أول زيارة بابوية إلى العراق، ماذا يأمل أبناؤه؟
في عشرين دقيقة
أول زيارة بابوية إلى العراق، ماذا يأمل أبناؤه؟
/

أول زيارة بابوية إلى العراق، ماذا يأمل أبناؤه؟

براء صليبي

راديو الآن | دبي - الإمارات العربية المتحدة هذه الحلقة من بودكاست في عشرين دقيقة ستكون عن أول زيارة بابوية إلى العراق بالتفصيل. كانت زيارة البابا فرنسيس إلى العراق، حديث الإعلام والصحافة في الأيام الماضية، لكونها ...

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

راديو الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

هذه الحلقة من بودكاست في عشرين دقيقة ستكون عن أول زيارة بابوية إلى العراق بالتفصيل.


كانت زيارة البابا فرنسيس إلى العراق، حديث الإعلام والصحافة في الأيام الماضية، لكونها أول زيارة بايوية على الإطلاق إلى هذه المنطقة، وأول رحلة خارجية للبابا فرنسيس منذ بداية انتشار وباء كورونا .
وصل البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية  السادس والستون بعد المائتين، وأسقف روما، ورئيس دولة الفاتيكان ، وصل إلى العراق بعد ظهر الجمعة 5 مارس في زيارة استغرقت 3 أيام شملت عدة مناطق عراقية، إلى جانب إقليم كردستان العراق.بغداد والنجف وذي قار وأربيل ونينوى (الموصل)، 


البداية من العاصمة بغداد : 
حظي البابا إلى مطار بغداد باستقبال رسمي من قبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، ثم توجه إلى قصر السلام الرئاسي، وكان في استقباله رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح، حيث التقى البابا مع السلطات الحكومية وممثلي المجتمع المدني والدبلوماسيين .
وقال في أول خطاب له في البلاد إن وجود المسيحيين العريق في هذه الأرض وإسهاماتهم في حياة البلد يشكل إرثا غنيا، ويريد أن يكون قادرا على الاستمرار في خدمة الجميع
وكانت أول كنيسة يزورها ويصلي فيها البابا في العراق هي (كاتدرائية سيدة النجاة للسريان الكاثوليك
حيث اجتمع مع الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والاكليريكيين ومعلمي التعليم المسيحي.
يذكر أن سيدة النجاة من أكبر كنائس العاصمة بغداد ،، وتم استهدافها في عام 2010 من قبل تنظيم القاعدة .

لقاء كاثوليكي شيعي : 
في اليوم الثاني من الزيارة توجه البابا فرنسيس إلى مدينة النجف، للقاء المرجع الشيعي (علي السيستاني) ، 
زعيم روحي لملايين المسلمين الشيعة وهي الطائفة الدينية الأكبر في العراق. المرجع الديني الأعلى للشيعة الإثنا عشرية الأصولية.
خلال الزيارة ردد البابا، ، هذه الرسالة، قائلاً إنه ينبغي أن يكون المسيحيون قادرين على العيش بسلام وأمن مثل سائر العراقيين.

وكان هذا اللقاء الثنائي ، لقاءاً يحدث للمرة الأولى على هذا المستوى بين رأس الكنيسة الكاثوليكية و
المرجعية الشيعية العراقية ،، والذي يرى مراقبون أنه قد يشكل تتمة لقمة أبوظبي العام 2019 بين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر الشريف برعاية ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد والتي تمخض عنها توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية.

أور التاريخية ولقاء الأديان :
من النجف توجه البابا فرنسيس إلى مدينة الناصرية في محافظة ذي قار، لزيارة منطقة أور الأثرية واحدة من أقدم الحضارات في العالم و لما يميز (أور) من رمزية روحية مقدسة لدى مختلف تلك الديانات كونها مسقط رأس النبي إبراهيم ومهد الديانة الإبراهيمية التوحيدية .
بحضور البابا أقيمت هناك صلاة الأديان ، وباجتماع ممثلو مختلف الديانات السماوية الإبراهيمية وغيرها من ديانات ومعتقدات كالصابئة المندائيين والأيزيديين ..
حيث قال البابا فرنسيس …من أور : “”من هذا المكان ينبوع الإيمان، من أرض أبينا إبراهيم، نؤكد أنّ الله رحيم، وأن أكبر إساءة هي أنْ ندنس اسمه القدوس بكراهية إخوتنا ،، لا يَصْدُرُ العداء والتطرف والعنف من نَفْس متدينة:بل هذه كلّها خيانة للدين “”
وقال البابا: “نحن المؤمنون لا يمكن أن نصمت والإرهاب ينتهك حرمة الدين .. علينا ألا نسمح لغيوم الكراهية أن تحجب نور الحق“.

بعد جولتي البابا، في النجف وأور، نشر رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي تغريدة على تويتر، جاء فيها
بمناسبة اللقاء التاريخي بين قطبي السلام والتسامح، سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، وقداسة البابا فرنسيس، ولقاء الأديان في مدينة أور التاريخية، نعلن عن تسمية يوم السادس من مارس من كل عام، يوما وطنيا للتسامح والتعايش في العراق“.

قداس بالطقس الشرقي الكلداني : 
للمرة الأولى، يحيي الحبر الأعظم البابا فرنسيس  قداسا بالطقس الشرقي الكلداني، وتتخلله صلوات وتراتيل باللغتين العربية والآرامية وذلك في باحة (كاتدرائية مار يوسف للكلدان، في بغداد عقب عودته إليها من أور 
حيث كان بانتظاره جموع من المصلين المسيحيين  بصمت مهيب لرؤية رجل لم يخطر ببالهم قبل رؤيته في بلدهم العراق .
غلبت أعداد النساء بحضورهم على عدد الرجال ، ارتدت بعضهن غطاءَ أنيقاً أسود أو أبيض فوق رؤوسهن، 
احتراماً للأب الروحي لأكثر من 1,3 مليار مسيحي في العالم. ولأول قدّاس يقام بحضوره .
رغم الفرح العارم الذي خيّم على المكان، إلا أن الحضور داخل الكنيسة كان محدوداً، على خلفية تفشي وباء كوفيد-19، إذ منحت كل رعيّة في بغداد 13 دعوة فقط لتوزيعها على الرعايا التابعين لها، كما قال الأب نظير دكو في الكاتدرائية، وسمح لهؤلاء فقط بدخول الكنيسة.
في القداس، بارك البابا فرنسيس القربان والنبيذ اللذين يرمزان بالنسبة للمسيحيين إلى دم وجسد المسيح، لكنّه لم يقم بطقس المناولة شخصياً. وقام بدلاً منه العشرات من رجال الدين بتقديم القربان للمصلين
وطلبت امرأة من الكاهن أن يضع قطعة القربان لها في صندوق صغير لتأخذه معها إلى قريب مريض.
وفيما همّ البابا بالمغادرة، بدأ الحضور بهتاف عبارة فيفا بابا” أو “ليحيا البابا

إلى أربيل ، ملجأ العديد من العراقيين بعد الحرب : 
في اليوم الثالث من الزيارة – 7 مارس توجه البابا، إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، وحضر لاستقباله في المطار رئيس إقليم كردستان العراق (نيجيرفان البارزاني) ، ووفد من الشخصيات الدينية والروحية والحكومية .
رودي شير المنسق الإعلامي في أربيل لزيارة البابا فرنسيس خص حلقتنا هذه بتسجيل

وفي تصريح لموقع سكاي نيوز عربية، قال ستيفان شاني مسؤول الإعلام في الكنيسة الكلدانية في أربيل زيارة قداسة البابا فرصة، لإظهار العطاء والكرم هنا في إقليم كردستان العراق، عبر حرصنا على القيام بواجب الاستضافة والترحيب، بما يعكس الأهمية الاستثنائية لضيفنا المبجل، حيث تتعانق الأديان والطوائف هنا .
من أربيل استقل البابا فرنسيس طائرة مروحية إلى مدينة الموصلوزار حوش البيعة (ساحة تتوسطها أربع كنائس ) دمرها الدواعش، وعاثوا فيها فسادا ونهبا، إبان احتلالهم للموصل، ولا زالت آثار الدمار بادية عليها، رغم الانهماك في ترميمها واعدادها استعدادا لزيارة البابا.
هناك أقيمت صلوات لأرواح الضحايا الذين سقطوا خلال الحرب مع التنظيم المتشدد .
ثم اتجه البابا إلى بلدة قره قوش، مؤديا صلاة التبشير الملائكي في (كنيسة الطاهرة )، والتقى أهالي البلدة، التي تعد من أقدم المناطق المسيحية وأعرقها في الشرق ككل والتي دمر داعش أجزاء منها ، خلال اجتياحهم هذه المناطق في عام 2014، وتدمير كنائس تاريخية ونهبها، وعاد المسيحيون بعد هزيمة تنظيم داعش في عام 2017.
وجدير بالذكر أن محافظة الموصل تعد مركز المسيحيين ومهدهم في العراق ككل، سيما في مركز مدينة الموصل وفي مناطق ك قره قوش وتل أسقف.

رغم الكورونا ، حشد كبير للقاء البابا : 
من الموصل عاد البابا إلى أربيل، لإحياء القداس الاحتفالي في (ملعب فرانسوا حريري) ، هي أكبر فعالية أحياها البابا خلال زيارته لبلاد الرافدين بحضور 10 آلاف شخص وسط مخاوف من انتشار فيروس كورونا
خاصة أن العراق قد سجل ارتفاعا حادا في عدد الإصابات بكوفيد-19 خلال الشهر الماضي، فضلا عن مخاوف أمنية بشأن زيارة البابا، التي تعد واحدة من أخطر رحلاته حتى الآن.
وتكتسب محطة البابا الكردستانية أهمية استثنائية، كون كردستان العراق باتت المكان الأكثر أمانا واحتضانا لمسيحيي العراق ككل، سيما مع الاستهدافات الإرهابية المتواصلة بحقهم، على مدى السنوات الماضية، منذ زمن تنظيم القاعدة وأبي مصعب الزرقاوي وصولا لتنظيم داعش وأبي بكر البغدادي، والذي أوغل في قتلهم وتهجيرهم، وتدمير مناطقهم، وكنائسهم ودور عبادتهم، الموغلة في القدم سيما في منطقة سهل نينوى.
وفي ذلك قال بابا الفاتيكان من أربيلالتناقص المأساوي لأعداد مسيحيي الشرق الأوسط ضرر جسيم لا يمكن تقديره

الولايات المتحدة، ، أشادت بزيارة بابا الفاتيكان، فرنسيس، إلى العراق، قائلةً إنها “تمثل تعزيزا للتعايش بين الأديان“. وجاء ذلك في منشور للقنصلية العامة الأمريكية في أربيل، عاصمة إقليم كردستان، على صفحتها الرسمية في موقع فيسبوك. وقالت القنصلية: “زيارة البابا التاريخية تمثل خطوة إضافية من شأنها تعزيز التعايش السلمي بين الأديان”، بحسب موقع “الحرة“.
وأضاف المنشور أن “الولايات المتحدة تواصل مناصرة التعايش السلمي، والشمول الديني، وقبول جميع العقائد في إقليم كر دستان (شمال)، والعراق، والعالم بأجمعه“.

مسيحيو العراق : 
يعد مسيحيو العراق من أقدم المجتمعات المسيحية في العالم.وصلت المسيحية إلى ما يعرف اليوم بالعراق في القرن الأول الميلادي .
تراجع تعدادهم في البلاد على مدى العقدين الماضيين من 1.4 مليون إلى 250 ألف،
ممثلين نسبة واحد في المئة من الشعب العراقي. حيث نزح كثير من مسيحيي العراق إلى خارج البلاد هربا من العنف الذي ضربها ،، منذ الغزو الأمريكي عام 2003 
وتشرّد عشرات الآلاف من المسيحيين عندما أغار مسلحو تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية على شمالي العراق عام 2014، منزلين الدمار بكنائس تاريخية، ومصادرين ثروات المسيحيين، الذين وجدوا أنفسهم مخيرين بين دفع الجزية، أو التحول إلى الإسلام، أو مغادرة البلاد، أو مواجهة الموت.
وفقا لوزارة الخارجية الأمريكية، يقول رجال دين مسيحيونإن هناك أقل من 250 ألف مسيحي في العراق، ويعيش معظمهم، نحو 200 ألف، في سهل نينوى وإقليم كردستان شمالي البلاد.
يقدر 67 في المئة منهم من الكلدان الكاثوليك، الذين تحتفظ كنيستهم ذات الطقوس الشرقية بطقوس دينية وتقاليد خاصة بها لكنها تعترف بسلطة البابا في روما، بينما ينتمي 20 في المئة إلى كنيسة المشرق الآشورية التي يُعتقد أنها أقدم الكنائس في العراق.
البقية ينتمون إلى السريان الأرثوذكس، والسريان الكاثوليك، والأرمن الكاثوليك، والأرمن الرسوليين، فضلا عن الأنجليكان والإنجيليين والبروتستانت.
في آخر محطات زيارة البابا فرنسيس من أربيل قال: إن هذا “البلد سيبقى دائما معي وفي قلبي“.
واختتم البابا قداسه برسالة قال فيها خلال هذه الأيام التي أمضيتها بينكم، سمعت أصواتاً عكست الألم ولكنني سمعت أيضاً أصواتاً فيها رجاء وعزاء ثم قال “كان الله معكم ” باللغة العربية.

نهاية الرحلة:
​​​​​​​عقب زيارة أربيل، توجه بابا الفاتيكان إلى العاصمة العراقية، حيث أقيمت له، صباح الإثنين،8 مارس 
مراسم وداع رسمية في مطار بغداد الدولي الذي غادر منه إلى إيطاليا بعد زيارة تاريخية حافلة .


قائمة الحلقات