روسيا تعود لقصف المدنيين في أوكرانيا باستخدام المسيرات الإيرانية

واصلت روسيا القصف الوحشي على المواقع المدنية في أوكرانيا مما أسفر عن مقتل 26 شخصا على الأقل.

وشنت روسيا قصفها على عدة مدن في أوكرانيا، فيما تؤكد كييف أن مرحلة التحضير لهجومها المضاد الواسع النطاق “شارفت على نهايتها”.

أسفر الهجوم الروسي عن مقتل 23 شخصا على الأقل في أومان (وسط) وشخصين في دنيبرو (وسط شرق)، وعثر على جثة رجل تحت أنقاض منزله في خيرسون (جنوب).

وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف خلال مؤتمر صحفي في كييف “الاستعدادات شارفت على نهايتها”.

وتريد كييف شن هجوم كبير لاستعادة الأراضي التي احتلتها روسيا في شرق وجنوب البلاد.

وأضاف “تم التعهد بمعدات وأصبحت جاهزة وسلّمت جزئيا بالمعنى الواسع، نحن جاهزون”.

3 مدن أوكرانية ضحية قصف روسيا الوحشي للمدنيين

وتابع “إن شاء الله (عندما يكون) الطقس مواتيا ويصدر قرار القادة سنقوم بذلك”.

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إنه “عمل شر ضد بلدنا وضد شعبنا يجعل الدولة الإرهابية أقرب إلى الفشل والعقاب”.

أكدت روسيا من جهتها أنها قصفت “نقاط انتشار موقتة لوحدات الاحتياط التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية” بواسطة “أسلحة عالية الدقة”.

وقالت وزارة الدفاع الروسية “تم ضرب جميع الأهداف المحددة”.

في مدينة أومان البالغ عدد سكانها نحو 80 ألف نسمة في وسط البلاد والواقعة على مسافة مئتي كيلومتر جنوب كييف، شاهد صحافيون من وكالة فرانس برس مبنى سكنيا تعرض لأضرار جسيمة ومسعفين ينتشلون الجثث وأشخاصا ينتظرون بقلق أنباء عن أحبائهم.

3 مدن أوكرانية ضحية قصف روسيا الوحشي للمدنيين

استهداف دنيبرو وكييف أيضاً

وقتلت ضربة ثانية على مدينة دنيبرو الواقعة في وسط شرق أوكرانيا شخصين “هما امرأة شابة وطفل في الثالثة” بحسب رئيس البلدية بوريس فيلاتوف.

وأفادت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان أن “الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 21 صاروخا من أصل 23 وطائرتين مسيّرتين”، قائلة إن روسيا “الدولة الإرهابية” أطلقت “قرابة الساعة الرابعة صباحا” (01,00 ت غ)الذخائر من قاذفات تو-95 الاستراتيجية المنتشرة في بحر قزوين.

كيف تستعد أوكرانيا للهجوم المضاد؟

استهدفت الضربات الروسية خلال الشتاء منشآت الطاقة خصوصا، ما تسبب في انقطاعات منتظمة للكهرباء والمياه الجارية. واستخدمت في تلك الهجمات عشرات الصواريخ.

من شأن هجوم أوكراني مضاد بدعم من معدات غربية متطورة أن يدخل الحرب في مرحلة جديدة، بعد أكثر من عام من الحرب.

تؤكد كييف منذ أشهر أنها تريد شنّ هجوم حاسم لعكس مسار الغزو الروسي وتحرير نحو 20% من الأراضي – بما في ذلك شبه جزيرة القرم – الخاضعة حاليًا للسيطرة الروسية.

لمساعدتها، زودت الدول الأعضاء في الناتو وشركاؤها أوكرانيا بـ230 دبابة قتالية و1550 آلية مدرعة أخرى، حسبما أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ.

ورحب وزير الدفاع الأوكراني بوصول مدافع سيزار إلى بلاده مرسلة من الدنمارك، من دون أن يحدد عددها. وكانت كوبنهاغن وعدت في شباط/فبراير بتسليم كييف 19 من هذه المدافع الفرنسية الصنع.

من جانبها، حشدت روسيا آلافا من جنود الاحتياط لتعزيز مكاسبها الإقليمية في شرق وجنوب أوكرانيا ولا يزال هدفها استكمال احتلال دونباس، الحوض الصناعي التاريخي لأوكرانيا.

رغم دعم قوات تابعة لمجموعة فاغنر الروسية في الخطوط الأمامية، يواجه الجيش الروسي مقاومة شرسة في مدينة باخموت التي باتت مدمرة ولم يبق فيها سوى بضعة آلاف من المدنيين وسط المعارك.

واعترف الجانبان بتكبد خسائر فادحة في أطول معركة وأكثرها دموية منذ بداية النزاع، بدون تحديد حجمها بدقة في حين يشكك المراقبون في الأهمية الاستراتيجية للمدينة.

بالنسبة لموسكو، يتعلق الأمر قبل كل شيء بالتلويح بالنصر بعد عدة انتكاسات مذلة في الخريف الماضي، بينما تبرر كييف استراتيجيتها المتمثلة في حرب استنزاف في المنطقة للحد قدر الإمكان من احتمالات استمرار الجيش الروسي في احتلال منطقة دونباس.

دبلوماسيا، أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أنه طلب مساعدة نظيره الصيني شي جينبينغ في ملف إعادة الأطفال الأوكرانيين الذين “رحلتهم” روسيا وتقدّر كييف عددهم بما لا يقل عن 20 ألفا.

من جهتها، أعلنت المفوضية الأوروبية الجمعة أنها أبرمت اتفاقا مع خمس دول في الاتحاد الأوروبي من بينها بولندا والمجر لضمان عبور الحبوب الأوكرانية عبر أراضيها، وذلك بعد حظر الاستيراد الذي فرضته العديد من هذه الدول والذي اعتبرته بروكسل “غير مقبول”.