فاغنر تتمرد على الرئيس الروسي يعد سنوات من خدمته

انتهت محاولة الانقلاب القصيرة في روسيا بعد ساعات قليلة فقط، والحديث هنا عن ما عرف بـ “تمرد فاغنر” الذي قاده مؤسس المجموعة يفغيني بريغوجين، لكن معظم التحليلات تجمع على أن انتهاءها بهذه السرعة، لا يعني أن الأمر قد استتب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأن سيد الكرملين بعد هذه المحاولة الانقلابية، ليس هو نفسه فيما قبلها.

وعلى الرغم من جهود بوتين، وإدارته لإضفاء جو من الثقة والاستقرار داخل روسيا، فمن المرجح أن تداعيات تمرد فاغنر قد بدأت للتو، كما يقول خبراء.

ورغم أن هذا التراجع من قبل “فاغنر” وقائدها، قد جعل بوتين يتنفس الصعداء، ويتفادى أزمة خطيرة، كانت محدقة بحكمه، فإن معظم المحللين يجمعون على أن انفراج الأزمة لا يعدو أن يكون مرحليًا، وأن الضرر قد لحق بالفعل بصورة بوتين وبحكمه، كما أن هذه المحاولة التي أجهضت على وجه السرعة سيكون لها ما بعدها.

وفي فقرة “الرأي رأيكم” سألت “أخبار الآن” المتابعين: “كيف ترى تأثير تمرد فاغنر على صورة بوتين؟”

وكانت الإجابات على الشكل التالي:

  • قوي 51%
  • ضعيف 19%
  • لم يتأثر 30%

وتعليقاً على نتائج التصويت قال الباحث في العاقات الروسية الأوروربية د. باسل الحاج جاسم في حواره مع “ستديو أخبار الآن” إن: “ما دفع بريغوجين للمضي قدماً في خطته هو انحياز بوتين للمؤسسة العسكرية بعد السجال الطويل بين زعيم فاغنر، ووزير الدفاع الروسي، وقائد الأركان والتي وصلت لمرحلة الشتائم”.

وأضاف: “لا يختلف اثنان أن ماحدث أحدث هزة في صورة روسيا، وصورة بوتين كرئيس يمتلك زمام الأمور كاملة”.

الرأي رأيكم| كيف ترى تأثير تمرد فاغنر على صورة بوتين؟

تضرر هالة الحصانة

وبحسب تحليل نشرته صحيفة “تيلغراف” البريطانية فإن “القادة الروس والسوفيت، نادرا ما صمدوا لفترة طويلة، بعد أي محاولة للانقلاب العسكري، وأن هالة الحصانة والسيطرة التي رسمها بوتين حول نفسه، قد تضررت بشدة، بسبب غزوه المضلل والفاشل لأوكرانيا” وهي في سبيلها للتحطم قريبا وفق الصحيفة التي تشير إلى أن الروس يفضلون أن يكون قادتهم أقوياء كما يعتبرون أن الضعف مهلك.

وتعتبر الصحيفة أن المسؤولين الروس، الذين تهافتوا فيما سبق على إرضاء بوتين، على أمل أن يحصلوا على الثروات والخدمات، سينصرفون عنه الآن ويتطلعون إلى سواه.

ويعتبر كثير من المراقبين، أن ما أقدم عليه بريغوجين، قد كسر إطار الهيبة المفروض على بوتين، كقائد لايطاله الانتقاد، وأنه منح الجرأة للعديد من معارضي الرئيس في الداخل والخارج.