ما الذي يخيف الشعب النوبي؟ (الجزء الأول)

نص الحلقة :

ليلى العوف شو بتعرفوا عن نوبيي مصر؟ أنا ليلى العووف وعم تستمعوا لبودكاست مجهول، الموسم الثاني رح يكون منبر لقصصهم وواقعهم وتاريخهم، لأن الصوت النوبي اليوم أكثر من مجرد أغنية عابرة ممكن تصدف على الراديو، وهويتهم تستحق الاهتمام، الموسم الجديد من مجهول ذاكرة للنسيان وضيوفنا عصافير بألف لسان

ليلى العوف ببداية تحضيري للموسم الثاني عن النوبيين كان هدفي واتجاهي مختلف شوي، كنت حابة أبرز شعب وتاريخ وحضارة، بس لكون كتير صريحة معكم كان الشغل أصعب بكثير من الموسم السابق عن الأمازيغ، السبب الأول هو شخصي أنا حملت في بداية شغلي على الموسم الثاني وكانت حالتي الصحية هشة شوي، بس السبب الثاني والرئيسي لتعسير الشغل هو صعوبة إني لاقي أشخاص يقبلوا يشاركوا بالبرنامج، ولو المواضيع تاريخية وثقافية فقط، هذا الشي أكد حلقة ورا حلقة، اللي موافق على موعد يلغيه واللي كان يجاوب بطل يجاوب علينا، هذا الوضع فرض سؤال طبيعي ما كان على بالي بالبدايات أبداً، شو مخوف النوبيين والنوبيات؟ أكيد ما رح تلاقوا جواب واحد بهالحلقة، بس يمكن نتقرب شوي على بعض المسارات، لأن الموضوع طويل وعميق قررت أعمله على جزئين، ضيفنا محمد عزمي محامي وناشط نوبي ولو ما كتير بحب هالكلمة، محمد عايش حالياً بالولايات المتحدة وبيشتغل على دكتوراه بالإضافة كان محمد يمثل النوبيين بالأمم المتحدة 

محمد عزمي طيب أنا اسمي محمد عزمي، أنا محامي وبشتغل يعني مش عايز أقول كلمة ناشط أوي، عشان كلمة بتبقى مزعجة هي بقت مزعجة مؤخراً، يعني الناس كلها بقت نشطاء، محامي حقوقي بشتغل على قضايا السكان الأصليين في مصر وخاصةً قضايا النوبيين، خلصت ماجستير وبحضر دلوقتي الدكتوراه في جامعة جورج واشنطن في واشنطن دي سي، يعني مقيم فأمريكا بقالي أكثر من 5 سنين تقريباً، اشتغلنا في قضايا كثيرة قبل وبعد ما سفرت من مصر، قبل ما سافر من مصر اشتغلنا على قضايا خاصة بإعادة التوطين وفصل النوبيين، واشتغلنا على قضايا خاصة بالهوية النوبية سواءً البصرية أو السمعية، وكنت خبير بمركز حقوقي والمركز دلوقتي مش يعني مش شغال ما تقفلش بس مش شغال لأسباب كثير يعني، أسباب متعلقة بحرية العمل يعني أو الاجتماعي أو حرية بين المنظمات جوا مصر، اشتغلنا على التمييز العنصري ضد أصحاب البشرة السوداء في مصر، والتمييز العنصري القومي، واشتغلنا على تنويع مصادر الإعلام وخصوصاً الإعلام البديل، وإيجاد منصات لقضية مختلفة للمجموعات الصغيرة أو زي ما أنتِ كده بتقولي الأقليات، أو السكان الأصليين أو غيرهم من مجموعات مهمشة، وعملنا حاجة اسمها تلفزيون نوبة تيوب كان موجود على YouTube، وطلعنا حاجات طلعنا أكثر من ثلث الإنتاج مثلاً ولا حاجة

ليلى العوف قبل ما يكون حقوقي محمد هو شب نوبي مسقط رأسه أسوان ومتعلق بهويته 

محمد عزمي أنا اتولدت في مدينة أسوان جنوب الصعيد من مصر، ويعني يعني مدينة أسوان تعتبر الموطن بتاع النوبيين بعد التهجير، أعتقد أن اللي خلاني اشتغل في البداية كانت فكرة هو أنتَ يعني شايف أوضاع مختلفة وشايف ناس كتير بتشتغل على حاجات، ولكن كان الموضوع شوية في حالة عدم نظام أو تشتت، وكان الموضوع شوية أن الناس معظم مطالباتها للحكومة كانت مطالبتنا يعني مكنش مكنش في آلية يعني بتنظم الكلام ده، بس أنا يعني حسيت أنه أنا ممكن يبقالي دور محامي وبشتغل في حقوق الإنسان، بشتغل في الكلام ده فقلت أنا ممكن أبقى على تواصل ما بينهم وما بين منظومة أكبر من كده، ففكرة إن إحنا ممكن النوبين يبقى لهم يعني يبقى لهم صوت، أو يتكلموا يعني بشكل أفضل أو بشكل منظم يعني هيكلي شوية فهو ده السبب، فكرة أن أنا كنت موجود وعايش يعني تقريباً نص حياتي في مدينة أسوان ده يخليني يعني حد شاف مشكلات كتير، وحد شاف تصرف تصرف الدولة في معالجة المشكلات واللي هي ما بتعالجهاش في الأساس، فده خلاني أفكر في إن أنا لازم يعني أكرس شوية جهودي في إن أنا أدافع عن النوبيين في مصر، وأنه هم ممكن طبعاً زي ما أنتِ عارفة النوبيين مقسومين في مصر والسودان، فالتصور ده هو تصور أمني مصري سوداني كمان مش مصري بس، هم شايفين طول الوقت إن فيه خطر بهدد الدولتين، إن فيه في النص ما بينهم مجموعة أو جماعة إثنية مختلفة بتتكلم لغة مختلفة، عندها عندها اعتزاز بثقافتها المختلفة وبتاريخها المختلف فده مكون رئيسي في اللي بيحصل مع النوبيين كل الوقت، من الحكومات المصرية المختلفة، في الأصل يعني الموضوع مش موضوع حكومة واحدة أو رئيس واحد أو أو كده لأ، الموضوع أنه هو في عقيدة راسخة عند يعني الأمنيين اللي بيحكموا مصر على مدار عقود أو عقود من الزمن من زمان خالص إن ده خطر، وأن الخطر ده لازم يعني يتم تفكيكه، فالتفكيك هيتم إزاي؟ هيتم عن طريق 1 2 3 4 1 يسيبوا أماكنهم، ما يبقاش في تواصل بينهم وما بين النوبيين بتوع السودان، وده حصل في الستينيات أو مش الستينيات بس يعني هو موضوع التهجير fيحصل من 1902 1 و 2، كان بيتم تهجير النوبيين على دفعات وبسبب بناء خزان أسوان والسد العالي، بعد كده نهايةً بقى تم تهجيرهم كلهم مشوهم كلهم بقى من مكان اللي هم كانوا عايشين فيه، فهو كان في ارتباط بالمكان والنوبيين موضوع ارتباطهم مكنش ارتباطهم بس بالمكان اللي هم عايشين فيه، هم كان ارتباطهم برضه بأقربائهم وأبناء عمومتهم اللي عايشين في السودان، وده يعني تواصل طبيعي ما بين مجموعة إثنية بنفس الأنماط الثقافية والمجتمعية والكلام ده كله، هي فكرة يعني مش مش فكرة هوية يعني القومية العربية هي مش فكرة هوية على قد ما هي فكرة برضه برضه بيتخللها فكرة الأمن، بأن إحنا لما نكون كلنا عرب يبقى إحنا كلنا يعني يعني هنستثمر في شكل في شكل مجتمعي وشكل أمني برضه في نفس الوقت، بس هو طبعاً هو جزء من موضوع بس يعني يعني حتى قبل جمال عبد الناصر، وقت وقت العهد اللي هو بتاع الملكي في مصر النوبيين كانوا بيتهجروا ما كانتش في فكرة الهوية العربية أوي، آه طبعاً هي خدمت جمال عبد الناصر يعني إن هو قرر وضعنا نمشيهم كلهم، لأنه هو كان راجل معتز جداً بمفهوم القومية العربية، وزي ما أنتِ قلتي كده في الآخر كان شايف إحنا وطن واحد، فلازم كلنا نتكلم لغة واحدة يكون عندنا تراث ثقافي واحد يكون عندنا فنون واحدة، ففكرة التوحيد كانت مسيطرة شوية على على حكمه توحيد توحيد المفهوم الخاص بالهوية، أعتقد أن ده سبب بس أنا أنا طول الوقت يعني أنا على مدار يعني الرحلة الطويلة اللي هي النوبيين عانوا فيها من مفهوم التهجير، أنا بشوف أكتر أن التخوفات هي أكثر تخوفات أمنية منها من آه طبعاً تتخللها فكرة العروبة تتخللها مفاهيم تانية مختلفة، بس أنا بشوف أن الموضوع يعني نسبة كبيرة منه فيها المفهوم يعني دائماً تخوف أمني 

ليلى العوف من الأسماء الشهيرة اللي تواصلنا معها ورفضت المقابلة بعد موافقة مبدئية الكاتب النوبي الشهير حجاج أدول، أكيد بقدر الظروف ويمكن أسبابه تكون بعيدة كتير عن السياسة أو الخوف، بنفس الوقت الروائي اشتهر برواياته عن النوبة والنيل وبمواقفه الشجاعة جدا تجاه النوبيين ووضعهم السياسي والاجتماعي، خلال شغلي على بودكاست مجهول بحرص أكيد أن ضيوفي يحسوا بمساحة أمان، وما من حقي حط أي حدا بموقف حرج بتفهم كل الأسباب اللي ممكن تؤدي للانسحاب، بنفس الوقت محمد عزمي معو حق يذكر أنه أي دولة بالعالم ممكن تتحسس من ناحية أمنية لما يتم تناول موضوع أقلياتها، ما بتوقع في دولة بالعالم لليوم متصالحة مع هالموضوع من أوروبا لأسيا، هذا في الحلقة ما هو تمييز أو تعيير أي دولة، بل استماع أراء المعنيين والمعنيات فقط لا غير، على أمل أن هالأصوات تأدي على الأقل لحوار ونقاش بناء 

محمد عزمي ما هو الاتحاد النوبي بشكل بسيط كان يعني هي جمعية بتشتغل على مفهوم المطالبة بحق العودة للنوبيين، ويعني هو الاتحاد تأسس ما بعد دستور 1000 مش ما بعد الدستور لأ ما بعد ثورة 2011، طيب حق الراجعة أو حق العودة هو هو هي مطالبات خاصة بالنوبيين بأنهم يرجعوا تاني للأماكن التي تم تهجيرهم منها، اللي هي قراهم الأصلية وأماكنهم الأصلية اللي هم عايشين فيها وأجدادهم اتدفنوا فيها، يعني الأجيال ورا أجيال من هذه الجماعة الإثنية عاشت في الأرض دي لأجيال طويلة، وتم تهجيرهم في سنة 1964، والحكومة وعدتهم أن بعد بعد انحسار مياه بحيرة السد العالي هيرجعوهم تاني، وانحسرت المياه ودلوقتي الدولة بتفكر في أنها تستثمر الأراضي اللي حولين البحيرة، في حين أنه من باب أولى أن هي تفي بوعودها بإن هي ترجع النوبيين تاني لأراضيهم بعد كده يستثمروا بباقي الأراضي هناك، مساحة كبيرة 350 كيلو شرق وغرب 

ليلى العوف مطالب الاتحاد النوبي اقتصادية واجتماعية، لكن كل شيء متعلق بشكل مباشر أو غير مباشر بالأقليات سهل كثير يتحول لشي سياسي أو يعتبر كذلك، بالحلقة القادمة رح تتعرفوا على بعض المطالب اللي تم نقاشها بين 2014 و2016، والمعضلة الوطنية والأمنية لكل بلد بواجه مسألة حقوق الأقليات، لأنه الموضوع ما بخص مصر فقط بل كل دول العالم، كنت عم تستمعوا لبودكاست مجهول على أخبار الأن