أوكرانيا.. عام على الحرب

 

عام مر على الغزو الروسي لأوكرانيا و شكلت الحرب في أوكرانيا أكبر أزمات العام 2022؛ حيث عاش العالم أسابيع طويلة من التوتر والتصريحات والتكهنات وسيلا من التقارير الاستخباراتية انتهت مع بداية أكبر حرب على الأرض الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.

بداية الغزو

حشدت روسيا قواتها العسكرية في شمال وشرق وجنوب أوكرانيا في 21 فبراير، تبعه دخول القوات الروسية إقليم دونباس من الشرق.

ثم أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن إجراء عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا في 24 فبراير.

 

فبراير.. صافرات الإنذار

 

اقتحمت القوات الروسية في 24 فبراير مدنا أوكرانية حيث قال بوتين إنه يستهدف “نزع السلاح من أوكرانيا واجتثاث النازية منها”.

وتمكنت القوات الروسية في بداية الاجتياح من السيطرة على نطاقات واسعة من مقاطعة خيرسون جنوبي أوكرانيا.

ثم بدأ الجيش الروسي توسيع نطاقات هجماته “على الاتجاهات كافة” بعد صدور أوامر عليا.

وأعلن الاتحاد الأوروبي في خطوة غير مسبوقة آنذاك عن الشروع في شراء أسلحة لتسليمها لأوكرانيا، كما بدأ في فرض عقوبات على موسكو تصاعدت حدتها حتى نهاية العام بحزم متتالية من العقوبات.

12 شهراً من الغزو.. أبرز أحداث العدوان الروسي على أوكرانيا

قبل نهاية شهر فبراير، وتحديداً في يوم 28، دخلت روسيا وأوكرانيا في مفاوضات، وضع كل من الطرفين خلالها اشتراطاته، وحددا سلسلة الأولويات، لكنها تعثرت فيها بعد ولم تصل حد التهدئة أو تجميد الصراع.

مارس.. تقدم روسي وعقوبات غربية

في بداية شهر مارس، واصلت القوات الروسية التقدم، واقتربت من السيطرة على أول مدينة أوكرانية كبيرة، وهي خاركيف.

من جانبها أعلنت الولايات المتحدة في الشهر نفسه عن فرض حظر على الغاز والنفط الروسيين في إطار سلسلة تتابع حلقاتها لاحقاً على مدار العام من العقوبات الغربية والأمريكية.

على الجانب الآخر، كانت أوكرانيا تسعى إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي بشكل سريع بعد بدء العملية العسكرية، لكنّ في العاشر من الشهر ذاته تبددت أحلام كييف في الانضمام، بعد رفض الدول الأعضاء طلب الرئيس الأوكراني بانضمام سريع لبلاده رداً على العملية العسكرية في روسيا، فيما أقر الاتحاد مواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا.

وبعد منتصف الشهر أقر حلف الناتو في الرابع والعشرين من الشهر نفسه تسليح أوكرانيا للتصدي لتهديدات بهجمات كيميائية أو نووية.

وشهد الشهر عدة جرائم حرب ارتكبتها القوات الروسية في مقدمتها مجرزة “بوتشا” وذلك قبل انسحابها من المناطق المحاذية للعاصمة الأوكرانية كييف.

 

أبريل.. آزوفستال

 

شهدت الحرب الروسية الأوكرانية محطة بارزة، عندما أعلنت السلطات الأوكرانية استعادة السيطرة على منطقة كييف، وذلك بعد انسحاب القوات الروسية (التي قامت بعملية إعادة تمركز باتجاهي الشرق والجنوب نهاية مارس).

وفي الشهر ذاته، أعلنت أوكرانيا عن توجيهها ضربة صاروخية على موسكفا وهي سفية حربية روسية في البحر الأسود أدت لغرقها.

وبينما كان الروس يواصلون محاولات السيطرة على منطقة ماريوبول لما تتمتع به من أهمية استراتيجية.

12 شهراً من الغزو.. أبرز أحداث العدوان الروسي على أوكرانيا

وفي 21 أبريل، أعلن فلاديمير بوتين السيطرة النسبية على المدينة، في وقت كان لا يزال ما يصل لألفي جندي أوكراني يقامون من داخل مصنع آزوفستال للصلب، رفقة قرابة ألف مدني، قاوموا حتى منتصف مايو.

مع التطورات الميدانية المتسارعة، أقرت كييف في 27 أبريل بحقيقة تقدم القوات الروسية في الشرق وسيطرتها على مدن عديدة في إقليم الدونباس.

 

مايو.. روسيا تدّعى الانتصار

 

بعد مقاومة باسلة من القوات الأوكرانية وتضحيات كبيرة راح ضحيتها المئات تمكنت روسيا في شهر مايو من السيطرة على ماريوبول لما تتمتع به المدينة من أهمية اقتصادية وعسكرية، وذلك بعد السيطرة على مصنع آزوفستال.

بعد السيطرة على المدينة المطلة على بحر آزوف، بقيت على الجانب الآخر في الشرق مدينتا سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك كآخر جيب للقوات الأوكرانية في لوهانسك آنذاك.

في 28 مايو، تمكنت القوات الموالية لروسيا من السيطرة على مدينة ليمان، التي تشكل مركزاً مهماً للسكك الحديدية في منطقة دونيتسك.

وتعهدت مجموعة السبع بتقديم 19.8 مليار دولار، كما وافق الكونغرس الأمريكي، في 19 مايو، على تقديم 40 مليار دولار دعماً لجهود الحرب في أوكرانيا.

وفي 30 مايو أقر الاتحاد الأوروبي اتفاقاً للسماح بخفض وارداته من النفط الروسي بنسبة 90 بالمئة بحلول نهاية العام.

يونيو.. معارك ضارية

في سياق الدعم الأمريكي، تعهدت الولايات المتحدة، مطلع شهر يونيو، بإرسال أنظمة صاروخية إلى أوكرانيا، بينما هدد الرئيس الروسي على أثر ذلك بضرب أهداف جديدة إذا أمدت أمريكا كييف بصواريخ بعيدة المدى.

وقدّر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، حينها نسبة سيطرة الروس بالأراضي الأوكرانية بنحو 20 بالمئة.. في الوقت الذي نقلت فيه تقارير عن مسؤول روسي قوله إن ما بين 100 إلى 200 جندي أوكراني يقتلون يومياً في المعارك.

تزامنت تلك التقديرات مع تكثيف القوات الروسية قصفها المدفعي في دونباس، واحتدام القتال في “سيفرودونيتسك”، قبل أن يعلن حاكم لوهانسك في 21 يونيو عن أن القوات الروسية سيطرت على مدينة سيفيرودونتسك الاستراتيجية.

فيما انتهى شهر يونيو بتطور دراماتيكي بانسحاب القوات الروسية من “جزيرة الثعبان”، بعد أن بررت موقفها آنذاك بكونه “بادرة حسن نية”.

يوليو.. اتفاق تصدير الحبوب

في يوليو  أعلنت القوات الروسية السيطرة على منطقة لوهانسك، فيما تتبقى أمامها منطقة دونيتسك لإحكام قبضتها على إقليم دونباس بأكمله آنذاك.

وأمام هذا التقدم الروسي، أعلن وزير الدفاع الأوكراني في 11 يوليو عن مساعي بلاده لتشكيل جيش من مليون جندي بأسلحة مقدمة من الناتو؛ لاسترداد جنوب البلاد من القوات الروسية.

وشهد الشهر نفسه تطوراً مهماً في سياق معالجة تبعات الحرب على الأمن الغذائي حول العالم، وذلك بتوقيع اتفاق في إسطنبول للسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

بعد أن عاش العالم لأشهر عديدة تبعات هذه الحرب وارتفع أسعار الحبوب لا سيما القمح والذرة بسبب منع روسيا لتصدير الحبوب من أوكرانيا عبر الموانئ.

12 شهراً من الغزو.. أبرز أحداث العدوان الروسي على أوكرانيا

الرئيس التركي والأمين العام للأمم المتحدة وممثلي أوكرانيا وروسيا

أغسطس.. كارثة نووية وشيكة

 

أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش،  تحذيرا عندما قال إن “العالم على بعد خطوة واحدة غير محسوبة من الإبادة النووية” مع احتدام المعارك في أوكرانيا.

حيث شغل العالم في ذلك الوقت بمحطة زابوريجيا النووية المحطة الأكبر في أوروبا وسط تبادل الاتهامات بين روسيا وأوكرانيا بخصوص قصف استهداف المحطة في الخامس من أغسطس، وسط تحذيرات من “كارثة نووية محتملة”.

وفي الشهر نفسه هزت سلسلة من الانفجارات قاعدة ساكي الواقعة في غرب شبه جزيرة القرم، تلا ذلك في 20 أغسطس هجوم بطائرة مسيرة استهدف أسطول البحر الأسود الروسي في شبه الجزيرة.

وأحرزت أوكرانيا تقدما في بعض المناطق التي تسيطر عليها روسيا، في وقت أقرت فيه الولايات المتحدة حزمة مساعدات جديدة لكييف بقيمة 775 مليون دولار، كما تعهد الرئيس بايدن بمساعدات عسكرية لكييف بنحو 3 مليارات دولار.

12 شهراً من الغزو.. أبرز أحداث العدوان الروسي على أوكرانيا

 

 

سبتمبر.. استفتاء شكلي

 

بعد أن تمكنت القوات الأوكرانية من تحقيق تقدم على أكثر من جبهة، نظمت روسيا استفتاء شعبيا لضم أربع مناطق أوكرانية إليها في 29 سبتمبر.

وفي 11 سبتمبر، أعلنت كييف عن مكاسب عسكرية كبيرة بعد هجوم سريع على القوات الروسية شرقي البلاد، أدى لانسحاب روسي من بلدات رئيسية.

كما أعلن الجيش الأوكراني اكتشاف “مئات الجثث في مقبرة جماعية” في مدينة إيزيوم التي سيطر عليها من القوات الروسية.

ومع تلك التقدمات الأوكرانية، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 21 سبتمبر، التعبئة العسكرية الجزئية وسط استنكار غربي للقرار.

أكتوبر.. هجوم أوكراني خاطف

 

واصلت القوات الأوكرانية التقدم جنوباً في شهر أكتوبر، وهو الشهر الذي شهد انسحاب القوات الروسية من مدينة ليمان.

وفي الشهر نفس تم استهداف وتفجير جسر القرم بشاحنة مفخخة وتعطلت الحركة على الجسر الأكبر في روسيا وسط المياه قبل أن تعود مرة أخرى.

وبعد التراجع الروسي قصفت موسكو عدة مدن أوكرانية بوابل من الصواريخ استهدفت خلالها البنية التحتية الأوكرانية حيث تضررت شبكات الكهرباء والطرق والمياه بأضرار بالغة.

بينما خيم الظلام على عدة مدن.

12 شهراً من الغزو.. أبرز أحداث العدوان الروسي على أوكرانيا

جسر القرم الذي تم استهدافه

ومع تقدم القوات الأوكرانية، بدأت روسيا في 13 أكتوبر في إجلاء المدنيين من خيرسون، وهي العملية التي أتمتها موسكو في 28 أكتوبر استعداداً لمعركة خيرسون.

 

نوفمبر.. تراجع روسي

أعلنت روسيا في نوفمبر عن استدعاء جنود الاحتياط ليشمل المدانين بجرائم خطيرة الذين غادروا السجن مؤخراً وذلك ضمن جهود التعبئة وزيادة القدرات العسكرية.

وفي التاسع من الشهر نفسه، تلقى الجيش الروسي أوامر بالانسحاب من مدينة خيرسون، وهو ما اعتبره الرئيس الأوكراني “بداية النهاية للحرب”.

وفي نهاية الشهر أشارت الاستخبارات البريطانية إلى إمكانية استخدام روسيا لصواريخ كروز منزوعة الرؤوس النووية في أوكرانيا.

وفي نوفمبر تم الإعلان عن تخريب متعمد في خطوط إمداد الغاز نورد ستريم 1 و2 في البحر.

 

ديسمبر.. تحذيرات أوكرانية ومطالب بالتسليح

 

بالرغم من الانتصارات التي حققتها القوات الأوكرانية إلا أنها حذرت من رد روسي كبير واجتياح بري واسع النطاق مطلع عام 2023.

واتهم الجيش الأوكراني روسيا باستخدام صواريخ ذات قدرة نووية برؤوس حربية غير متفجرة، من أجل استنزاف قدرات الدفاعات الجوية الأوكرانية.

لكن على الجهة الأخرى، وفي السابع من ديسمبر قال بوتين إن خطر الحرب النووية يتصاعد، لكنه أشار إلى أن بلاده لن تكون البادئة في استخدام أسلحتها النووية.

وفي الشهر نفسه زار الرئيس الأوكراني العاصمة الأمريكية واشنطن في أول زيارة خارجية له منذ بدء الحرب.

وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن مواصلة الدعم الأمريكي لأوكرانيا لحين تحقيق النصر.

يناير .. دبابات ليوبارد 2

بعد طول انتظار ونقاشات وضغوط أوروبية وافقت ألمانيا أخيرًا على تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد 2 المتطورة والقوية.

كما سمحت للدول الأوروبية بتزويد أوكرانيا بالدبابات نفسها.

وفي الشهر نفسه طالبت أوكرانيا بتزويدها بصواريخ بعيدة المدى وطائرات مقاتلة.

وفي يناير أيضا أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عزمها تزويد أوكرانيا بدبابات أبرامز.

كما أعلنت أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي عن مساعدات مالية وعسكرية جديدة لكييف.

وفي الـ30 من يناير، أفاد مكتب المدعي العام الأوكراني بأنه تم الإبلاغ عن 66 ألف جريمة حرب منذ بدء الغزو الروسي على أوكرانيا.

 

فبراير.. بايدن في كييف

على مدى أشهر، اندلعت معارك عسكرية عنيفة حول مدينة باخموت في منطقة دونيتسك، لكن منذ خسارة القوات الأوكرانية مدينة سوليدار القريبة من باخموت مطلع العام الجاري، أصبح الدفاع عنها أكثر صعوبة. وقد أفادت الاستخبارات الألمانية بأن الخسائر اليومية في الجانب الأوكراني تقدر بالمئات مع توقعات بارتفاع خسائر الجانب الروسي.

ومؤخرا قال الرئيس الأوكراني إنه سيتم الدفاع عن المنطقة “ولكن ليس بأي ثمن”.

وفي الشهر نفسه قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيارة مفاجئة إلى كييف، معلنا عن مساعدات جديدة ومعدات عسكرية لأوكرانيا، بالإضافة إلى مزيد من العقوبات ضد موسكو، في عرض رمزي للغاية للدعم مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي الكامل.

وقال بايدن: “بعد عام واحد تنهض كييف وتنهض أوكرانيا والديمقراطية تنهض”.

في المقابل، طالب زعيم مرتزقة فاغنر الروسية المسلحة الروس بالضغط على الجيش ليزوّد مقاتليه بالذخيرة، في دعوة غير مسبوقة تعكس مدى التوتر والانقسام بين مجموعة المرتزقة وهيئة الأركان العامة الروسية.