إسكات نافالني وعزله عن أنصاره قبل الحملة الانتخابية لبوتين

يحاول أنصار المعارض الروسي أليكسي نافالني ومحاموه الوصول إلى موكلهم منذ نحو أسبوع لكن دون جدوى، فالسياسي المعارض الأبرز في روسيا، والذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة  19 عاما لم يعد يتمكن أحد من الاتصال به وبات الجميع يجهل مكانه، حتى أنه لم يحضر جلسة كانت مقررة عبر الفيديو يوم الإثنين، فيما عزا مسؤولو السجن سبب الغياب إلى انقطاع الكهرباء.

وحُكم على نافالني بهذه العقوبة في أغسطس الماضي، بعد إدانته بتكوين مجتمع متطرف، وتمويل الأنشطة المتطرفة والعديد من الجرائم الأخرى، فيما كان يقضي بالفعل عقوبة السجن لمدة 11 عامًا ونصف في منشأة شديدة الحراسة بتهمة الاحتيال وتهم أخرى ينفيها، ليبلغ إجمالي مدد سجنه أكثر من 3 عقود.

المتحدثة باسم نافالني كيرا يارميش، قالت إن محاميه توجهوا الجمعة ثم مرة أخرى الإثنين إلى منشأتين عقابيتين في منطقة فلاديمير شرق العاصمة الروسية موسكو حيث من المحتمل أن يكون نافالني، لكنهم أُبلغوا بعدم وجوده.

اختفاء نافالني جاء قبل وقت قصير من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ترشحه في الانتخابات الرئاسية العام المقبل، والتي ستكون ولايته الخامسة في السلطة كرئيس، توقيت دفع فريق نافالني إلى الإشارة إلى أنه من المحتمل أن الحكومة تسعى إلى إسكات نافالني وعزله عن أنصاره قبل الحملة الانتخابية.

نافالني

في المقابل قالت مصادر مقربة من الرئاسة الروسية إن الكرملين لا يعرف أين نافالني وهو غير مهتم بذلك، مضيفا أنه ليس لديه النية أو القدرة على مراقبة مصير السجناء وعملية بقائهم في المؤسسات المعنية.

ويقول المقربون من نافالني إنه عانى من مشاكل صحية خلال فترة وجوده في السجن، حيث انهار الأسبوع الماضي ربما بسبب سوء التغذية.

في هذا السياق قالت يارمش إنه “نظراً للظروف غير الإنسانية التي يُحتجز فيها – فلا توجد تهوية ولا ماء ساخن في الزنزانة، ولا يتم إطعامه بشكل صحيح، فمن الممكن أن يكون قد أصيب بالإغماء بسبب الجوع”. “ومع ذلك، فقد رأى المحامون أليكسي بعد ذلك وكان في صحة جيدة نسبيًا. لكنه اختفى بعد ذلك.”

نافالني

وبينما شكل نافالني أحد أخطر التهديدات لشرعية بوتين خلال فترة حكمه التي امتدت لأكثر من عقدين، جرى نقله من روسيا إلى ألمانيا في عام 2020، بعد تسميمه بمادة نوفيتشوك، وهو غاز أعصاب يعود إلى الحقبة السوفيتية، وكان لابد من نقل نافالني جوا من مدينة أومسك السيبيرية ووصل في غيبوبة إلى مستشفى في برلين.

وتشهد سجون النظام بعضًا من أقسى الظروف في روسيا، ومن شأنها أن تحد من معارضة نافالني الذي وصف التهم الموجهة إليه بأنها ذات دوافع سياسية، وقال ذات مرة إنه يعتقد أنه لن يتم إطلاق سراحه ما دام بوتين على قيد الحياة..