روسيا تضع خططاً مبنية على زمن طويل أوكرانيا

فيكتوريا أندروشا احتُجزت داخل روسيا لمدة ستة أشهر بعد اتهامها بنشر دعاية مناهضة لروسيا في الفصل الدراسي.

وقالت أندروشا إن آسريها الروس ضربوها وعذبوها في الحجز، مضيفة: “حبسوني في غرفة منفصلة وأحرقوا قطعة من الورق في مكان قريب وقالوا: سنشغل الغاز وستحترقين”.

خطط روسية لإنشاء معتقلات جديدة في أوكرانيا.. ومواطنة: هددوا بتقطيعي إلى أشلاء

 

وأشارت إلى أنهم هددوها بتقطيع جسدها إلى أشلاء، قبل أن يُطلق سراحها مع مدنيين آخرين في صفقة تبادل مقابل جنود روس، ما يُعد انتهاكاً للقانون الدولي.

وتجهل العديد من العائلات الأوكرانية مصير أحبائها، الأمر الذي تقول الأمم المتحدة إنه قد يكون جريمة حرب في حد ذاته.

ولفتت آنا فويكو إلى أنها لم تر والدها رومان فويكو منذ آذار/ مارس من العام الماضي 2022، حيث أخبرها الجيران أن عامل المصنع السابق قد اصطحبه جنود روس من منزله في هوستوميل مقيد اليدين، ووضع على متن شاحنة.

وأضافت: “أعاني من ضغوط كبيرة. أفكر في الأمر كل يوم. لقد مر عام، وحتى أكثر، كم من الوقت يجب أن يمر؟ هناك الكثير من المدنيين هناك، ليس والدي فقط”.

25 معسكراً للاعتقال خلال عامين

كشفت وثيقة رسمية اطلعت عليها وكالة أسوشيتد برس أن روسيا تخطط لإنشاء 25 معسكرا للاعتقال و6 مراكز احتجاز في أوكرانيا، بحلول عام 2026.

ووقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مرسوما، في مايو، يسمح للسلطات الروسية بترحيل مواطنين من الأراضي الخاضعة للأحكام العرفية والتي حددها بأنها تشمل “جميع أوكرانيا” إلى روسيا، وهو ما سيسهل ترحيل ومعاقبة الأوكرانيين الذين يقاومون الاحتلال الروسي إلى أجل غير مسمى.

وأشارت الوكالة إلى أنها وثقت حالات إبعاد لأوكرانيين خلال الفترة الماضية، حيث تم القبض على العديد من المدنيين بذرائع مختلفة مثل التحدث باللغة الأوكرانية، أو حتى من دون تهمة، أو اعتبارهم إرهابيين أو مقاتلين يقاومون الغزو الروسي.

وتستخدم القوات الروسية هؤلاء المدنيين في عمليات حفر الخنادق والمقابر الجماعية وبناء التحصينات، فيما أصبح التعذيب أمرا روتينيا بالنسبة إليهم إما بالضرب أو بالصدمات الكهربائية أو بكسر الأضلاع والجماجم والخنق.

خطط روسية لإنشاء معتقلات جديدة في أوكرانيا.. ومواطنة: هددوا بتقطيعي إلى أشلاء

 

ووثق تقرير للأمم المتحدة، صدر أواخر يونيو، 77 عملية إعدام لأسرى مدنيين، فيما توفي شخص واحد على الأقل بسبب التعذيب.

ولا تعترف روسيا باحتجاز المدنيين، وتعتبر السجناء أوراق مساومة مستقبلية في حال المبادلة مع الجنود الروس، فيما قالت الأمم المتحدة إن هناك أدلة على استخدام المدنيين كدروع بشرية.

صور الأقمار الصناعية تدين روسيا

وتحدثت وكالة أسوشيتد برس مع عشرات الأشخاص، من بينهم 20 معتقلا سابقا وأسرى حرب وعائلات محتجزين، الذين أكدوا إلى جانب صور الأقمار الصناعية ووثائق رسمية تواجد نظام روسي واسع النطاق للاحتجاز وإساءة معاملة المدنيين، فيما يمثل انتهاكا مباشرا للقانون والاتفاقيات الدولية.

واحتجز بعض المدنيين الأوكرانيين لأيام أو أسابيع، بينما اختفى آخرون منذ أكثر من عام، فيما قال جميع من أفرج عنهم إنهم تعرضوا للتعذيب، فيما تم نقل بعضهم من مكان إلى آخر بشكل دائم من دون تفسير.

واستقطب سجن “كولوني” في منطقة روستوف بشرقي روسيا منذ بداية الحرب الروسية العديد من المحتجزين، ويتوقع أنه يضم مئات المدنيين الأوكرانيين، بحسب ما نقلته الوكالة من شهادات أسرى سابقين ونشطاء حقوقيين.

وهذا السجن هو واحد من بين 40 مركزا للاحتجاز في روسيا وبيلاروسيا، ناهيك عن تواجد 63 مركزا مؤقتا تابعا لروسيا على الأراضي الأوكرانية، حيث يحتجز المدنيون الأوكرانيون.

ويؤكد التقرير أن الطبيعة الغامضة لما يحدث تجعل من الصعب معرفة عدد المدنيين المحتجزين بالضبط، فيما تشير السلطات الأوكرانية إلى تواجد نحو ألف أوكراني تجرى محاكمتهم من قبل روسيا، فيما يبلغ إجمالي عدد المعتقلين المدنيين أكثر من 10 آلاف، وهو ما تنفيه موسكو.

خطط روسية لإنشاء معتقلات جديدة في أوكرانيا.. ومواطنة: هددوا بتقطيعي إلى أشلاء

فلاديمير أوسيشكن، وهو ناشط حقوق روسي منفي أكد لأسوشيتد برس تواجد ما لا يقل عن 4 آلاف مدني أوكراني محتجز من قبل السلطات الروسية.

وعرض أوسيشكن وثيقة روسية، من عام 2022، تقول إن 119 معارضا للغزو الروسي في أوكرانيا تم نقلهم إلى معتقل رئيسي في منطقة فورنيغ الروسية.

وازداد عدد المعتقلين من المدنيين الأوكرانيين بسرعة خلال الحرب خاصة خلال الأيام الأولى، حيث تحركت الوحدات الروسية واستهدفت قادة المجتمع الدولي المؤيدين لأوكرانيا.

وتحظر اتفاقيات جنيف الاعتقال التعسفي أو الترحيل القسري للمدنيين، وتنص أنه يجب السماح للمحتجزين بالتواصل مع عائلاتهم، والحصول على استشارة قانونية والطعن في الاتهامات الموجهة ضدهم.

وفي الوقت الذي ينتهي فيه المطاف بالبعض داخل السجون، يوضع آخرون في مواقع أكثر خطورة داخل الخنادق على خطوط التماس، حيث يضطرون إلى بناء مخيمات ومعسكرات للقوات الروسية.

انتهاكات روسيا تشمل الأطفال أيضاً

تضاف هذه الانتهاكات إلى أخرى قامت بها روسيا ضد الأطفال، حيث أدرجت القوات المسلحة الروسية والمجموعات المسلحة “التابعة لها” ضمن “قائمة العار” للأمم المتحدة المتعلقة بانتهاك حقوق الأطفال في النزاع بسبب سلوكهما في أوكرانيا، بحسب نسخة من التقرير السنوي للأمين العام في وقت سابق.

خطط روسية لإنشاء معتقلات جديدة في أوكرانيا.. ومواطنة: هددوا بتقطيعي إلى أشلاء

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في هذا التقرير الذي يستعرض عام 2022 ويُنشر الأسبوع المقبل “لقد صدمت بشكل خاص من العدد المرتفع للهجمات التي استهدفت المدارس والمستشفيات والموظفين المحميين ومن العدد الكبير لمصرع وتشويه الأطفال المنسوب إلى القوات الروسية والمجموعات المسلحة التابعة لها”.

وأضاف “إنني مصدوم من العدد الكبير للانتهاكات الجسيمة المرتكبة بحق الأطفال في أوكرانيا بعد غزو روسيا الاتحادية لأوكرانيا”.

وأشار التقرير الذي وزع على أعضاء مجلس الأمن، الخميس، إلى أن الأمم المتحدة أكدت مقتل 477 طفلاً في أوكرانيا عام 2022، بينهم 136 حالة وفاة منسوبة إلى القوات الروسية والمجموعات التابعة لها، مقابل 80 إلى القوات المسلحة الأوكرانية، بالإضافة إلى تشويه 909 أطفال، نُسبت 518 حالة منها إلى القوات الروسية والمجموعات التابعة لها و 175 إلى القوات الأوكرانية.