اتفاق حول استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية التي أوقفتها روسيا

بينما تقبع أكثر من 20 مليون طن من الحبوب الأوكرانية عالقة في صوامع في ميناء أوديسا على البحر الأسود، وتقطعت السبل بعشرات السفن بسبب الحصار الروسي والألغام البحرية الأوكرانية، تقترب روسيا وأوكرانيا من التوصل لاتفاق لاستئناف الصادرات الأوكرانية من الحبوب، وفق ما أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.

الأمين العام للأمم المتحدة أشار أيضا إلى أنه تم اتخاذ “خطوة مهمة وجوهرية” نحو اتفاق شامل لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود، وذلك بعد محادثات جمعت وفودًا عسكرية روسية وأوكرانية وتركية مع مسؤولين بالأمم المتحدة في مدينة اسطنبول التركية.

ويتمحور هدف هذه المحادثات إلى كسر الجمود المستمر منذ أشهر بشأن صادرات الحبوب والذي أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، فيما يواجه ملايين الأشخاص الجوع.
الأوكرانيةالدولة المضيفة أعلنت أنه سيتم توقيع اتفاق بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية الأسبوع القادم.

وأكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أنه تم الاتفاق على ضمان أمن ممرات شحن الحبوب وسلامة الطرق الخاصة بها، على أن يتم تشكيل مركز تنسيق مع روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة لتصدير الحبوب.

وتعد أوكرانيا وروسيا من أهم مصدري القمح في العالم، ويساهمان بنحو ثلث مبيعات القمح السنوية العالمية.

كما أنهما تصدران 55% من صادرات عباد الشمس السنوية العالمية، و17% من صادرات الذرة والشعير.

وكان من المتوقع أن تصدرا معًا 14 مليون طن من القمح وأكثر من 16 مليون طن من الذرة هذا العام، لكن الحرب عطّلت تلك الصادرات وتسببت في تفاقم أزمة الغذاء العالمية وزيادة التضخم.

الأوكرانية

وتتبادل أوكرانيا والغرب من جانب وروسيا من جانب آخر الاتهامات بشأن المسؤول عن أزمة الحبوب، إذ تتهم كييف موسكو بتعقيد محاولات تزويد الدول الفقيرة بالحبوب.

في المقابل ترد موسكو بتحميل مسؤولية ذلك لأوكرانيا، متهمة إياها برفض إزالة الألغام التي نشرتها حول سواحلها لحماية نفسها من هجوم روسيا، والتي تمثل تهديدا لعمليات الشحن.

وبغض النظر عن المسؤول عن الأزمة فإن خطرها داهم على العالم، إذ تقدر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو“، أن التعطيل المطول لصادرات القمح والأسمدة والسلع الأخرى من روسيا وأوكرانيا، يمكن أن يرفع عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية في العالم من ثمانية إلى 13 مليونًا.

وفي ظل الأهمية الكبرى للدولتين اللتين يعتمد عليهم العالم كمصدر للغذاء، يتطلع كثيرون للاتفاق الجديد لإنهاء حظر الصادرات وتحقيق الأمن الغذائي، واستقرار الأسواق.