بوتين قرر غزو أوكرانيا في فبراير الماضي

  • يحصلون على تعويض جيد للغاية بفضل قربهم الشديد من بوتين
  • بوتين مدين لهم لمساعدته على تحقيق أهدافه المرعبة

تركز التقارير الإعلامية، على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خاصة بعد مرور 5 أشهر على بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، لكنها تغفل أن بوتين لا يعمل بمفرده، بل هو محاط بدائرة من الأشخاص حريصون بنفس القدر على خداع الغرب، وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية.

الصحيفة تقول إن هؤلاء “الأتباع” ليسوا ماكرين فحسب، بل إنهم يحصلون على تعويض جيد للغاية بفضل قربهم الشديد من الرئيس الروسي، وهو مدين لهم لمساعدته على تحقيق أهدافه المرعبة.

الصحيفة الأمريكية خصت 7 شخصيات بالذكر، وصفتهم بـ”دائرة الشر”، وأولهم نيكولاي باتروشيف، رئيس مجلس الأمن الروسي، أقرب مستشار لبوتين، وصديق شخصي منذ فترة طويلة، وصقر الكرملين الذي يمكنه بسهولة تولي مقاليد روسيا، على الأقل مؤقتا، إذا أصبح بوتين عاجزا.

ويتمتع باتروشيف بنفوذ كبير في بيروقراطية الكرملين، وهو أحد المهندسين الرئيسيين لعقيدة بوتين، التي تسعى إلى إعادة دول الحقبة السوفيتية السابقة (مثل أوكرانيا) إلى السيطرة الروسية.

ومن المرجح أن باتروشيف ساعد في وضع خطة لغزو روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، وهجوم بوتين على بقية أوكرانيا في فبراير الماضي.

والشخص الثاني في القائمة هو ديمتري بيسكوف، السكرتير الصحفي لبوتين. ويشغل بيسكوف منصب المتحدث باسم بوتين منذ عام 2008. وتتمثل مهمته، في الأساس، في خلق واقع بديل ينظر فيه إلى الأنشطة الجيوسياسية الروسية على أنها حميدة، مع التستر على الفظائع التي ارتكبها بوتين والكرملين.

وتشير الصحيفة إلى أن ماريا زاخاروفا الثالثة في القائمة، هي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، تبلغ من العمر 46 عاما، وهي أول متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية وتشغل هذا المنصب منذ عام 2015. وتشتهر زاخاروفا، بأسلوبها القتالي في التواصل والانتقادات اللاذعة السريعة التي تحب نشرها ضد المسؤولين الغربيين، والتي غالبا ما تكون محملة بالتلميحات الجنسية.

وتمتلئ إحاطات زاخاروفا الإعلامية بأكاذيب بوتين، مثل تصوير أوكرانيا على أنها اجتاحها النازيون وتحتاج إلى تحرير فوري من قبل القوات الروسية، وفق الصحيفة.

أما “ملكة الدعاية لبوتين”، فهي مارغريتا سيمونيان، 42 عاما، ورسميا، هي رئيسة تحرير “روسيا اليوم”، وهي الشبكة الروسية العالمية للقنوات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تبث إلى الجماهير غير الناطقة بالروسية باللغات الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والعربية والألمانية والروسية.

و”روسيا اليوم” منفذ إخباري روسي تموله الدولة وتوجهه، تم إنشاؤه بهدف أساسي هو نشر محتوى مؤيد للكرملين للتأثير على الجماهير الأجنبية، وخاصة الغربية، حول روسيا وبوتين.

وتضم الدائرة أيضا أركادي روتنبرغ (70 عاما)، رجل أعمال روسي ملياردير، كان صديق بوتين منذ عام 1960، وبصفته رئيسا للمجلس التنفيذي للاتحاد الروسي لهوكي الجليد، يلعب روتنبرغ بانتظام الهوكي مع بوتين، ويمتلك روتنبرغ، الذي منحه بوتين مليارات الدولارات من عقود النفط والغاز، يختا بقيمة 38 مليون دولار، وفندقا فاخرا في روما، وعقارا كبيرا في ساري بإنكلترا، والعديد من الفيلات في إيطاليا وفرنسا.

ولا تخلو الدائرة من الأوليغارشية، وتتمثل في فلاديمير بوتانين (61 عاما)، وهو صديق آخر لبوتين، وشريك في لعبة الهوكي، وأغنى رجل في روسيا، ويقال إن ثروته تبلغ 25 مليار دولار. كان بوتانين واحدا من الأوليغارشيين الروس “السبعة الكبار” الذين ساعدوا في إعادة انتخاب سلف بوتين، بوريس يلتسين للرئاسة الروسية في عام 1996.

أما سيرغي بافلوفيتش رولدوجين (70 عاما) فهو صديق طفولة للرئيس الروسي، وهو عازف تشيلو محترف، وخلفية رودولغين الفنية هي الغطاء المثالي لحماية جزء من ثروة بوتين الشخصية – بما في ذلك ما يصل إلى 2 مليار دولار تدار عبر شقيق رولدوجين والتي كشفت عنها أوراق بنما.

وصنف التقرير، الرئيس الشيشاني رمضان قديروف ضمن الجيل الثاني من المتملقين لبوتين، ورقى الرئيس الروسي قديروف مؤخرا إلى رتبة ملازم أول في الجيش الروسي كمكافأة على دوره في الغزو الأوكراني.

ومثل والده، أحمد قديروف، الذي قاتل من أجل استقلال الشيشان لكنه غير موقفه لاحقا، فإن قديروف الصغير هو مؤيد قوي لبوتين.

وفي عام 2015، تورط في مقتل الناقد البارز لبوتين بوريس نيمتسوف الذي قتل بالرصاص على جسر موسكو بينما كان يعد تقريرا عن دور روسيا في صراع شبه جزيرة القرم.

وتقول الصحيفة إن قديروف يستعد لإرسال أربع كتائب شيشانية إلى أوكرانيا للمساعدة في تجديد القوات الروسية المنهكة.