القمع الرقمي.. أداة صينية ضد النساء من أصل آسيوي

  • صور لاعتداءات جنسية وأخرى تعكس المثلية والعنصرية ينشرها الحزب الشيوعي الصيني
  • الحزب الشيوعي الصيني يستهدف من ممارساته النساء من أصلٍ آسيوي
  • إيلون ماسك أمام تحدي لردع أنشطة الحزب الشيوعي الصيني بعد استحواذه على تويتر

كشفت تقارير صحافية أن الصور المرسومة عبر مواقع الإنترنت، والتي تعكس الاعتداء الجنسي والمثلية والعُنصرية – التي تشمل أحيانًا المشرعين الأستراليين -، وكذلك الترهيب الذي يُهدد الحياة بما في ذلك الدعوة إلى القتل، – كشفت – أنها من بين أدوات الحزب الشيوعي الصيني ، الهادفة للقمع الرقمي العابر للحدود.

إذ تُشكل هذه الصور جزءًا من العمليات المُنسقة والممارسات  التي يُجريها الحزب الشيوعي الصيني عبر الإنترنت، ضد النساء المُنحدرات من أصلٍ آسيوي، واللائي يعشن أماكنٍ متفرقة كأستراليا والمملكة المتحدة والولاياتِ المُتحدة الأمريكية.

ففي أستراليا تسعى أجزاء من هذه الحملة الصينية للتدخل في المناقشات العامة باستخدام الوسم #auspol و #qanda. ومما يثير القلق ، تسعى مجموعة فرعية أكثر تعقيدًا من المنشورات إلى الانخراط في التدخل السياسي من خلال الترويج لحزب سياسي أسترالي هامشي. وهذا يسلط الضوء على أهمية إعطاء الأولوية للتدخل الأجنبي الممكّن عبر الإنترنت، كجزء رئيسي من الاستراتيجية الخاصة بالتدخل في السياسة الأسترالية.

ماذا بعد استحواذ ماسك على تويتر؟

استحواذ إيلون ماسك على منصة تويتر، يضع على عاتقه مهمة ردع مثل هذه الأنشطة التي يُمارسها الحزب الشيوعي الصيني، فيما يُراقب صانعو السياسات والمنظمون في جميعِ أنحاء العالم عن كثب، لمعرفة ما إذا كان ماسك سيعمل على الاصطفاف بجانبِ الضعفاء وممن تُمارس بحقهم تلك الانتهاكات.

وفي هذا الصدد، ربما دق المسؤولون أجراس الإنذار مؤخرًا، تحديدًا بعدما خفضت منصة تويتر من قوتها العاملة، وهو ما قد يُعيق المهام الخاصة بالتعامل مع المعلومات الخاطئة والسلوك البغيض بحسب موقع “aspistrategist“.

وعلى الرغم من سمعة تويتر في مواجهة مثل هذه الانتهاكات، فلا تزال تلك الصور البغيضة تنتشر على كافة المنصات الرئيسية، حيث أصبح القائمين عليها – بحسب مراقبين – أكثر تعقيدًا -، كما أنهم يستهدفون بشكلٍ متزايد البلدان، والانتخابات، والمنظمات، والأفراد على نحوٍ خطير.

القمع الرقمي .. أداة الحزب الشيوعي الصيني لردع منتقديه

النساء المستهدفات

وكشف المعهد الاسترالي للسياسة الاستراتيجية (ASPI) لأول مرة في يونيو الماضي، أن الحزب الشيوعي الصيني قد وجه معلوماته المضللة وقدراته القسرية تجاه النساء من أصل آسيوي، ممن يقدمون تقارير انتقادية عن الصين – بما في ذلك الصحافيين والباحثين ونشطاء حقوق الإنسان -.

وبحسب (ASPI) : “تشكل التغريدات رسائل مسيئة تستهدف النساء الآسيويات البارزات اللائي أصبحن محط تركيز هذا النشاط المستمر والضار.”

اتهامات لشبكة Spamouflage

وفي هذا الصدد، يُرجع المعهد الأسترالي حملات التحرش والتصيد تلك، إلى شبكة الدعاية المترامية الأطراف والمؤيدة للصين Spamouflage ، والتي نسبها تويتر في عام 2019 إلى الحكومة الصينية وأكد أنها تقف وراء استهداف هؤلاء النساء.

وبمجرد فحص الكثير من الحسابات التابعة لتلك الشبكة، وجد أنها تشارك الصور المسيئة نفسها بشكلٍ مُتكرر، حيث تستخدم خطوطًا شائعة الاستخدام في اللغات الآسيوية.

ووفقًا لمراقبين، فإن التكتيكات متعددة الأوجه ومصممة للترهيب ومضايقة النساء، وكذلك العنصرية. فيما تنشر معلومات مضللة تهدف إلى تدمير مصداقية النساء المستهدفات من خلال مهاجمة عملهن ومظهرهن الجسدي وقيمهن وأخلاقهن وخلفياتهن العرقية وحياتهن الجنسية وصداقاتهن وشركائهن وأفراد أسرتهن المتوفين.

دور الحكومات في مواجهة التدخلات الضارة في محتوى الإنترنت

واستنادًا إلى الخبراء، يتعين على الحكومات النظر في إجبار المنصات على الكشف عن أنشطة التدخل الأجنبي الذي يتم تمكينه عبر الإنترنت. حيث يمكن أن توفر طرقًا للإخطار بخرق البيانات في جميع أنحاء العالم، والكشف عن النشاط غير الموثوق به والمدعوم من دولٍ خارجية على منصاتهم. في حين أن بعض المنصات، بما في ذلك Twitter و Facebook، تكشف عن مثل هذا الأنشطة، فإن البعض الآخر لا يفعل ذلك.