الوثائق السرية التي نشرها قراصنة كشفت الخلافات الداخلية في إيران

  • سلطت هذه التسريبات الضوء على الصراع الداخلي في المحادثات النووية
  • تفاقمت الخلافات بين وزير الخارجية وباقري

أظهرت نشرات الحرس الثوري الإيراني المُسربة أخباراً سرية تتناول قضايا مختلفة في البلاد، من بينها المحادثات بين إيران وواشنطن لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وسلطت هذه التسريبات الضوء على الصراع الداخلي في المحادثات النووية.

إذ اخترقت مجموعة تعرف باسم Black Rewards في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، قاعدة بيانات وكالة أنباء فارس التابعة للحرس الثوري الإيراني، التي تضم نشرات إخبارية سرية لقائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، وفق تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني الأحد 11 ديسمبر/كانون الأول.

نشر وثائق سرية للحرس الثوري الإيراني.. ماذا كشفت؟

التقرير سلط  الضوء على ما جاء في نشرة 6 يوليو والذي أظهر تفاقَم الخلاف بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان وعلي باقري، إذ يحاول أمير عبداللهيان إبعاد باقري عن فريق المفاوضات.

لكن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يثق بأداء باقري ويدعمه، وأمير عبداللهيان هو من أعدّ أُسس إجراء المحادثات ولم يشارك باقري بأي دور فيها.

وبناءً عليه، تقرر عدم الحديث عن موضوعات مثل الإدراج في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية وموضوعات أخرى في مفاوضات الدوحة لكن علي باقري أثار هذه الموضوعات مرة أخرى في المفاوضات.

وتفاقمت الخلافات بين وزير الخارجية وباقري، حيث هاجم المسؤولان بعضهما في اجتماعات ومناقشات، وفقاً لما جاء في نشرة 27 يوليو/تموز.

وتصاعدت الخلافات بعد محادثات الدوحة، وطلب وزير الخارجية من الرئيس رئيسي إقالة باقري، لكن الرئيس لم يوافق.

نشر وثائق سرية للحرس الثوري الإيراني.. ماذا كشفت؟

كما أظهرت نشرة 17 أغسطس القلق البالغ لعلي باقري من ربط اسمه بالاتفاق، حيث زعم أنه يبذل قصارى جهده للتوصل إلى اتفاق ووضع المسودة على طاولة القادة السياسيين. ولهم أن يقبلوها أو يرفضوها.

ووفقاً للنشرة فقد خلص اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي في مراجعة المسودة المقترحة للاتفاق إلى أنها لا تقودنا إلى فوائد وفرص اقتصادية. ومن ناحية أخرى، حتى لو وافقنا، فلن نتمكن من زيادة إنتاج النفط.

فيما انتقد سعيد جليلي، كبير المفاوضين السابق وعضو المجلس الأعلى للأمن القومي، نص المسودة انتقاداً حاداً.

وفي ختام اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي قبل ثلاثة أسابيع، قال علي باقري إنه أعد وأرسل رسالة إيران الأولى إلى مجموعة 4+1، دون التأكيد على هذه القضايا الثلاث: إغلاق قضيتي انتهاك الضمانات والأبعاد العسكرية المحتملة وتقديم ضمانات ومناقشة عدم تمديد العقوبات المفروضة على الحرس الثوري الإيراني للشركات المتعاملة معه.

وبعد تلقي رد الأمريكيين على رسالة إيران الأولى، اتضح أن الأمريكيين لم يستجيبوا لشروط إيران إطلاقاً وأن نص رسالة إيران كان ضعيفاً.

ورداً على ذلك، قال رئيس مجلس النواب محمد باقر قاليباف لعلي باقري غاضباً: “جلسنا هنا لساعات لنتوصل إلى صيغة لكنك بعد ذلك كتبت رسالة أخرى من رأسك”.

جدير بالذكر أن رئيسي لم يكن أيضاً على علم بنص رسالة إيران الأولى إلى الأمريكيين.