تخشى تايوان من أن تؤدي الزيارة إلى المزيد من النشاط العسكري الصيني حول الجزيرة

وصل وليام لاي، نائب رئيسة تايوان، إلى نيويورك السبت، في حين يخشى مسؤولون في تايوان من أن تؤدي الزيارة إلى المزيد من النشاط العسكري الصيني حول الجزيرة الخاضعة للحكم الديموقراطي.

وتوقف وليام لاي نائب رئيسة تايوان والمرشح الأول لمنصب الرئيس في انتخابات يناير/كانون الثاني، في الولايات المتحدة وهو في طريقه إلى باراغواي لحضور أداء رئيسها اليمين وأيضا في طريق العودة، الأمر الذي يثير غضب الصين.

زيارة مسؤول تايواني إلى نيويورك تشعل غضب الصين.. ما التفاصيل؟

هذا، وتقول تايبيه وواشنطن إن مثل هذه الزيارات روتينية وليس هناك سبب يدعو الصين لاتخاذ إجراءات “استفزازية”، لكن بكين ردت بغضب على ما تعتبره علامة أخرى على دعم الولايات المتحدة لتايوان التي تعتبرها أرضا صينية.

من جانبها نددت وزارة الخارجية الصينية الأحد بزيارة قصيرة للولايات المتحدة قام بها نائب رئيس تايوان، وليام لاي William Lai، زاعمة أنه “مثير للمشاكل طوال الوقت”.

وبعد وقتٍ قصير من وصول لاي إلى نيويورك – للتوقف في طريقه إلى باراغواي -، قالت الوزارة الصينية في بيان، إن: “بكين تتابع الموقف عن كثب، وستتخذ إجراءات حازمة وقوية لحماية سيادتها الوطنية”.

قال شخص مطلع على تخطيط الرحلة إن لاي سينضم إلى حفلات الاستقبال مع التايوانيين المغتربين خلال فترة التوقف في نيويورك، حيث سيلقي خلالها خطابًا.

وقال الشخص إنه لن يجتمع مع المشرعين الأمريكيين، مضيفًا أن لاي سيبقي الزيارة “منخفضة المستوى”، بما يتماشى مع موقف تايبيه وواشنطن المشترك “لإدارة المخاطر بشكل مشترك عند مواجهة منطقة استبدادية في هذا الوقت الحساس”.

كتب لاي، الذي استقبله أنصاره يلوحون بالأعلام عند وصوله إلى فندقه في نيويورك، على منصة التواصل الاجتماعي X أنه “يتطلع إلى رؤية الأصدقاء في نيويورك”.

قالت لورا روزنبرجر، رئيسة المعهد الأمريكي في تايوان (AIT)، وهي منظمة غير ربحية تديرها الحكومة الأمريكية وتدير علاقات غير رسمية مع تايوان، على إكس إنها ستلتقي مع لاي في سان فرانسيسكو .

الأزمة الأولى عام 1949

في نهاية الحرب الأهلية استولى الشيوعيون بزعامة ماو تسي تونغ على السلطة في بكين العام 1949، ما أضطر القوميين في حزب كومينتانغ بزعامة تشانغ كاي تشك للانتقال إلى تايوان.

واستقر الطرفان المتنافسان على جانبي المضيق، جمهورية الصين الشعبية في البر الرئيسي وجمهورية الصين في تايوان.

اندلعت أزمة المضيق الأولى في آب/أغسطس 1954 عندما أرسل القوميون آلاف الجنود إلى جزيرتي كينمين وماتسو الصغيرتين الخاضعتين لحكم تايوان، على بعد كيلومترات قليلة عن البر الرئيسي.

زيارة مسؤول تايواني إلى نيويورك تشعل غضب الصين.. ما التفاصيل؟

وردت الصين الشيوعية بقصف مدفعي للجزيرتين ونجحت في الاستيلاء على جزر ييجيانغشان، على بعد 400 كيلومتر  شمال تايبيه.

وأُخمدت شرارة الأزمة في نهاية المطاف لكنها كادت أن تضع الصين والولايات المتحدة على شفير نزاع مباشر.

الأزمة الثانية عام 1958

اندلع القتال مجددا في 1958 عندما قصفت قوات ماو بكثافة جزيرتي كينمين وماتسو في مسعى جديد لطرد القوات القومية المتمركزة هناك.

وخشية أن تؤدي خسارة الجزيرتين إلى انهيار القوميين وبالتالي سيطرة بكين على تايوان، أمر الرئيس الأميركي دوايت دي آيزنهاور قواته بمواكبة حلفائهم التايوانيين وتزويدهم الإمدادات.

وفي مرحلة ما فكرت الولايات المتحدة لفترة وجيزة في نشر أسلحة نووية ضد الصين.

وأعلنت بكين وقفا لإطلاق النار بسبب عجزها عن الاستيلاء على الجزر وفشل عمليات القصف في إخضاع القوميين.

ومع ذلك استمرت قوات ماو في قصف كينمين بشكل متقطع حتى عام 1979 بموازاة حالة من الجمود.

الأزمة الثالثة 1995

اشتعل التوتر مجددا في 1995 عندما بدأت الصين تجارب إطلاق صواريخ في المياه المحيطة بتايوان احتجاجا على زيارة الرئيس التايواني لي تين هوي إلى الجامعة التي تخرج منها في الولايات المتحدة.

وكانت بكين تكره لي خصوصا لأنه كان يحبذ إعلان تايوان دولة مستقلة.

وخلال السنوات السبع والثلاثين التي فصلت بين الأزمتين، تغيرت كل من الصين وتايوان بشكل كبير.

عقب وفاة ماو، بقيت الصين تحت سيطرة الحزب الشيوعي لكنها باشرت فترة إصلاح وانفتاح على العالم.

من ناحيتها بدأت تايوان في التخلص من سنوات حكم تشانغ كاي تشيك الاستبدادية والتحول إلى ديمقراطية تقدمية، بينما اعتنق كثيرون هوية تايوانية مميزة وليس صينية.

أجريت مزيد من التجارب الصاروخية بعد عام بينما نظمت تايوان أول انتخابات رئاسية مباشرة.