المحادثات النووية مع إيران مهددة بالتوقف

  • طهران تشهد تظاهرات مستمرة منذ 16 سبتمبر الماضي
  • التظاهرات انطلقت بعد مقتل الشابة الكردية مهسا أميني

في الوقت الذي تشهد فيه إيران، احتجاجات مستمرة منذ مقتل الشابة الكردية مهسا أميني، وازدياد عمليات الإعدام لردع المتظاهرين، ارتفعت الأصوات الدولية المطالبة طهران باحترام حقوق الإنسان، وهي الأصوات التي قد تعرقل اتفاقها النووي.

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إن إيران “قتلت” فرصة العودة إلى الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، مجدداً تأكيده أن “اتفاقاً جديداً” مع طهران لم يعد أولوية لإدارة الرئيس جو بايدن، وفق ما أوردت لـ”بلومبرغ”.

وقال بلينكن على هامش لقاء وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي في واشنطن، إن الولايات المتحدة حصلت على موافقة روسيا والصين والموقعين الأصليين على الاتفاق النووي الموقع في 2015، والذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترمب أحادياً في 2018، ولكن الإيرانيين “قتلوا فرصة العودة”.

وأضاف بلينكن: “الإيرانيون قتلوا الفرصة للعودة إلى الاتفاق بسرعة قبل أشهر عدة. كانت هناك فرصة على الطاولة ورفضوها، فرصة كان متفق عليها من قبل كل الأطراف المنخرطة”.

وتخلت الولايات المتحدة عن عقد محادثات جديدة، خصوصاً بعد “موجة القمع” التي مارستها إيران ضد التظاهرات التي تشهدها منذ 16 سبتمبر الماضي، والتي اندلعت في بدايتها احتجاجاً على وفاة الشابة مهسا أميني، بعد احتجازها من قبل شرطة الأخلاق، وفق “بلومبرغ”.

بعد القمع وعمليات الإعدام.. هل "مات" الاتفاق النووي مع إيران؟

وأضاف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة فزعت من إعدام إيران لعلي رضا أكبري، وتعهد بألا تمر أي انتهاكات ترتكبها طهران في حملتها ضد المظاهرات واسعة النطاق، دون عقاب.

وقال بلينكن إن العودة إلى الاتفاق النووي، والذي وافقت إيران بموجبه على تقليص برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات “لم تعد على أجندتنا كاحتمال عملي منذ أشهر”.

وأضاف أن الحكومة الأمريكية تركز الآن على “الرد العنيف للحكومة الإيرانية على التظاهرات، وكذلك مدها لروسيا بالأسلحة لاستخدامها في أوكرانيا”. وتابع: “هذه الأفعال لن تمر من دون عواقب”.

بلينكنبعد القمع وعمليات الإعدام.. هل "مات" الاتفاق النووي مع إيران؟

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين يتحدث خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي في وزارة الخارجية بواشنطن، 17 يناير ، 2023. رويترز

بريطانيا لن تقتصر على الرد المُعلن

وفي نفس المؤتمر الصحافي، قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إن “بلاده لن تقتصر على الرد الذي أعلنته بالفعل”، غير أنه رفض التطرق لمزيد من التفاصيل عما قد تفعله.

وأعدمت إيران الأسبوع الماضي، نائب وزير الدفاع الإيراني السابق علي رضا أكبري، والذي كان يحمل الجنسيتين الإيرانية والبريطانية، ما استدعى إدانة من قبل المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

بعد القمع وعمليات الإعدام.. هل "مات" الاتفاق النووي مع إيران؟

وكشفت صحيفة “تليغراف” البريطانية، عقب إعدام إيران لعلي رضا أكبري، الذي يحمل الجنسيتين البريطانية والإيرانية، أن لندن تبحث إعادة النظر في دعمها للاتفاق النووي الإيراني.

وتعد بريطانيا طرفاً رئيسياً في المحادثات النووية التي تستهدف إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، لكن مصادر في الحكومة البريطانية قالت للصحيفة إن “المشهد تغيّر بشكل كبير منذ بدء عملية التفاوض، لافتة إلى أن لندن تراجع الآن خياراتها في ما يتعلق بالمشاركة مستقبلاً في الاتفاق”.

وقال مصدر حكومي إنه “خلال فترة المفاوضات (مع إيران)، تغيّر المشهد والمعطيات بشكل كامل، بسبب سلوك النظام الإيراني”، فيما أشار داونينج ستريت، إلى أن “جميع الخيارات قيد المراجعة” بعد إعدام أكبري.

في أبريل 2021، تم استئناف المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني، الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في مايو 2018، ولكن المحادثات واجهت صعوبات كبيرة.

وواجهت إيران اتهامات باستخدام المحادثات كغطاء أثناء تكثيف العمل على برنامجها النووي، في محاولة لـ”تطوير سلاح نووي”، وهي التهمة التي نفتها طهران، التي تؤكد أن أهداف برنامجها مدنية.

وجرت جولات المفاوضات في فيينا بشكل متقطع، ما أثار شكوكاً لدى المسؤولين البريطانيين بأن طهران “لم تكن تتصرف بحسن نية”، وفق “تليغراف”.