شحنات الصين غير محمية بسبب الخام الروسي

  • تسيطر الشركات في دول G7 على 90% من التأمين البحري
  • فرض حظر تأمين غربي على بكين من المرجح أن يزعج الصين على نحوٍ كبير.

أزمة جديدة تواجهها الصين، في ظلِ فرض حظرٍ مشروط، على الوصول إلى شركات التأمين على الشحنات والسفنِ النفطية الغربية، بهدف تقييد محاولات اختراق أو كسر سقف أسعار النفطِ الروسي المفروض من قبل دول مجموعة السبع.

إذ تسيطر الشركات في دول G7 على 90% من التأمين البحري، فيما لا يزال مالكو السفن الصينيون، الذين يستوردون حصة مرتفعة من الخام الروسي – منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية – يعتمدون على شركات التأمين الغربية لحماية سفنهم.

ورغم أن سقف الأسعار سيساعد الصين على تأمين النفط الروسي بأسعار مواتية على المدى القصير، فإن فرض حظر تأمين غربي، يستهدف بكين بدلًا من موسكو، ضمن مواجهة مستقبلية تخص تايوان، من المرجح أن يزعج الصين على نحوٍ كبير.

ونقلًا عن مقالٍ للباحث كريستوفر فاسالو على موقع “ناشيونال إنترست”: “يبدو أن بعض التحركات التي اتخذتها بكين هذا العام تهدف فعليا إلى الحد من تعرض الصين لخطر حظر شركات التأمين الغربية”.

وإلى ذلك، أثبت حظر التأمين أنه وسيلة فعالة لفرض الامتثال للحد الأقصى، مما أدى إلى تثبيت فرق السعر بين خام الأورال السيبيري الروسي وخام برنت بحر الشمال، المعيار العالمي.

الصين في أزمة بسبب روسيا.. كيف تواجهها بكين؟

الحظر في الماضي

وخلال الحرب الإسبانية في القرن الـ 18، كانت المملكة المتحدة قوة بحرية مهيمنة وأيضًا مالكة شركة التأمين البحري الأولى في العالم.

بينما وضع بريطانيا آنذاك، أدى إلى نتائج ضارة، حيث وجدت شركات التأمين البريطانية نفسها تغطي الأضرار التي ألحقتها الفرقاطات البريطانية بسفن العدو.

وبعد الحرب، بدأ صانعو السياسة البريطانيون يتساءلون عما إذا كان بإمكانهم منع الشركات في لندن من تأمين البضائع التجارية للعدو وبالتالي الجمع بين قوتهم البحرية وصناعة التأمين القوية.

وفي الوقتِ الذي حذّر المعارضون من أن هذه الخطوة تُعرض مكانة لندن كشركة تأمين رائدة في العالم للخطر، أصبح من الواضح أنه لا يمكن لأي مزود أجنبي أن يضاهي الموثوقية والسمعة الصادقة والمعدلات المنخفضة للشركات البريطانية.

وصمم صانعو السياسة البريطانيون قيودا على التأمين استهدفت التجارة الفرنسية والأميركية في الحروب المستقبلية.

أما في حرب عام 1812، شكل الحظر أسلوبًا فعالًا، حتى أن كُلفة التأمين تخطت 80% من قيمة الشحنة نفسها.

ووفقًا للكاتب فاسالو، يُمكن للحظر أن يساعد بصورة عملية في فرضِ حصارٍ كاملٍ على السلع الأستراتيجية تحديدًا في أوقاتِ الأزمات.