ازدياد التوتر بين الجيش الروسي ومرتزقة فاغنر

اتهم يفغيني بريغوجين، رئيس مرتزقة “فاغنر” العسكرية الخاصة، رئيس هيئة الأركان العامة، فاليري غيراسيموف، بإصدار أوامر للطائرات بإطلاق النار “وسط السيارات المدنية”.

ونقلت شبكة “سي إن إن” عن بريغوجين قوله “أصدر رئيس الأركان العامة للتو أمرا برفع الطائرات وفتح النار على الأعمدة التي تتحرك بين المركبات المدنية والشاحنات”، مضيفا “إنه لا يهتم بمن يقتل. إنهم يقتلون مدنييهم منذ عام ونصف بدلا من محاربة العدو”.

وأشاد بريغوجين بالطيارين الروس “لرفضهم تنفيذ هذه الأوامر الإجرامية”.

فيما أكد رئيس مرتزقة “فاغنر”، يفغيني بريغوجين، الجمعة، دخول قواته الأراضي الروسية واقتحام مقاطعة روستوف، مشيرا إلى أنهم سيواجهون من يعترض طريقهم وسيواصلون “حتى النهاية”.

وقال بريغوجين إنه ورجاله “سيدمرون كل من يعترض طريقهم ومستعدون للمواصلة حتى النهاية”.

وكان نائب قائد الحملة العسكرية التي تشنها روسيا في أوكرانيا، الجنرال سيرغي سوروفيكين، الجمعة، مقاتلي مرتزقة “فاغنر” بترك مواقعها للقيادة العسكرية والعودة إلى قواعدهم، في حين انتشرت آليات عسكرية في العاصمة، موسكو، بعد أن هدد رئيس المجموعة، يفغيني بريغوجين، بـ “تمرد عسكري” عقب مقتل الآلاف من مقاتليه في غارات اتهم القوات الروسية بشنها.

وقال سوروفيكين في مقطع فيديو عبر تليغرام: “أحثكم على التوقف.. العدو ينتظر فقط أن يسوء الوضع السياسي الداخلي في بلادنا”.

وأضاف “يجب علينا أن ننصاع لرغبة وأوامر الرئيس، توقفوا وعودوا إلى قواعدكم”.

وذكر سوروفكين في تسجيل فيديو بثّه على تطبيق تليغرام صحفي في التلفزيون الرسمي الروسي “أخاطب مقاتلي مجموعة فاغنر وقادتها.. نحن من الدم ذاته، نحن محاربون. أطلب (منكم) أن تتوقفوا … قبل فوات الأوان، يجب الانصياع لإرادة وأوامر الرئيس الروسي” المنتخب من الشعب.

من جهته، قال مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: “نراقب تطورات الوضع في روسيا وسنتشاور مع الحلفاء والشركاء بخصوصها”.

وكان قائد مرتزقة “فاغنر” شبه العسكرية الروسية دعا، الجمعة، إلى تمرد مسلح ضد قيادة الجيش بعدما اتّهمها بقصف معسكرات لقواته في الخطوط الخلفية في أوكرانيا ممّا أسفر عن مقتل عدد “هائل” من عناصره.

ونفى بريغوجين أن يكون بصدد تنفيذ “انقلاب عسكري”، مؤكدا أنه يريد قيادة “مسيرة من أجل العدالة”.

تهديد ووعيد بين الجيش الروسي وقائد مرتزقة فاغنر

وقال قائد مرتزقة “فاغنر” في رسالة صوتية بثها مكتبه الإعلامي: “هذا ليس انقلابا عسكريا، بل مسيرة من أجل العدالة. ما نفعله ليس لإعاقة القوات المسلحة”.

وبنبرة ملؤها الغضب، قال بريغوجين في رسالة صوتية نشرها مكتبه في وقت سابق: “لقد شنّوا ضربات، ضربات صاروخية، على معسكراتنا الخلفية. لقد قُتل عدد هائل من مقاتلينا”.

وتوعد بريغوجين بـ”الرد” على هذا القصف الذي أكد أن وزير الدفاع الروسي، شويغو، هو الذي أصدر الأمر بتنفيذه.

وأضاف أن “هيئة قيادة مجموعة فاغنر قررت أنه ينبغي إيقاف أولئك الذين يتحملون المسؤولية العسكرية في البلاد”، مؤكدا أن وزير الدفاع سيتم “إيقافه”.

كما دعا بريغوجين الجيش إلى عدم “مقاومة” قواته.

وقال إن عديد مقاتليه يبلغ 25 ألف عنصر، داعياً الروس ولا سيما عناصر الجيش، للانضمام إلى صفوف مقاتليه.

وأكد أن “هناك 25 ألفا منا وسوف نحدد سبب انتشار الفوضى في البلاد … احتياطنا الاستراتيجي هو الجيش بأسره والبلد بأسره”، مبديا ترحيبه “بكل من يريد الانضمام إلينا” من أجل “إنهاء الفوضى”.

من جهته، أعلن الأمن الروسي، الجمعة، فتح تحقيق بحق قائد مرتزقة “فاغنر”.

وقالت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في روسيا في بيان أوردته وكالات الأنباء الروسية إن “المزاعم التي بُثت باسم يفغيني بريغوجين ليس لها أي أساس. لقد فتح جهاز الأمن الفيدرالي تحقيقا بتهمة الدعوة إلى تمرد مسلح”.

كما أشار الكرملين إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، “مطلع” على مزاعم بريغوجين وجارٍ اتخاذ “الإجراءات اللازمة”.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بحسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية إنه “تم إطلاع الرئيس بوتين على كل الأحداث المحيطة (بقائد فاغنر يفغيني) بريغوجين. يجري حاليا اتخاذ الإجراءات اللازمة”.

تهديد ووعيد بين الجيش الروسي وقائد مرتزقة فاغنر

أعلنت موسكو، السبت، أن القوات الأوكرانية تستعد لشن هجوم قرب مدينة باخموت في شرقي البلاد “مستغلّة” الفوضى الناجمة عن دعوة قائد “فاغنر”، يفغيني بريغوجين، إلى انتفاضة ضدّ القيادة العسكرية الروسية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن “نظام كييف يستغل استفزازات بريغوجين الرامية لزعزعة استقرار الوضع من أجل إعادة تجميع وحدات من لواءي مشاة البحرية 35 و36 لشنّ أعمال هجومية” في منطقة باخموت، مشيرة إلى أنّ قواتها استهدفت القوات الأوكرانية بقصف جوي ومدفعي.

وذكر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في بيان أن “تصريحات بريغوجين وأفعاله هي في الواقع دعوة لبدء نزاع أهلي مسلّح على أراضي الاتحاد الروسي وطعنة في ظهر الجنود الروس الذين يقاتلون القوات الأوكرانية الموالية للفاشية”، مطالبا مقاتلي فاغنر بـ”اتّخاذ إجراءات لاعتقاله”.

ودأب بريغوجين منذ أشهر على اتهام شويغو وغيراسيموف بعدم الكفاءة في منصبيهما.

ورفض بريغوجين للمرة الأولى، الجمعة، المبررات الروسية الأساسية لغزو أوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير عام  2022، وذلك في مقطع فيديو نشره مكتبه الإعلامي على تطبيق تليغرام.

وقال بريغوجين: “لم يكن هناك أي شيء غير عادي يحدث في يوم 24 فبراير… تحاول وزارة الدفاع خداع المجتمع والرئيس وتحكي لنا قصة عن عدوان أوكراني غريب وبأن أوكرانيا كانت تخطط لمهاجمتنا هي وحلف شمال الأطلسي بأكمله”، واصفا الرواية الرسمية بأنها “قصة جميلة”.