هل تُستبعد ميانمار من عضوية آسيان؟

  • يلتقي وزراء خارجية مجموعة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) الأربعاء في العاصمة الكمبودية.
  • تكثر التساؤلات فيما إذا كانت ستأتي العقوبات بعد السخط والاستنكار
  • استبعاد ميانمار من آسيان ليس مطروحاً على الطاولة

 

في غياب ميانمار التي يتوقع أن يشددوا نبرتهم حيالها على خلفية قيام المجموعة العسكرية الحاكمة، التي تتزايد عزلتها، بإعدام معارضين سياسيين، يلتقي وزراء خارجية مجموعة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) الأربعاء في العاصمة الكمبودية.

تكثر التساؤلات فيما إذا كانت ستأتي العقوبات بعد السخط والاستنكار؟ وربما قد يشكل الإعلان عن تنفيذ أحكام الإعدام بحق أربعة سجناء بينهم شخصيتان من المعارضة المؤيدة للديموقراطية في نهاية تموز/يوليو نقطة تحول في مقاربة آسيان بشأن ميانمار.

ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء العشر باستثناء ميانمار التي لم تتلق دعوة، في جلسة مكتملة اعتبارا من الساعة 10,15 بالتوقيت المحلي (03,15 بتوقيت غرينتش) في فندق فخم بالعاصمة الكمبودية على ضفاف نهر ميكونغ.

آرون كونيلي المتخصص في شؤون جنوب شرق آسيا في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية يقول: “أعتقد أننا سنرى آسيان تصعد لهجتها في التعامل مع ميانمار“.

وتشير نسخة عمل من البيان المشترك، إلى “القلق العميق” لمجموعة دول جنوب شرق آسيا التي تدعو الأطراف المعنية إلى اتخاذ “إجراءات ملموسة” ضد النظام العسكري.

وقالت وزيرة خارجية سنغافورة فيفيان بالاكريشنان إن تطبيق المجلس العسكري عقوبة الإعدام لأول مرة منذ أكثر من ثلاثين عاماً يشكل “خطوة خطيرة إلى الوراء”.

وكتب نظيرها الماليزي سيف الدين عبد الله على تويتر “هذا يظهر أن المجلس العسكري لا يكترث” للخطة من خمس نقاط التي اتفق عليها في نيسان/أبريل 2021 مع آسيان لإنهاء العنف وتسهيل تسوية الأزمة. وهو يريد تعليق مشاركة ميانمار في جميع اجتماعات آسيان.

ورغم أن الاستياء يزداد في صفوف التكتل خاصة وأن وساطته لم تفض إلى “تقدم حقيقي” وفقا لوزير خارجية ماليزيا، أكد مصدر دبلوماسي قريب من المفاوضات أن استبعاد ميانمار من آسيان ليس مطروحاً على الطاولة .

الأسوأ من ذلك أن الوضع يتفاقم في ميانمار. فمنذ انقلاب الأول من شباط/فبراير 2021 الذي أطاح بالزعيمة المدنية السابقة أونغ سان سو تشي، يواصل المجلس العسكري حملة القمع الدامية ضد معارضيه مع مقتل أكثر من 2100 مدني واعتقال ما يقارب 15000 وفقًا لمنظمة غير حكومية محلية.

وحذر خبراء في الأمم المتحدة من أن عمليات إعدام سجناء آخرين قد تتبع، مع احصاء أكثر من مئة حكم بالإعدام في أكثر من عام.

لم تدع مجموعة آسيان وزير خارجية بورما وونا مونغ لوين لحضور الاجتماع في بنوم بنه وقد تطول عزلة المجلس العسكري الذي يدين المجتمع الدولي بانتظام فظائعه، على الأقل حتى القمة المقبلة في تشرين الثاني/نوفمبر.

قاطعت نايبيداو اجتماع تشرين الاول/أكتوبر 2020 الذي لم يُدع رئيس المجلس العسكري إليه.

وقال آرون كونيلي “حتى كوريا الشمالية دعيت (إلى بنوم بنه) لكن ليس المجلس العسكري … وهذا يدل الى أي مدى وصلت عزلة ميانمار حتى داخل منطقتها”.

ويتوجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأربعاء إلى عاصمة كمبوديا، وكذلك نظيراه الروسي سيرغي لافروف والصيني وانغ يي.

وتشكل القضايا المتعلقة بالسيادة في بحر الصين الجنوبي الذي تعلن الصين أحقيتها بمعظمه، على حساب فيتنام وماليزيا وسلطنة بروناي والفيليبين وجميعها أعضاء في آسيان، نقطة خلاف أخرى متوقعة في المناقشات.

في المرة الأخيرة التي استضافت فيها كمبوديا، التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية لآسيان، قمة المجموعة في 2012 لم يتم التوصل الى اي اتفاق في هذا الخصوص ما يوحي ببروز انقسامات داخل المجموعة.

وصرح ثيتينان بونغسوديراك أستاذ العلوم السياسية في جامعة شولالونغكورن في بانكوك “كانت المرة الأولى التي تجتمع فيها مجموعة دول جنوب شرق آسيا دون أن تختتم ببيان مشترك. وشكل ذلك صفعة لكمبوديا التي استخلصت دروسا من ذلك”.