مخاوف دولية من متحوّرات كورونا خطرة قادمة من الصين

  • الصحة العالمية طلبت مجددا المشاركة المنتظمة لبيانات محددة حول الوضع الوبائي
  • يمكن للحالات المبكرة أن تسلط الضوء على خطوات خاطئة في الصحة العامة

يودع العالم سنة جديدة لم تخلو كليا من فيروس كورونا كما لم تخلو من مواصلة الحكومة الصينية في نهجها التعتيمي على حقيقة الوضع الوبائي الذي تعيشه الصين وسط مخاوف دولية متزايدة.

ويخشى  خبراء في مجال الصحة أن تؤدي موجة تفشي كوفيد-19 في الصين إلى ظهور متحورات جديدة من فيروس كورونا خلال عام 2023.

هذا وألغت الصين أغلب القيود الصارمة التي كانت تفرضها للحد من انتشار العدوى في الأسابيع القليلة الماضية، لكن عدد الحالات يشهد زيادة كبيرة، مما دعا الكثير من دول العالم إلى إخضاع القادمين من الصين لاختبارات الكشف عن فيروس كورونا.

أصبحت الولايات المتحدة أحدث دولة تفرض إجراء اختبارات فيروس كوفيد الإلزامية على الزوار القادمين من الصين، بعد أن أعلنت بكين أنها ستعيد فتح حدودها الأسبوع المقبل.

ويأتي هذا في وقت أعلنت فيه إيطاليا واليابان وماليزيا وتايوان والهند اتخاذ إجراءات أكثر صرامة على القادمين من الصين.

وقررت الصين السماح لمواطنيها بالسفر بسهولة أكبر اعتبارا من 8 يناير/كانون الثاني، بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من القيود الصارمة.

ما الذي يخفيه الحزب الشيوعي الصيني؟

بعد هذا  التخفيف المفاجئ لقيود كورونا، أعلنت الصين، أنها لن تنشر بياناتها المثيرة للجدل حول كوفيد والتي تعرضت لانتقادات كثيرة مؤخراً، على اعتبار أنها لا تعكس شدة موجة الوباء الحالية التي تضرب البلاد، من دون أن تقدم أي تفسير.

ودأبت لجنة الصحة الوطنية في الصين التي تقوم مقام الوزارة منذ بداية عام 2020 على إصدار البيانات اليومية للإصابات والوفيات بكوفيد والتي تنقلها الصحافة كل صباح.

وفي عودة لآخر الإحصائيات التي تم الإعلان عنها في الـ25 من شهر ديسمبر، كشفت سلطات مقاطعة شينجيانغ شرقي الصين أنها واجهت نحو مليون إصابة جديدة بكوفيد-19 يوميا، وتوقعت أن يتضاعف العدد في الأيام المقبلة، قبل أن تتوقف لجنة الصحة الوطنية في الصين عن نشر البيانات المتعلقة بفيروس كورونا نهائيا.

وتعد شينجيانغ، أحد الأقاليم القليلة التي تشير التقديرات إلى ارتفاع الإصابات فيها مؤخرا، بما في ذلك الحالات التي لا تظهر عليها أعراض.

لم تعد هذه الإحصاءات تعكس مدى الموجة غير المسبوقة من العدوى التي ضربت الصين منذ رفع التدابير الصحية الصارمة المتعلقة بسياسة صفر كوفيد في 7 ديسمبر ما أثار موجة خوف دولية من دوافع هذا القرار الغامض الساعي إلى التعتيم عن الوضع الوبائي في الصين.

هذا وتشير معلومات عديدة إلى أن المستشفيات، ومراكز إحراق الجثث في الصين تشهد حالة اكتظاظ كبيرة.

ولخطورة الوضع في الصين تحركت منظمة الصحة العالمية وأجرت اجتماعا مع مسؤولين صينيين لمناقشة الارتفاع الهائل في عدد الإصابات ودعتهم لمشاركة شفافة لبيانات كورونا في وقتها الفعلي حتى تتمكن بقية الدول من الاستجابة للوضع وحماية شعوبها.

الصين

وقالت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة في بيان إن “اجتماعا رفيعا عقد في 30 كانون الأول/ديسمبر بين منظمة الصحة العالمية والصين بشأن الزيادة الحالية في حالات كوفيد-19، بهدف الحصول على مزيد من المعلومات حول الوضع وتقديم خبرة ودعم من منظمة الصحة العالمية”.

وأشار البيان إلى أن الصحة العالمية طلبت مجددا المشاركة المنتظمة لبيانات محددة حول الوضع الوبائي، في الوقت الفعليّ، بما في ذلك المزيد من البيانات حول التسلسل الجيني وتأثير المرض والحالات التي تستلزم الدخول إلى المستشفى وإلى وحدات العناية وكذلك حول الوفيات”.

كما طلبت المنظمة الحصول على بيانات حول التطعيمات التي يتم إجراؤها ولا سيما للأشخاص الأكثر عرضة للخطر والذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما، حسب البيان.

وجددت المنظمة الدولية التي تتخذ جنيف مقرًّا التشديد على “أهمية التطعيم وأخذ جرعات معززة لحماية الأشخاص المعرضين للأشكال الأكثر خطورة من هذا المرض”.

الصين

وحض رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الصين على إبداء مزيد من الشفافية المتعلقة بوضع الوباء في البلاد.

وقال تيدروس على تويتر “من أجل إجراء تقييم شامل للمخاطر لوضع كوفيد-19 على الأرض في الصين، تحتاج منظمة الصحة العالمية إلى مزيد من المعلومات التفصيلية”.

وأضاف “في ظل عدم وجود معلومات شاملة من الصين، من المفهوم أن تتصرف الدول في كل أنحاء العالم بطرق تعتقد أنها قد تحمي شعوبها”.

هل ستتسبب الصين مجددا في موجة جديدة عالمية لفيروس كورونا؟

التعتيم الذي يمارسه الحزب الشيوعي الصيني أعاد إلى أذهان الناس، الغموض الذي لفت به الصين في وقت سابق فيروس كورونا في نهاية 2019.

إذ أشارت صحيفة واشنطن بوست في وقت سابق إلى أن الصين لديها معلومات حول قصة البداية ولا تريد أن تفصح عنها للعالم.

وقالت الصحيفة في تقرير تحليلي إن الحالات الأولى يمكن أن توفر أهم الأدلة حول منشأ فيروس كورونا، لكننا لا نعرف الكثير عنها، على الرغم من أن تلك الحالات يمكنها إظهار ما إذا كان تفشي المرض قد بدأ بسبب مصدر حيواني المنشأ، ربما من الحيوانات المباعة في سوق هوانان للمأكولات

البحرية في ووهان بالصين، أم أنه نتج عن حادث تسرب غير مقصود يتعلق ببحوث ودراسات.

كما يمكن للحالات المبكرة أن تسلط الضوء على خطوات خاطئة في الصحة العامة سمحت للفيروس بالانتشار، مثل الإخفاقات في أنظمة الإنذار المبكر والمراقبة، ناهيك عن أنها ستسمح بتقديم دروس مهمة للمستقبل، لكن معرفة المزيد عن الحالات المبكرة يمكن أن تكشف إلى أي مدى

أخفت الصين معلومات حيوية عن الجمهور، في الوقت الذي ربما كان لا يزال من الممكن السيطرة على تفشي المرض، بحسب التقرير.

 

وتشهد المستشفيات ازدحاما بسبب تفشي فيروس كورونا الذي يؤثر بشكل حاد على المسنين، بعدما تخلّت بكين بشكل مفاجئ عن سياساتها الصارمة لاحتواء الفيروس عقب اندلاع تظاهرات واسعة.

ومع دخول العالم عاما جديدا، يتوقع العديد من خبراء الصحة العامة والأمراض المعدية أن تكون مراقبة متحورات فيروس كورونا الجديدة جزءا مهما من جهود التصدي للوباء في حين أن مواصلة التعتيم على بيانات كورونا من الممكن أن يجعل العالم في مواجهة خطر موجة عالمية جديدة.