مرتزقة سوريون يرفضون التجنيد لصالح روسيا في أفريقيا الوسطى

  • تواصل روسيا سياستها في تجنيد المرتزقة السوريين في بلدان جديدة، ضمن سعيها لإيجاد موطئ قدم خارج حدودها
  • باتت تدخلات موسكو الأمنية في دول تمزقها الحروب تحرص على زج سوريين في معارك “لا ناقة لهم فيها ولا جمل”
  • تواجه روسيا اتهامات دولية من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ببذل جهود لـ”الاستيلاء على السلطة” في إفريقيا الوسطى

 

تواصل روسيا سياستها في تجنيد المرتزقة السوريين في بلدان جديدة، ضمن سعيها لإيجاد موطئ قدم خارج حدودها، عبر استغلال حالة العوز الاقتصادي الشديد لهؤلاء العناصر.

المقلق أن موسكو باتت تدخلاتها الأمنية في دول تمزقها الحروب تحرص على زج سوريين في معارك “لا ناقة لهم فيها ولا جمل”، وتمويلهم وتدريبهم للقيام بأنشطة ترقى إلى مستوى جرائم الحرب، وكل ذلك يجري تحت عين وإشراف وتسهيل من النظام السوري.

صحيفة نيغريسيا الإيطالية تحدثت عن رغبة روسيا في زج مجموعات جديدة من المرتزقة السوريين وإرسالهم إلى جمهورية إفريقيا الوسطى.

ومنذ منتصف يونيو/حزيران 2021، بحسب الصحيفة انتهت مدة عقود صالحة لـ5 أشهر، وقعتها روسيا مع مرتزقة سوريين أرسلتهم إلى ليبيا بعد أن جندتهم من مختلف مناطق سوريا.

البعض وافق وتم نقلهم عبر قاعدة الجفرة الجوية إلى إفريقيا الوسطى، والأكثرية رفضوا، وينتظرون العودة إلى سوريا، ومنهم من عاد أصلاً إلى مناطق سكنهم، حيث تحدثت صفحات على فيسبوك عن عودة 15 مرتزقا من أبناء محافظة دير الزور كانوا في منطقة الجفرة الليبية ووصلوا إلى محافظتهم قادمين من مطار حميميم.

العائدون بحسب الصحيفة الإيطالية وصفحات فيسبوك رفضوا تجديد العقد مع موسكو ومدته 5 أشهر أخرى، لأن العقد الجديد ينص على قتالهم إلى جانب الشركات الأمنية الروسية في جمهورية إفريقيا الوسطى، إضافة لسوء معاملة هؤلاء المرتزقة وتقنين مخصصات القتال، وتعرضهم لخطر خطفهم من قبل المليشيات المسلحة هناك بهدف طلب فدية.

لكن روسيا في الوقت الحالي لن تخسر هؤلاء المرتزقة حتى ولو رفضوا القتال في وجهات ودول جديدة، لأنها بحاجة إليهم في الداخل السوري ضمن معادلة الصراع المليشياوي مع إيران”.

كانت روسيا ترغب من خلال تجنيد السوريين في أفريقيا الوسطى بأن يكونوا ستاراً لها، فهي لا تريد الزج بالروس لكي لا يكون التدخل مفضوحاً ويمكنها أيضاً تكذيب زج المرتزقة بأنهم ليسوا من روسيا، إضافة لرخص تجنيدهم نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة في بلادهم.

وتواجه روسيا اتهامات دولية من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ببذل جهود لـ”الاستيلاء على السلطة” في إفريقيا الوسطى عن طريق مرتزقة تابعين لها، إذ استعانت القوات المسلحة لإفريقيا الوسطى بالقوات الروسية والرواندية ومرتزقة شركة “فاغنر”، في صدها لهجوم الجماعات المسلحة المتمردة، التي سيطرت نهاية العام 2020 على أكثر من 80 بالمئة من أراضي البلاد.

ولدى روسيا قوات في إفريقيا الوسطى تدرب جيشها، حيث تعود جذور علاقة الجمهورية الغنية بالمعادن بموسكو إلى عام 2018، عندما أرسلت روسيا 5 من الضباط العسكريين و170 من المدربين للمساعدة في تدريب قواتها المسلحة.

ويعمل المرتزقة بقيادة شركة “فاغنر” إلى جانب قوات جمهورية إفريقيا الوسطى ويتهمون بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان ضد المدنيين وعرقلة جهود حفظ السلام التي تبذلها الأمم المتحدة.