كوريا الشمالية أجرت عددًا غير مسبوق من التجارب الصاروخية في 2022

  • كوريا الجنوبية تقول إن الجيش يجب أن يرد بشكل واضح
  • كيم جونغ أون دعا إلى “زيادة هائلة” في ترسانة بلاده النووية

ساعاتٌ قليلة لم تمر من اليوم الأول للعام الجديد 2023، إلا وتصدرت أخبار كوريا الشمالية وكالات الأبناء العالمية، وذلك إثر دعوة الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون إلى “زيادة هائلة” في ترسانة بلاده النووية، بما يشمل التزود بصواريخ قوية جديدة من أجل شن “ضربات نووية مضادة” حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية الأحد.

سول تتوعد بـ”رسالة قوية”

قال رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، الأحد، إن كوريا الشمالية ستواصل الاستفزازات النووية والصاروخية، وإنه ينبغي للجيش الكوري الجنوبي أن يرد بشكل واضح، حسبما ذكر مكتبه.

وجاء تصريح الرئيس الكوري الجنوبي بعدما دعا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى “زيادة هائلة” في ترسانة بلاده النووية، بما يشمل التزود بصواريخ قوية جديدة من أجل شن “ضربات نووية مضادة”.

وعقب انتهاء اجتماع للحزب الحاكم، ذكرت الوكالة في تقرير، أن بيونغيانغ ستطور أيضا “نظاما آخر لصاروخ بالستي عابر للقارات، مهمته الرئيسية تنفيذ ضربة نووية سريعة مضادة”.

بداية 2023: كوريا الشمالية تواصل الاستفزاز بزيادة "الترسانة النووية".. وسول تتوعد

كيم جونغ أون يحضر احتفالًا حيث تم تقديم قاذفات الروك المتعددة الكبيرة الجديدة أمام اجتماع عام لحزب العمال الكوري الحاكم في بيونغ يانغ، كوريا الشمالية- 1 يناير 2023 (رويترز)

ونقلت الوكالة عن كيم قوله، إن “الوضع الحالي يستدعي مضاعفة الجهود لبناء القوة العسكرية على نطاق واسع، من أجل ضمان سيادة كوريا الشمالية وأمنها ومصالحها الأساسية بالكامل ردا على المناورات العسكرية المقلقة للولايات المتحدة وقوى معادية أخرى”.

وأضاف كيم أن “هذا يؤكد أهمية وضرورة الإنتاج الضخم للأسلحة النووية التكتيكية، ويستدعي زيادة هائلة في الترسانة النووية للبلاد”.

وفي خبر آخر، نقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن الزعيم قوله إن كوريا الجنوبية أصبحت الآن “بالكامل في مرمى” الضربات النووية الكورية الشمالية.

بداية 2023: كوريا الشمالية تواصل الاستفزاز بزيادة "الترسانة النووية".. وسول تتوعد

تقديم قاذفات الروك المتعددة الكبيرة الجديدة أمام اجتماع عام لحزب العمال الكوري الحاكم خلال حفل أقيم في بيونغ يانغ، كوريا الشمالية- 1 يناير 2023 (رويترز)

بداية العام الجديد بإطلاق الصواريخ

وجاءت تصريحات كيم بعدما أطلقت كوريا الشمالية صاروخا بالستيا فوق البحر، باتجاه شرق شبه الجزيرة الكورية، في الساعات الأولى من صباح الأحد بالتوقيت المحلي، أي في أول أيام 2023.

وقالت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية إن الصاروخ البالستي قصير المدى أطلق من محيط بيونغيانغ عاصمة كوريا الشمالية.

وأشارت وكالة “يونهاب” للأنباء نقلا عن جيش كوريا الجنوبية، أن الصاروخ حلّق لمسافة بلغت نحو 400 كيلومتر قبل أن يسقط في البحر.

من جانبها قالت القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادي في بيان، إن الإطلاق لم يشكل تهديدا مباشرا على الأفراد أو الأراضي الأمريكية أو على حلفاء واشنطن، لكنه “يسلط الضوء على التأثير المزعزع للاستقرار لبرنامج الأسلحة الخاص ببيونغيانغ”.

والصاروخ الكوري الشمالي الأحدث أطلق بعد مرور أقل من 24 ساعة على إطلاق البلاد 3 صواريخ بالستية.

بداية 2023: كوريا الشمالية تواصل الاستفزاز بزيادة "الترسانة النووية".. وسول تتوعد

عام 2022.. سنة الصواريخ الكورية

وتصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية بشكل حاد في 2022، في وقت أجرت كوريا الشمالية سلسلة اختبارات قياسية للأسلحة هذا العام شملت إطلاق صواريخ بالستية عابرة للقارات تحظر عليها عقوبات الأمم المتحدة اختبارها.

وأجرت كوريا الشمالية عددا غير مسبوق من التجارب الصاروخية في 2022، إذ تواصل تطوير الأسلحة وسط تكهنات بأنها قد تجري تجربة نووية للمرة السابعة.

وبخلاف عملية الإطلاق التي جرت صباح الأحد، أطلقت كوريا الشمالية، السبت، ثلاثة صواريخ بالستية قصيرة المدى، على ما أعلنت سيول، في نهاية عام أطلقت بيونغ يانغ خلاله عددًا غير مسبوق من الصواريخ، وكثّفت فيه الأعمال العدائيّة تجاه جيرانها.

وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، الأحد، أن تلك العمليات كانت “تجربة على منصات قاذفات صواريخ متعددة ضخمة جدا”.

وفي تقرير منفصل نشرته وكالة الأنباء الرسمية، قال كيم إن تلك الأسلحة وضعت كوريا الجنوبية “بكاملها في مرمى الضربات، وإنها قادرة على حمل رأس نووي تكتيكي”.

تحول تكتيكي

وقال يانغ مو جين، الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول، إنّ كوريا الشمالية شدّدت على هذا الأمر “كي تُحذّر من إمكانيّة اتّخاذها إجراءً فعليا”.

وأضاف “كوريا الشمالية تحذر من تحول تكتيكي، للضغط بشكل غير مباشر على الولايات المتحدة عبر التضييق على كوريا الجنوبية وتصعيد التوترات في شبه الجزيرة الكورية ابتداء من هذا العام”.

يأتي ذلك بعد أيام على توغل خمس مسيرات كوريّة شماليّة في المجال الجوّي لكوريا الجنوبيّة الاثنين.

بداية 2023: كوريا الشمالية تواصل الاستفزاز بزيادة "الترسانة النووية".. وسول تتوعد

وقال ليم يول تشول، الأستاذ في جامعة كيونغنام، إن التصريحات الأخيرة لكوريا الشمالية تشير إلى “أنها تستعد لاحتمال اندلاع حرب فعلية تتجاوز انهيار العلاقات بين الكوريتين”.

وحذر من أنه إذا ردت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية عبر تكثيف التدريبات العسكرية، فإن التوترات بين الكوريتين ستبلغ “مستوى غير مسبوق” في عام 2023.

وأضاف: “سيكون بالفعل توقّعًا معقولًا بأن تُصبح شبه الجزيرة الكورية أوكرانيا ثانية إذا تمت إدارة الوضع بشكل سيّئ”.

وفي عام 2022، قال كيم إنه يريد أن تمتلك بلاده أقوى قوة نووية في العالم، وأعلن أن وضع كوريا الشمالية بوصفها دولة نووية هو أمر “لا رجوع فيه”.