الصين في أزمة غذائية.. وفجوة في معالجة الأمر

تشهد الصين أزمة غذائية كبيرة تتمثل في ارتفاع معدلات التضخم الغذائي، خاصة بعد تفشي فيروس كورونا، حسبما تشير تقارير عدة لخبراء اقتصاديين.

رغم ذلك، تواجه السلطات الصينية اتهامات بالتقاعس تجاه حل هذه الأزمة، مع رصد تحركات بطيئة لبكين لا تتناسب مع ارتفاع وتيرة معدلات التضخم، مما يشكل عبء على الصينيين بحسب تقرير لوكالة رويترز.

وازدادت الانتقادات للحزب الشيوعي الصيني، بعدما دعت هيئة مكافحة الفساد، منصات الفيديو عبر الإنترنت إلى اتخاذ إجراءات ضد فيديوهات mukbang (موكبانغ)، حيث يقوم الناس بتصوير أنفسهم وهم يأكلون أو يشربون بشكل مفرط ، معتبرة أن مثل هذا المحتوى يشجع على إهدار الطعام.

وتبرز هذه الانتقادات في وقت تواجه فيه الصين بشكل عام مشكلة خطيرة. بمعنى آخر ، جزء من الأمة الصينية ينام جائعًا، وجزء آخر يسعى إلى الشهرة في مقاطع الفيديو التي تتناول الإفراط في الأكل، وهذا انعكاس للكيفية التي يؤدي بها سوء إدارة الحزب الشيوعي الصيني إلى توسيع الفجوة بين الفقراء والأغنياء.

ولكن وفقا لبعض الخبراء الاقتصاديين، فإن تلك الخطوات غير كافية، حيث يسعى الحزب الشيوعي الصيني إلى خلق دعاية سياسية عبر إبراز جهوده لتلك الأزمة الغذائية بلا نتائج ملموسة حتى الآن.

خطوات الحزب الشيوعي لحل الأزمة ” دعاية سياسية”

وأعلنت هيئة الرقابة الصينية أن منصات مشاركة الفيديو يجب أن تعزز إشرافها، ووقف البث غير الملائم وإزالته وحظر حسابات المخالفين.

كما وصف الرئيس الصيني شي جين بينغ إهدار الطعام بأنه “مخجل” أبريل الماضي، مطالبا الصينيين بالحفاظ على شعورهم بالأزمة بشأن الأمن الغذائي.

لكن يظهر جليا أن استجابة الحزب الشيوعي الصيني لهدر الطعام بطيئة ولا تعمل بشكل سليم، ربما تكون هذه هي الموجة الثالثة لحملة رسمية لإجبار المواطنين على تجنب إهدار الطعام، حيث لا يبدو أن التهديد بالعقاب، وتشجيع المواطنين على الإبلاغ عن بعضهم البعض، قد يجدي نفعا، وحتى إذا فعلوا ذلك، فلن تكون هناك حاجة لحملة ثالثة.

فيما قالت منصة الفيديو القصيرة Douyin ، النسخة الصينية من TikTok المملوكة لشركة ByteDance ، إن المستخدمين الذين يبحثون عن كلمات رئيسية مثل “تناول البث” أو “ملوك المعدة الكبيرة” سيظهر لهم مطالبات تحثهم على “رفض الهدر وتناول الطعام بشكل معقول”.

وتحديات الطعام التي تحمل اسم “موكبانغ” هي عبارة عن بث فيديو عبر الإنترنت يظهر فيه أشخاص يستهلكون كميات هائلة من المواد الغذائية ويتفاعلون مع المشاهدين في الوقت ذاته.

كما نشأت مقاطع فيديو “موكبانغ” في كوريا الجنوبية وتحظى بشعبية متزايدة في الصين، لكنها واجهت انتقادات حادة مؤخرا في ظل الأزمة الغذائية بالصين.