عن عمر ناهز 95 عاماً.. وفاة بنديكتوس السادس عشر

 

يدخل بنديكتوس السادس عشر، وهو لاهوتي ألماني محافظ توفي السبت عن 95 عاماً، التاريخ باعتباره أول بابا يستقيل منذ القرون الوسطى، بعد حبرية استمرت ثماني سنوات قوضتها أزمة عميقة.

في 28 فبراير 2013، مع اقتراب عيد ميلاده السادس والثمانين، تخلى يوزف راتسينغر عن منصبه، في قرار عزاه في خطاب إلى تراجع قواه الجسدية، ما أثار دهشة العالم بأسره.

منذ ذلك الحين، عاش أستاذ اللاهوت اللامع المتحدر من مقاطعة بافاريا الألمانية في تكتم شديد داخل دير في الفاتيكان.

وكان البابا الفخري يتنقل في سنواته الأخيرة على كرسي متحرك، كما واجه صعوبة في الكلام، لكنه حافظ على قدراته الإدراكية بحسب المحيطين به، واستمر في استقبال الزوار، ليؤجج رغماً عنه ما كان يوصف بحكاية البابوين تحت سقف الفاتيكان.

أول بابا يتنحى عن حبريته منذ ستة قرون.. بنديكتوس السادس عشر

واعتبر كاتب السيرة الإيطالي جوفان باتيستا برونوري أن تنحي بنديكتوس السادس عشر كان “لفتة شجاعة وبادرة حكومية”، لكنه أشار إلى أن يوزف راتيسنغر “لم يكن يوماً بابا الحكومة، بل بابا الفكر” و”العقيدة”.

وفي ظل تراجع نفوذ الكنيسة، أثار بنديكتوس السادس عشر الجدل مرات عدة خلال سنوات حبريته، بينها ما يرتبط برفعه عام 2009 الحرم الكنسي عن أربعة أساقفة معروفين بآرائهم التي توصف بأنها متشددة.

انتهج بنديكتوس السادس عشر مواقف صلبة لم يساوم فيها على اشتراط عزوبة الكهنة أو رفض سيامة النساء، ودافع عن خط محافظ في مواجهة التطورات المجتمعية.

كما أنه حاول الترويج لصورة أكثر تقشفاً في الكنيسة، وهو هدف اتخذه خلفه البابا فرنسيس.

وانتقد بنديكتوس السادس عشر تجاوزات الرأسمالية، خصوصاً مع الترددات الكبيرة للأزمة المالية عام 2008، ووقف ضد العلمنة المتزايدة في الغرب، وشارك في جلسات للحوار بين الكنائس المختلفة وبين الأديان، من خلال 25 رحلة إلى الخارج.