسيا، هم مَنْ بدأ تلك الحرب، هم المعتدون، لذلك الخطوة الأولى يجب أن تكون تحرير كلّ الأراضي الأوكرانية بما في ذلك شبه جزيرة القرم ودونباس.

-النقطة الثانية هي سيادة الدولة، كما في بلدك وفي كل البلدان، نحن نطالب بالحرية في تقرير سياستنا الخارجية، أوكرانيا تطالب بحرية اختيار وتطبيق سياستها  الخارجية، وتلك نقطة مهمّة جدّاً

-النقطة الثالثة هي وجوب العودة إلى تطبيق القانون الدولي في ما خص العلاقات بين الدول، إذا ربحت روسيا فعلى القوانين الدولية السلام، وعندها أي دولة يمكنها أن تعتدي على أي بلد وتدمره إذا اعتبرت أنّها أقوى منه، ولن تُحاسب على ما قامت به.

-وثمّة أمر رابع مهمّ جدّاً، فقط إذا خسرت روسيا، سنحصل على ضمانات معينة  لتحقيق للسلام، ويمكن العودة إلى المعاهدة العالمية بشأن عدم انتشار الأسلحة النووية، ومعاقبة مجرمي الحرب، وما إلى ذلك. كل شيء آخر لا يتعلق بالسلام، بل بقدرة روسيا على تكديس أسلحة إضافية ومواصلة قتل الأوكرانيين. بعد 16 شهراً من الحرب الشاملة، ربّما فهم العالم أنّ أوكرانيا بالتأكيد لن توافق على ذلك”.

الوقت قد انتهى للوساطة مع موسكو

تعتبر أوكرانيا أنّ الوقت قد انتهى للوساطة مع موسكو، وقد رفضت المبادرات الدولية للسلام من الصين والبرازيل والفاتيكان وجنوب أفريقيا. فما هي الشروط لوقف تلك الحرب؟

أجاب المسؤول الأوكراني في حديثه لـ”أخبار الآن“: “اليوم تتحدث روسيا علناً عن الهدف الحقيقي لتلك الحرب وهو تدمير الدولة الأوكرانية، وتدمير ملايين المواطنين الأوكرانيين، أي أنه لا يوجد أي أمل للتفاوض على الإطلاق. لم تأتِ روسيا لأخذ منطقة صغيرة… ماذا يعني الذهاب إلى بلد آخر والاستيلاء على منطقة صغيرة، فذلك يعني أنّه يمكن لأي شخص دخول أراضي بلد ما والحصول على حصة صغيرة لنفسه.

لذلك ليس هناك ما نتناقش به مع روسيا، فروسيا صرّحت رسمياً على لسان رئيسها وكبار المسؤولين في الدولة أنّها تريد تدمير أوكرانيا ولن يردعها شيء عن تحقيق ذلك في حال ربحت الحرب، نحن نريد أيضاً أن يُحاسب مجرمو الحرب لأنّه ليس من الطبيعي أن يقوموا بقتل آلاف المدنيين كلّ ليلة وتدمير المدن، ثمّ التظاهر بأن شيئاً لم يكن أو أن يمر الأمر من دون عقاب، ذلك خطأ

ثانياً، لا توجد مبادرات سلام من الصين أو البرازيل والدول الأفريقية أو الفاتيكان. لا يتعلق الأمر بالسلام، بل باستسلام أوكرانيا. إنّهم يقترحون وقفاً فورياً لإطلاق النار، وبمنح روسيا بعض الأراضي. في الواقع، ما يقولونه هو أنّنا يجب أن نخسر تلك الحرب.

الناس يقاتلون منذ 16 شهراً من أجل عائلاتهم ومن أجل حريتهم ومنازلهم، لا ليأتي مَنْ يقول لهم إخسروا تلك الحرب. يموت الأوكرانيون بأعداد كبيرة ليعيش شعبهم بحرية، ثمّ يأتي مَنْ يقترح علينا أن نخسر الحرب، ذلك ليس سلاماً بل استسلاماً

هناك صيغة للتوصل إلى السلام اقترحها الرئيس زيلينسكي وهي تقول كيف يمكن أن تنتهي تلك الحرب، تلك الصيغة تنص بوضوح على أنّه يجب على روسيا التراجع الى ما قبل الحدود الأوكرانية، هكذا بكل وضوح. يجب أن تُحاسب روسيا على جرائم الحرب التي ارتكبتها، يجب على روسيا أن توقف تلك الحرب التي بدأت بانتهاك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، عندها يمكننا أن نتحدث عن خارطة طريق توصلنا إلى السلام، كل ما عدا ذلك هو مجرد خيال، وأود أن أوضح أمراً منعاً لحصول أي إلتباس، أوكرانيا أكدت وأثبتت أنّها لن تقبل بأي عرض آخر”.

ما عدد الضحايا الأوكرانيين الذين سقطوا في تلك الحرب حتى الآن؟

في ذلك الصدد، أوضح بودولياك أنّ “سجل الخسائر مازال مفتوحاً، وتُقدر خسائر أوكرانيا الصحية، أي كل الخسائر الروسية في تلك الحرب، أكثر من 350 ألفاً، واليوم نحن نتحدث عن أرقام أكبر لكن ذلك هو العدد المؤكد.

أمّا بالنسبة للخسائر العسكرية، فوحده الجيش الأوكراني يمكنه التصريح عن ذلك  الموضوع. بعد انتهاء الحرب سيُعلنون عن الخسائر التي لحقت بأوكرانيا. بالنسبة للخسائر المدنية فلا يمكننا الآن تعدادهم لأسباب لوجيستية، فنحن لا يمكننا الوصول إلى المناطق المحتلة التي ألحق بها المعتدي الروسي خسائر كبيرة، أعني مدن باخموت وسوليدار وماريوبول وسيفيرودونيتسك، وغيرها من المدن التي تم تدميرها بشكل كبير. لذلك من الصعب معرفة عدد الضحايا، سنقوم بذلك بعد استعادة أراضينا. أمّا بالنسبة لما شاهدناه مثلاً في منطقة كييف، فنحن رأينا آلاف المدنيين الذين قُتلوا بتسديد طلق ناري على رؤوسهم من الخلف”.

كبير مستشاري زيلينسكي لأخبار الآن: التدمير الداخلي للإتحاد الروسي بدأ ولن يتوقف

هل ثمة عملاء لأوكرانيا داخل روسيا؟

في تصريح سابق له، قال فلاديمير بوتين إنّ “روسيا بحاجة إلى محاربة عملاء الأعداء وتعزيز قدرتها على الدفاع ضد الهجمات العميقة داخل أراضيها. هنا سألت “أخبار الآن” بودولياك عن القصد من كلام بوتين، وعمّا إذ هناك عملاء يعملون لصالح أوكرانيا داخل روسيا، فرد بالقول: “يمكننا أن نرى أن بوتين هو شخص مختلف تماماً عن ما كان يعتقد الكثيرون، إنّه شخص لا يفهم بالحرب أبداً، ولا يفهم بالإستراتيجيات أو غيرها من الأمور التي تتعلق بالحرب. هذا شخص أخطأ كثيراً عندما شنَّ حرباً واسعة النطاق، وقد أساء لسمعة روسيا وحتى لسمعته الشخصية، لا يجب أن تخافوا من بوتين لأنّ كل ما يقوله لا علاقة له بالواقع. هذا الرجل لا يعيش في الواقع، لذلك تلك الحرب يجب أن تنتهي بهزيمة روسيا”.

وأضاف: “اليوم يوجد في روسيا ثلاث فئات من الناس، غير أولئك الذين يدعمون الحكومة الروسية، ثمّة:

  • الفئة الأولى وهي فئة كبيرة جداً تضمّ الأشخاص الذين لا يريدون المشاركة مباشرة في الحرب ويبحثون عن فرصة للتخلص منها”.
  • الفئة الثانية وهم الأشخاص الذين لديهم وجهات نظر مختلفة، وهم مستعدون للقتال، وذلك ما نراه في منطقة بلغورود (Belgorod).
  • الفئة الثالثة تضمّ أولئك الذين يتعاطفون مع أوكرانيا، ولن نتحدث عنهم في العلن لكنّهم مستعدون للتعاون مع أوكرانيا على عدة أصعدة، بما في ذلك القيام ببعض الإجراءات المهمة لصالح أوكرانيا، وذلك ستكون له عواقب وخيمة للغاية على المستقبل القريب لروسيا، ستبدأ الصراعات الاجتماعية، والتي تسمى في العالم الديمقراطي أعمال شغب، وستؤدّي إلى إعادة توزيع السلطة وإلى تبدل النخب السياسية وإلى تشكيل نخب أخرى. كلّ ذلك سيحدث في غضون فترة زمنية قصيرة”.

بودولياك: أفكار بوتين عفا عليها الزمن وإرادته ضعيفة

في سياق انتقاده بوتين، قال بودولياك إنّ “بوتين ليس شخصاً عصرياً يتمتع بإمكانيات فكرية كبيرة، ولا يمكن توقع ما الذي يحضر في باله، أفكاره عفا عليها الزمن وهو في الأساس شخص إرادته ضعيفة  نوعاً ما. يجب فهم ذلك، فقد تمّ رسم صورة مختلفة عنه لفترة معينة هناك، ويجب التعامل مع روسيا وفقاً لذلك”.

وتابع: “من الضروري إعادة صياغة الفهم التحليلي لماهية روسيا الحديثة، وما هي الاستراتيجيات التي ستطورها روسيا، بما في ذلك ما سيحدث للنخبة السياسية ومع بوتين. أمّا ماذا يمكن أن يستخدم، فهو يستخدم كل شيء بالفعل. أوّلاً تستخدم روسيا كلّ الأسلحة التقليدية.

كبير مستشاري زيلينسكي لأخبار الآن: التدمير الداخلي للإتحاد الروسي بدأ ولن يتوقف

 

  • فأولاً، قد أثبتت من خلال تواجدها على أراضي أوكرانيا أنّ ذلك السلاح ضعيف للغاية وغير واعد. ويبدو غريباً بالنسبة لي أنّ بعض البلدان ما زالت تشتري المعدات من المصانع العسكرية الروسية، مع أنه سلاح بدائي إلى حدّ ما ولا قيمة له، لكنّه متوفر بكميات كبيرة، لأن العديد من الأسلحة مازالت موجودة من الحقبة السوفياتية.
  • ثانياً، لقد أثبتت روسيا بالفعل أنّها ستستخدم أدوات إرهابية، مثل تفجير سد كاخوفكا على سبيل المثال، والذي ستترتب عليه عواقب بيئية واجتماعية خطيرة. بالطبع نود أن يتصرف العالم بقسوة أكبر. على سبيل المثال، في إطار الأمم المتحدة، يجب أن تكون هناك قرارات صارمة بشأن استحالة استخدام أدوات إرهابية في الحرب، حتى الآن، يستخدمهم بوتين متجاهلاً كلّ شيء.
  • ثالثاً، المعلومات التي تنشرها روسيا مازالت تؤثر على بعض المناطق، إنّه لأمر مدهش أنه مازال هناك أشخاص يصدقون الحملات الدعائية الروسية، حتى في منطقتك. إنّه أمر غريب بالنسبة لي لأنّه، مرة أخرى، ذلك خطأ استراتيجي كبير. من غير المفيد للمنطقة على الإطلاق أن تركز استراتيجياً على روسيا، لكن إذا كنت تريد التصويب على هدف خارجي، فلا يمكننا منع ذلك.
  • رابعاً، نعتقد أنه يجب على الدول المنتمية للنادي النووي أن تعلن بشكل صارم عدم السماح باستخدام أسلحة الدمار الشامل، وينبغي أن توضح الدول الضامنة، الصين والولايات المتحدة الأميركية، للاتحاد الروسي أنه حتى أيّ نية لاستخدام الأسلحة النووية على المستوى التكتيكي أو الاستراتيجي ستكون لها عواقب وخيمة على أراضي الاتحاد الروسي. من الممكن التنبؤ على وجه التحديد بما ستفعله روسيا. وهو ليس مرعباً كما اعتاد الجميع أن يفكر بإجراءات الإتحاد الروسي”.

تفجير السد.. “كل شيء واضح”

وبالعودة إلى تفجير سد كاخوفكا (Kakhovka) وتبادل الاتهامات حول تدميره، قال إنّ “الدلائل تشير إلى أنّ روسيا تستخدم حملات دعائية لتجنب المسؤولية. الدلائل تشمل سيطرة الجيش الروسي على المحطة الكهرومائية ووجود مقرّات عسكرية روسية في المنطقة، بالإضافة إلى صعوبة تدمير السد من الخارج واحتياج استخدام كميات كبيرة من المتفجرات التي يمتلكها فقط الاتحاد الروسي.

روسيا وأوكرانيا لا تتبادلان الإتهامات، كل شيء واضح ومبني على أدلة وكل ما تقوله روسيا يندرج في إطار الحملات الدعائية وتهرباً من تحمل مسؤولية ما حصل للسد وحقيقة أنها كانت تستخدمه بشكل عشوائي، كسلاح دمار شامل، لأنه من الواضح أنه تمّ تدمير البنية التحتية الاجتماعية لما يقرب من ألف كيلومتر مربع، وفقد العديد من الناس منازلهم وما إلى ذلك”.

وسأل: ما هو الدليل؟

-أوّلاً أراضي محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية يسيطر عليها الجيش الروسي بالكامل، وهو كان متواجداً  في المنشأة حينها، كما تتواجد هناك مقرات الحرس الروسي ومقر جهاز الأمن الفيدرالي لروسيا وغيرها من المقرات

-السبب الثاني هو أنه لا يمكن تدمير مثل ذلك السد إلا بتفجير داخلي، ومن الضروري وضع الألغام في مساحة تقارب 170 متراً مربعاً، وذلك يتطلب استخدام 2-2.5 طن من المتفجرات. وحده الاتحاد الروسي يمكنه القيام بذلك، ولن تتمكن أي مجموعة تخريبية من إدخال 2-2.5 طن من المتفجرات إلى تلك المنطقة

-السبب الثالث، من الواضح أنّه لم يحصل أي تدخل خارجي في عملية السد، المدفعية لا يمكنها أن تضرب هكذا موقع لأنّه لا يمكنها أن تُلحق ضرراً كبيراً بالسد، واستعمالها لا جدوى منه في تلك الحالة

وختم بودولياك حديثه لـ”أخبار الآن” بالقول: إنّ “تفجير السد الداخلي نفذته روسيا لحماية نفسها من أي هجوم مضاد يمكن أن تقوم أوكرانيا به، الدافع بسيط جداً، هم أغرقوا المنطقة الجنوبية من أجل تحويل القوات والموارد إلى اتجاهات أخرى، إلى حيث يحدث الهجوم الأوكراني المضاد، وبالفعل ألحقوا أضراراً كبيرة بالأراضي الزراعية في ميكولييف وأوديسا وخيرسون و زابوريجيا وبولتافا، وذلك سيتسبب بنقص كبير في سوق الغذاء العالمي وستكون له تبعات قاسية جداً على البلدان الأفريقية وبلدان الشرق الأوسط”.

وشدد على أنّ “أوكرانيا سنحاول البحث سريعاً عن حلول للتعويض عن تلك الخسارة، لكن أوّلاً علينا أن نتعاون لتحرير أراضي خيرسون وإجبار الجيش الروسي على التراجع، والسبب الآخر الذي يجعلنا نرغب بالإنتهاء من تلك الحرب  سريعاً هو القدرة على تأمين كميات كافية من الحبوب الأوكرانية للأسواق العالمية”.

شاهدوا أيضاً: وزير خارجية أوكرانيا يكشف لأخبار الآن بنود “السلام المحتمل” مع روسيا.. ما هي؟