مطبخ أخبار الظهيرة 15-12

غضب في قمة المناخ لرفض الدول الكبرى تقديم التزامات قوية

عارضت كبرى الدول من حيث الاقتصاد دعوات تقديم التزامات قوية خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ المقامة في العاصمة الإسبانية مدريد، ما أرجأ ختامها يوم السبت وقوض آمال نجاح الدول في مواجهة أثر ظاهرة الاحتباس الحراري في الوقت المناسب.

وكان مقررا اختتام هذه الجولة من مفاوضات المناخ السنوية التي استمرت أسبوعين يوم الجمعة لكنها امتدت إلى مطلع الأسبوع مع فشل الوفود في حل خلافات مضاعفة حول تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في باريس قبل أربع سنوات.

وقال محمد أدو مدير مركز (باور شيفت أفريقيا) لأبحاث المناخ والطاقة في نيروبي ”في وقت يؤكد فيه العلماء تحذيراتهم من التبعات المروعة لاستمرار ارتفاع معدل الانبعاثات… يتم هنا في مدريد خيانة الشعوب حول العالم“.

وعبر المشاركون في المحادثات عن غضبهم إزاء عدم رغبة أكثر الدول تسببا في التلوث في إبداء طموح يتناسب مع خطورة أزمة المناخ رغم ظواهر حرائق الغابات والأعاصير والجفاف والفيضانات على مدار السنوات الماضية.

ودعا الاتحاد الأوروبي ودول صغيرة، عبارة عن جزر، ودول أخرى كثيرة لأن يبعث المؤتمر بإشارة قوية إلى أن ما يزيد على 190 دولة مشاركة في اتفاق باريس مستعدة لقطع تعهدات أكثر جرأة فيما يتعلق بخفض الانبعاثات العام المقبل.

ويدخل اتفاق باريس العام المقبل مرحلة تنفيذ حاسمة إذ سيتعين على الدول الموقعة عليه رفع سقف طموحاتها قبل جولة محادثات رئيسية في جلاسجو.

ويقول العلماء إن آمال تجنب كارثة ارتفاع درجة حرارة الأرض ستخبو إذا لم تتفق الدول صاحبة الاقتصادات الأكبر، مثل الصين والهند واليابان والبرازيل وأستراليا وغيرها، على اتخاذ مزيد من الإجراءات لمواجهة تغير المناخ.

وقالت كريستا ميكونين وزيرة البيئة الفنلندية التي تحدثت باسم الاتحاد الأوروبي في الجلسة الأحدث من المحادثات إنه سيكون ”من المستحيل أن ننصرف“ دون الاتفاق على ”رسالة قوية“ حول الحاجة إلى مضاعفة التعهدات بخفض الانبعاثات العام المقبل عندما يدخل اتفاق باريس مرحلة تطبيق حاسمة.

وضمن مجموعات صغيرة يوم السبت خاض وزراء مفاوضات حول مجموعة من المسائل منها توفير التمويل للدول المعرضة لخطر تغير المناخ والدول صاحبة الانبعاثات الأكبر من الكربون، في حين كان الخروج ببيان ختامي قوي للقمة في صدارة أولويات هذه الاجتماعات التي استمرت لنحو 11 ساعة.

ومع مرور الوقت قال أندريس لانديريتسي منسق القمة من تشيلي التي ترأس المحادثات إن من المستهدف ختام القمة يوم السبت. وأضاف للصحفيين ”الغالبية العظمى من الوفود تريد نصا أعلى طموحا، وهذا هو ما نستهدفه“.

وقال مؤيدون لقضايا مواجهة تغير المناخ إن مسودة للبيان الختامي جرى تداولها في وقت سابق كانت أسوأ ما شهدته المفاوضات.

وقالت جنيفر مورجان المديرة الإدارية لمنظمة السلام الأخضر الدولية (جرينبيس إنترناشونال) للصحفيين ”المنهج الذي تبنته تشيلي في هذا النص (المسودة) يظهر إلى أي مدى استمعت إلى المتسببين في التلوث وليس إلى الناس“.

وكان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدء سحب بلاده من اتفاق باريس الشهر الماضي سببا في إضعاف الاتفاق ومشجعا لدول كبرى أخرى على التخلي عن التزاماتها.