قلق غربي بعد توقيع الصين اتفاقا أمنيا مع جزر سليمان

يهدد اتفاق أمني شامل وقعته جزر سليمان مع الصين توازن القوى في منطقة شحن حيوية في المحيط الهادئ، ويُخشى أن ينتقل صداه إلى مناطق أخرى في العالم،  وفق تحليل نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

وتقول الصحيفة إن الاتفاق الأمني يفتح الباب أيضا أمام قاعدة عسكرية صينية، رغم أن رئيس وزراء جزر سليمان، ماناسيه سوغافاري، أصر أمام البرلمان أنه “لن يؤثر سلبا أو يقوض السلام والوئام في منطقتنا”.

وقال سوغافاري للبرلمان، الأربعاء، “اسمحوا لي أن أؤكد لشعب جزر سليمان أننا توصلنا إلى اتفاق مع الصين بملء بصيرتنا، وقد استهدينا بمصالحنا الوطنية”، مطالبا الدول الأخرى “باحترام المصالح السيادية لجزر سليمان”.

وتشير الصحيفة إلى أن سوغافاري لم يوضح سبب إعلانه الخبر قبل أيام قليلة من وصول وفد من كبار الدبلوماسيين الأميركيين إلى عاصمة البلاد، وبينما تمر أستراليا المجاورة بحملة انتخابية.

وتقول “نيويورك تايمز” إن رئيس وزراء جزر سليمان لم يذكر إن كانت نسخة الاتفاق الموقع الأصلية تتطابق مع مسودة مسربة، الشهر الماضي، تقول إن الاتفاق يفتح الباب لقوات إنفاذ القانون الصيني والسفن الحربية، وربما حتى قاعدة عسكرية تسيطر عليها بكين في المحيط الهادئ ذي الأهمية الاستراتيجية.

وسوغافاري بات يمكنه أن يعتمد على الصين في حال اندلعت احتجاجات، فيما أصبح للزعيم الصيني، شي جين بينغ، وجيشه الآن موطئ قدم في سلسلة الجزر التي لعبت دورا حاسما في الحرب العالمية الثانية، ويمكن استخدامها لسد ممرات الشحن الحيوية، وفق الصحيفة.

وتقول الصحيفة إن الاتفاق إن كان مطابقا للمسودة المسربة، فهو يقدم مجموعة مذهلة من الامتيازات لبكين، إذ يوفر تفويضا واسعا للصين للتدخل المحتمل عندما تتعرض استثماراتها الأجنبية للتهديد.

وتوضح “نيويورك تايمز” إنه في عالم يبدو فيه أن الاستثمارات الصينية موجودة في كل مكان، قد تواجه العديد من الدول الأخرى ضغوطا مماثلة للسماح بدخول قوات بكين باتفاق مشابه.

وكانت نسخة من مسودة الاتفاق سرّبت الشهر الماضي وسبّبت صدمة في أستراليا لتضمّنها مقترحات تجيز نشر قوات من الشرطة والبحرية الصينية في الأرخبيل.

وينقل تحليل الصحيفة عن ريتشارد هير، أستاذ القانون في جامعة تسمانيا إنه “من خلال هذا الاتفاق، تحاول الصين إرساء مبدأ استخدام القوة العسكرية لحماية وجودها الاقتصادي في الأماكن التي تدعي أن الحكومة لا تملك فيها القدرة على ذلك”.

ويضيف “الدرس المقدم لبقية العالم هو أن الصين تتطلع إلى إعادة التوازن في النظام العالمي لصالحها”. وسواء كان ذلك يعني فتح طرق تجارية أو إنشاء منشأة عسكرية أو توقيع اتفاق أمني، فإن بكين ستعمل لصالح مصالحها الخاصة، على حساب الديمقراطية وعالم مفتوح وحر”.

وفي الأسابيع الأخيرة كثّفت أستراليا والولايات المتحدة الجهود الدبلوماسية لثني جزر سليمان عن التقرّب من بكين. كما أعلنت واشنطن في فبراير أنها ستعيد فتح سفارتها في جزر سليمان، بعد 29 عاماً على إغلاقها.