تنظيم داعش يفقد عناصره بعد هزيمته

في أعقابِ انهيار تنظيم داعش  خلال مارس من عام 2019، اتجهت الكثير من الدول الأوروبية للتنسيق ووضع خططٍ تستهدف استعادة مواطنيها مُجددًا، ممن كانوا عالقين داخل معسكرات الاعتقال في سوريا والعراق.

وكانت آخر تلك العمليات، أجرتها السلطات الفرنسية قبل أيام، بعدما تمكنت من إعادة مواطنين لها (40 طفلًا و15 امرأة) من المُخيمات التي يديرها الأكراد في شمال شرقي سوريا.

وفي هذا الإطار تم تسليم الأطفال إلى مؤسسات رعاية بحسب وزارة الخارجية الفرنسية، من أجل أن يتلقوا متابعات طبية واجتماعية، في حين سُلمت النساء إلى السلطات القضائية.

أيضًا كانت ألمانيا قد أعلنت في الـ 5 من شهر أكتوبر الجاري إعادتها لـ 4 نساء و7 أطفال ومراهقًا من مخيم “روج” شمالي شرقي سوريا، بحسب وزارة الخارجية الألمانية.

وهو ما شكل قضية حساسة في دول الاتحاد الأوروبي. وقد أوضحت الخارجية الألمانية آنذاك بأن النساء والشاب الذين أُعيدوا “سيحاكمون على أفعالهم” فيما تم وقفهم على الفور عند وصولهم إلى ألمانيا.

إذ أجرى مكتب المدعي العام الاتحادي ومكاتب الادعاء العام الاخرى تحقيقات مع النساء للاشتباه في انتمائهم لمنظمة إرهابية ضمن اتهاماتٍ أخرى.

كيف تُعيد أوروبا مواطنيها من مخيمات الإرهابيين وعلى رأسهم الدواعش؟

لماذا تشكل عودة الأوروبيين لبلادهم من مخيمات داعش “قضية حساسة”؟

عند عودة المواطنين مُجددًا إلى أوطانهم، سرعان ما توجه لهم سلطات بلدانهم على الفور اتهامات بمشاركة العصابات الإجرامية لتنفيذ عمليات إرهابية.

وهذا ما قامت به فرنسا في الـ 5 من يوليو الماضي حينما أدانت 8 نساء أُعدن إليها من معسكرات اعتقال جهادية في سوريا، واتهامهم بالضلوع في الدعوة إلى شنّ هجمات في الغرب، قبل أن يتم حبسهن.

وبحسب معهد الولايات المتحدة للسلام ، تٌشكل قضية “داعش” مشكلة الأمس واليوم وغدًا، إذ أن مُخيم “الهول” بشمال شرقي سوريا يُشكل أحد أكثر المظاهر تعقيدًا لإرث “داعش” البشري.

كما يصفه المحللون وقادة المنظمات غير الحكومية  بـ “القنبلة الموقوتة” و”غوانتانامو الشرق الأوسط” و”مستودع داعش”، وهو ما يعكس زيادة إلحاح الحاجة إلى مُعالجة الأزمة.

لذا تتخوف المجتمعات الأوروبية من أن ترث أفكار هذه الجماعة الإرهابية من خلال المواطنين الذين يتم إعادتهم من جديد إلى بلادهم، وتحديدًا ممن لديهم انتماءٍ لهذه التنظيمات الإرهابية. وهو ما يمثل تحديًا متعدد الأجيال، قد يُغير ملامح السنوات العشر إلى العشرين القادمة.

كم شخص اجتذبه داعش من أوروبا؟

في عام 2014 اجتذب إعلان تنظيم داعش أعدادًا هائلة من الناس إلى مناطق سيطرته، إذ سافر حينها بحسب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ما لا يقل عن 40 ألف شخص للانضمام إلى التنظيم الإرهابي. وأشارت التقديرات إلى أن أكثر من 5 آلاف منهم جاءوا من أوروبا.

وبحسب دراسة كان معهد “إيغمونت” قد أجراها في عام 2019، فكان هناك ما مجموعة 400 – 500 من البالغين بما في ذلك الرجال والنساء من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي محتجزين في سوريا، بالإضافة إلى نحو 700 إلى 750 طفلًا.

وكانت فرنسا تحتل النصيب الأكبر من حيث أعداد المواطنين الذين دخلوا إلى أوكار تنظيم داعش الإرهابي، بجانب ألمانيا وبلجيكا وهولندا والسويد.

ووفقًا لتقرير نشره معهد الولايات المتحدة للسلام في شهر يوليو الماضي، يعيش نحو 57 ألف شخص من 60 دولة، معظمهم من النساء والأطفال بين مخيم “الهول” و”روج” القريب، فيما يوجد ما يقارب من 40 ألف طفل من بين هؤلاء السُكان النازحين.

كيف تُعيد أوروبا مواطنيها من مخيمات الإرهابيين وعلى رأسهم الدواعش؟

الحياة بمخيمات داعش.. كيف كانت؟

استنادًا للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، فكانت الظروف التي يواجهها هؤلاء الأوروبيين بائسة، إذ شملت نقص المرافق الصحية، وانتشار الصدمات بين الأطفال الصغار. فيما تم احتجاز معظم النساء والأطفال الاوروبيين بمخيم “الهول”، على وقع سيطرة السكان الأكثر تطرفًا على جزء كبير من المُخيم.

فكانت النساء تتعرض لعقوبات بزعم أنهن غير ملتزمات بما فيه الكفاية.