حرب أهلية بين الشرطة وعصابات القرود في بلدة تايلاندية

لعقود من الزمن، كانت قرود لوبوري، بتايلاند، رمزًا للثقافة المحلية، لكن السلطات تقول إن هناك الآن أعدادًا كبيرة جدًا تتجول في الشوارع، وتشعر الشرطة بالقلق الشديد بشأن العدوان لدى الذكور، لذا فقد أنشأت وحدة خاصة للتصدي لهم.

تفاصيل القصة الحالية تعود إلى قيام عصابات من القرود الهائجة بترويع بلدة سياحية تايلاندية، مما دفع رجال الشرطة إلى تسليح أنفسهم، وقررت السلطات أن تبني “سجنا” لها.

في بلدة لوبوري، الواقعة في قلب تايلاند، اندلعت منذ أيام معركة فريدة من نوعها.

كانت المعركة بين البشر وقرود المكاك، حيث شنت القرود هجمات عدوانية متكررة على السكان، مما دفع السلطات إلى التحرك وشن هجوم مضاد للسيطرة على هذه الحيوانات.

وباشرت السلطات الأسبوع الماضي، بالعمل لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع خطة محكمة للقبض على آلاف القرود التي أثارت غضب سكان البلدة.

وتقع لوبوري على بعد حوالي 140 كيلومترا شمال العاصمة بانكوك، وهي مشهورة بوجود قرود المكاك التي تعتبر رمزا للمقاطعة، وتمثل نقطة جذب رئيسية للسياح.

إلا أن هذه القرود التي يقدر عددها بنحو 2500 قرد في البلدة، تبدل حالها مؤخرًا، وأصبحت أكثر عدوانية، وباتت السيطرة عليها صعبة.

وانتشرت على الإنترنت العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر “عصابة” القرود، وهي تسرق الطعام وتسببت أيضا بوقوع إصابات في صفوف أهل البلدة خلال رحلة استيلائها على الطعام.

وبدأت السلطات البحرية في بناء سياج ضخم للسيطرة عليها، كما ستقوم بحملة منسقة للقبض على مئات القرود وإخصائها ونقلها إلى منشأة خاصة.

"عصابات" القرود تجتاح بلدة تايلاندية.. وتحرك رسمي بعد اندلاع معركة فريدة من نوعها

وانطلقت الأسبوع الماضي، رحلة مطاردة القرود وأوقعت السلطات في شباكها 37 قردًا، بعضهم من الذكور البارزين الذين اعتبرت إزالتهم أولوية.

وقال أثابول تشارونشونسا، المدير العام لإدارة المتنزهات الوطنية والحياة البرية والنباتات، إن “حجزها في قفص كبير سيحل المشكلة”.

وأضاف أن إدارته ستعمل مع الجهات المحلية لضمان بقاء بعض القرود على الأقل حرة تتجول في الشوارع.

"عصابات" القرود تجتاح بلدة تايلاندية.. وتحرك رسمي بعد اندلاع معركة فريدة من نوعها

وتعرضت القرود لانتقادات كثيرة بسبب سلوكها المزعج، وتسببت في إغلاق بعض الشركات بسبب عدوانيتها. ومع ذلك، أكد مسؤول في قسم الحياة البرية على ضرورة تكيف الناس مع سلوك القرود في البيئة الحضرية.

وأشار إلى أن نقص الموارد الغذائية الطبيعية قد يجبر القرود على البحث عن الطعام في أماكن غير مألوفة بما في ذلك عند البشر.

"عصابات" القرود تجتاح بلدة تايلاندية.. وتحرك رسمي بعد اندلاع معركة فريدة من نوعها

كما بدأ الموظفون في إدارة المتنزهات الوطنية والحياة البرية والحفاظ على النباتات في القبض على بعض أسوأ مرتكبي جرائم القرود ونقلهم إلى ملاجئ مؤقتة.

ومع ذلك، فقد ورد أنهم واجهوا صعوبات لأن “البلطجية” الرئيسيين من القردة كانوا على دراية بالبنادق المهدئة وكانوا يتسلقون المباني الشاهقة والمنازل كلما اقتربوا منها.

وقال ناثي كروثاكا، وهو أحد الموظفين: “كان علينا إخفاء وجوهنا وإخفاء بنادق المهدئات حتى لا تراها القرود”.

وتمكن الفريق من القبض على قائد العصابة”آي كراو” الذي اشتهر بين البائعين والسائقين المحليين بسبب عدوانيته. حيث وضعه الضباط في النوم مع وضع سهم مهدئ في جسده قبل نقله داخل القفص.

وعلى الرغم من المخاطر، يحرص السكان المحليون على إبقاء القرود في المدينة لأنها تجتذب السياح من جميع أنحاء العالم الذين يقدمون لهم الحلويات.

تكافح الحكومة التايلاندية للسيطرة على مشكلة قرود المكاك، لكنها اتخذت خطوات لإدارة أعداد القردة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك إنشاء ملاجئ، وبرامج تعقيم جماعية، وتثقيف الجمهور حول كيفية التعامل مع الحيوانات بشكل صحيح، ونقلها إلى موائل أكثر ملاءمة.