بوتين يعوّض فاغنر بسجناء ومقاتلين من الشيشان

قال مسؤولون في الاستخبارات الأوروبية إن روسيا تستعد لإرسال المزيد من المقاتلين الشيشانين والسجناء المُدانين إلى أوكرانيا، من أجل سد الفراغ الذي تركه مرتزقة فاغنر الذين انسحبوا من المعركة على وقع الخلاف الكبير الذي وقع بين المجموعة والجيش الروسي وتمردها عليه.

وكالة بلومبرغ الأمريكية، نقلت عن مسؤولي الاستخبارات الأوروبيين دون أن تذكر أسماءهم قولهم إنه بالتزامن مع إعلان أوكرانيا عن تقدم هجومها المضاد باتجاه مدينة باخموت الشرقية، فقد تتعرض الوحدات الروسية لضغوط تفوق طاقتها.

بعد تمرد فاغنر.. بوتين يجند السجناء ويستقطب الشيشان لمواصلة حربه على أوكرانيا

وأشار المسؤولون إلى أن روسيا نشرت أعداداً كبيرة من القوات في باخموت، بعدما أعلنت فاغنر عن انسحابها من المدينة، أواخر مايو الأمر الذي سبب نقصاً في القوات بالمناطق التي تحتلها روسيا في جنوب أوكرانيا.

كذلك تسبب التمرد الذي نفذه مؤسس فاغنر يفغيني بريغوجين، والملقب بـ”طباخ بوتين”، في حرمان القوات الروسية من بعض أكثر قواتها تمرساً في حرب أوكرانيا.

يقول المسؤولون الأوروبيون إن وزارة الدفاع بعد توليها مسؤولية تجنيد المحكوم عليهم زادت من عدد السجناء المنضمين إلى الجيش إلى حوالي 15 ألف جندي، ومن المرجح أن يرتفع العدد الإجمالي لأكثر من ذلك، حيث يخدم حوالي 2000 مُدان فيما يسمى بوحدات “العاصفة زد” العسكرية العقابية.

تُشير الوكالة الأمريكية كذلك إلى أنه من غير الواضح عدد الجنود الجدد الذين ستتمكن جمهورية الشيشان من توفيرهم، وقال الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، الموالي لبوتين، في مايو على تليغرام، إن 7000 جندي موجودون بالفعل في أوكرانيا، وإن 2400 آخرين يجري تدريبهم لتشكيل فوجين جديدين تابعين لوزارة الدفاع.

بعد تمرد فاغنر.. بوتين يجند السجناء ويستقطب الشيشان لمواصلة حربه على أوكرانيا

ولم يُبد مقاتلو الشيشان كفاءة ملحوظة خلال الحرب حتى الآن، وقد لقَّبهم بعض المنتقدين  بـ”كتائب تيك توك”، لأنهم ينشطون على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من نشاطهم في المعركة.

إلا أن محللين في معهد دراسات الحرب قالوا في تقرير صدر في 31 مايو إن الكرملين ربما يعتبرهم “قوة هجومية غير مستغلة يمكنها استعادة قدرة روسيا على مواصلة المحاولات الهجومية”، غير أن مشاركاتهم التي كانت أغلبها في الصفوف الخلفية من العمليات العام الماضي.

يقول المعهد إن ذلك “قد يشير إلى أن قديروف متردد في إلزام قواته بشن عمليات هجومية”.

يأتي هذا فيما لم تقدم وزارة الدفاع في روسيا أي مؤشر حتى الآن، على عدد المرتزقة الذين وقعوا عقوداً للانضمام إلى الجيش، في الموعد النهائي المحدد في الأول من يوليو 2023، وترفض “فاغنر” القتال بعقود مع الجيش، إذ اتهم بريغوجين وزير الدفاع سيرغي شويغو بمحاولة “تدمير” فاغنر بهذا الطلب.