عقب الهجوم الإيراني.. قلق من استهداف منشآت إيران النووية

أثار الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل مخاوف عالمية من تحول التوترات في المنطقة والحرب بين إسرائيل وحماس إلى مواجهات إقليمية واسعة النطاق وغير محسوبة العواقب. ففي هذا السياق هناك احتمالات رد إسرائيلي قد يضع الشرق الأوسط على شفا الهاوية، وسط مخاوف من استهداف منشآت إيران النووية.

غروسي يحذر

عبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي Rafael Grossi، الاثنين، عن قلقه إزاء احتمال استهداف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية، لكنه أكد أن عمليات تفتيش الوكالة للمنشآت الإيرانية ستستأنف.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إن إسرائيل سترد على الهجوم الذي شنته إيران مطلع الأسبوع بالصواريخ والطائرات المسيرة ردا على ما يُعتقد أنها غارة جوية إسرائيلية على مجمع سفارة طهران في دمشق في الأول من أبريل.

وجاء ذلك التصريح وسط دعوات لضبط النفس من جانب الحلفاء الحريصين على تجنب تصاعد الصراع في الشرق الأوسط.

وقال غروسي إن إيران أغلقت منشآتها النووية الأحد “لاعتبارات أمنية” وأعادت فتحها الاثنين، لكن أبقنا مفتشي الوكالة بعيدا “حتى نرى أن الوضع هادئ تماما”.

وأضاف غروسي في تصريحات للصحفيين في نيويورك “سنستأنف غدا.. ليس لهذا تأثير على نشاط التفتيش”.

وعندما سئل عن احتمال تعرض المنشآت النووية الإيرانية لقصف إسرائيلي، قال غروسي “إننا قلقون دائما بشأن هذا الاحتمال”. وحث على “ضبط النفس الشديد”.

وسط مخاوف من استهدافها.. ماذا تعرف عن منشآت إيران النووية؟

النووي الإيراني

وفي الصحافة الإسرائيلية، كانت قد بانت المخاوف من سعي الإيرانيين إلى تطوير أسلحة نووية فيما يستمر التصعيد بالمنطقة، وخصوصا مع استمرار الضربات التي تشنها إسرائيل باستمرار على المسلحين الموالين لطهران وعلى قادتها في دول المنطقة وخصوصا في سوريا.

فقد جاء في صحيفة “ذي تايمز أوف إسرائيل The times of israel ” قبل شن طهران هجومها غير المسبوق، إن من الممكن أن ترد إيران على الهجمات الإسرائيلية بطرق أخرى “من خلال تكثيف نشاط التخصيب والاندفاع نحو تصنيع السلاح النووي”. ولفتت إلى دعوات مؤخرا من شخصيات إيرانية بارزة مقربة لخامنئي إلى القيام بذلك.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنه ورغم أن خامنئي يحتفظ بفتوى تحرم “تجميع الأسلحة النووية لأنها تتعارض مع روح الإسلام”، فإن هناك خطرا أن يلجأ إلى إصدار أمر سري، وهو ما لا يمكن التأكد منه سوى عبر جمع المعلومات الاستخبارية.

كما قالت “ذي تايمز أوف إسرائيل” إن إسرائيل وفي مرحلة ما بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، باتت تعيد النظر في كل “الافتراضات فيما يتعلق بالاستخبارات، بما في ذلك تلك المتعلقة بإيران” وخصوصا برنامجها النووي.

ورغم أن إيران تصر على سلمية برنامجها النووي وفتحها الباب أمام المفتشين الدوليين أكثر من مرة، فإن إسرائيل تنظر دائما بعين الريبة إلى هذا البرنامج. وأثار الكشف عن امتلاك إيران برنامجا سريا لتخصيب اليورانيوم في 2002، المخاوف من سعيها إلى تصنيع سلاح نووي. وطالبت إسرائيل باتخاذ إجراءات صارمة ضد طهران.

ولطالما اتهمت طهران إسرائيل برنامجها النووي، خصوصا بعد حادثة 2010، حيث تم استخدام فيروس الكمبيوتر ستاكسنت، الذي يُعتقد على نطاق واسع أنه من تطوير الولايات المتحدة وإسرائيل، لمهاجمة منشأة لتخصيب اليورانيوم في موقع نطنز النووي. وكان هذا أول هجوم إلكتروني معروف علنا على معدات صناعية.

وهناك أيضا حادثة اغتيال العالم النووي الإيراني مصطفى أحمدي روشن عام 2012 في انفجار قنبلة زرعها سائق دراجة نارية بسيارته في طهران. وحمل مسؤول بالمدينة إسرائيل مسؤولية قتله.

وفي عام 2021، اتهمت إيران إسرائيل بالمسؤولية عن مقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده الذي اعتبرته أجهزة مخابرات غربية العقل المدبر لبرنامج إيراني سري لتطوير القدرة على صنع أسلحة نووية.

وفي 2022، وقّع الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك يائير لابيد تعهدا مشتركا بحرمان إيران من الأسلحة النووية، في إعلان للوحدة بين الحليفين المنقسمين منذ فترة طويلة إزاء الخط الدبلوماسي مع طهران.

كما أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بانسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018 من الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية بعد سنوات من الطعن في أهمية الاتفاق، ووصف قراره بأنه “خطوة تاريخية”.

وسط مخاوف من استهدافها.. ماذا تعرف عن منشآت إيران النووية؟

منشآت إيران النووية

نطنز
مفاعل لتخصيب اليورانيوم مساحته 100 ألف متر مربع أنشئ تحت الأرض بـ8 أمتار ومحمي بجدار سمكه 2.5 متر يحميه جدار آخر خرساني.

في 2004 دعم سقفه بالأسمنت المسلح وتغطى بـ22 مترا من الأرض. كشف عن وجوده وعن موقع آخر في أراك المعارض علي رضا جعفر زاده في 2002.

والمركز خاضع لرقابة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، زار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي زيارة تفتيشية للموقع في فبراير 2003 في أول زيارة تمثل الأمم المتحدة، وذكر أن 160 جهاز طرد مركزي اكتملت وأن ألفا قيد التنفيذ في الموقع. بموجب اتفاق الحماية الإيراني (1974) فإن إيران غير ملزمة بالإبلاغ عن وجود الموقع إذا كان قيد التنفيذ. هناك الآن حوالي 7000 جهاز طرد مركزي منصبة في نطنز منها 500تنتج اليورانيوم منخفض التخصيب.

وتعد محطة نطنز لتخصيب الوقود أكبر منشأة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم. وتقع في مقاطعة نطنز في محافظة اصفهان الإيرانية. وتعمل المحطة في تخصيب اليورانيوم منذ فبراير/شباط 2007.

وتتكون المنشأة من ثلاثة مبانٍ كبيرة تحت الأرض، قادرة على تشغيل ما يصل إلى 50 ألف جهاز طرد مركزي ويتم ضخ غاز سداسي فلوريد اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي، التي تفصل معظم النظائر الانشطارية لليورانيوم 235.

وأكد تحليل العينات البيئية المأخوذة من المحطة وغيرها من التجارب التي أجرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 أن المنشأة كانت تستخدم لإنتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب.

وسط مخاوف من استهدافها.. ماذا تعرف عن منشآت إيران النووية؟

بوشهر
من المتوقع أن يبدأ مفاعل الماء الخفيف الذي بنته روسيا في العمل. ويمكن أن ينتج مادة البلوتونيوم المنضب الذي يستخدم لأغراض نووية.

بنت روسيا المحطة الواقعة على سواحل الخليج، وهي مزودة بمفاعل تبلغ طاقته 1000 ميغاوات، ودخلت الخدمة في العام 2013.

أصفهان

يتم تنقية اليورانيوم من الشوائب هناك من أجل تحويله كيميائياً إلى غاز “هكسا فلورايد اليورانيوم” ومن ثم يتم تبريده وتنظيفه إلى أن يصير صلباً.

مصنع أردكان

بناء موقع الوقود النووي في أردكان ذكر أنه تم الانتهاء منه في منتصف 2005.

قم

مفاعل تخصيب لليورانيوم وسط إيران قيد البناء.

مفاعل أراك

ظهرت المنشأة التي تنتج الماء الثقيل بالقرب من بلدة أراك لأول مرة مع نشر صور بالأقمار الصناعية من قبل معهد العلوم والأمن الدولي في ديسمبر/كانون الأول 2002.

ويحتوي الوقود المستنفد من مفاعل الماء الثقيل على البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في تصنيع قنبلة نووية.

وفي أغسطس/آب 2011 , زارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية موقع مفاعل IR-40 للماء الثقيل في أراك وأبلغت إيران الوكالة الدولية بأنها كانت تخطط لتشغيل المفاعل في أوائل 2014.

وتعمل محطة إنتاج الماء الثقيل المجاورة في أراك على توفير المياه الثقيلة للمفاعل، وكانت القوى العالمية تسعى في الأساس لتفكيك مفاعل أراك بسبب خطر انتشار الأسلحة النووية، وبموجب الاتفاق النووي المؤقت والموقع في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2013، وافقت إيران على عدم تشغيل المفاعل أو تزويده بالوقود، ومنذ ذلك الحين تفيد تقارير بأنها وافقت على تعديل المفاعل بحيث ينتج كمية أقل من البلوتونيوم، وبالتالي يقل خطر انتشار الأسلحة النووية.

وسط مخاوف من استهدافها.. ماذا تعرف عن منشآت إيران النووية؟

منجم ساغند

تم الكشف عن وجود خام اليورانيوم فيه عام 1985 . وكان من المزمع أن يبدأ المنجم والمصنع في العمل مع بداية عام 2006 ، باستخدام 120 طناً من اليورانيوم الخام لإنتاج من 50 إلى 60 طن يورانيوم سنوياً.

جيهان

تطور إيران منجماً ومصنعاً جديداً لإنتاج 24 طناً من (الكعكة الصفراء) سنوياً.

خوزستان

هناك مخطط لانشاء مفاعل جديد بالمنطقة وصرح مدير الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي بأن الوكالة شرعت في دراسات جادة لبناء مفاعل تجريبي للانصهار النووي، وقال أن بلاده رصدت للمشروع ثمانية ملايين دولار، وخصصت خمسين خبيرًا لإنجاحه. وقال مدير أبحاث الانصهار النووي في إيران أن دراسات المشروع ستستغرق سنتين، وستحتاج إيران إلى عشر سنوات لتصميم المفاعل التجريبي وتصميمه.

موقع بارشين العسكري

يتمثل الهدف الرئيسي من موقع بارشين، جنوب العاصمة طهران، في عمليات بحث وتطوير وإنتاج الذخائر والصواريخ والمتفجرات.

ظهرت المخاوف بشأن الدور المحتمل لهذا الموقع في البرنامج النووي الإيراني في عام 2004، عندما ظهرت تقارير تفيد ببناء محطة كبيرة من أجل إجراء التجارب الهيدروديناميكية.

وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن التجارب الهيدروديناميكية، التي تنطوي على مواد شديدة الإنفجار بالتزامن مع المواد النووية أو بدائل المواد النووية، تعد «مؤشرات قوية لتطوير سلاح محتمل».

واعترفت إيران أمس بتوسيع موقع بارشين العسكري بعد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يشير إلى أن طهران وسعت الموقع بإضافة مبنى جديد.