تحديات كبيرة قد تواجه تطعيم ملايين الأشخاص،  خصوصاً في البلدان النامية، والأمر قد يتجاوز تكلفة لقاحات فيروس كورونا أو الخدمات اللوجستية لإدارتها.

في باكستان دائماً تخرج حملات التطعيم عن سيطرة الأهالي والحكومة والإطار الطبي. فمهمة التطعيم ضد فيروس كورونا قد تتحول إلى مهمة مميتة في بعض أجزاء البلاد فمنذ عام 2012، قُتل أكثر من 100 من موظفي حملات التطعيم ضد شلل الأطفال.

قبل 5 سنوات، كان عارف خان وزملاؤه قد انتهوا لتوّهم من توزيع لقاح شلل الأطفال عندما سُمع إطلاق النار من تلال قريبة. وقال خان: “في ذلك اليوم كنّا على وشك الانتهاء من حملتنا، لم يتبقَّ سوى منزلين أو ثلاثة وكنا قريبين من تل جبلي، وحدث ذلك فجأة. كان هناك الكثير من إطلاق النار لدرجة شعرت وكأنها انفجار“.

عارف خان مرّ بظروف عصيبة خلال عمله، ضمنها أصابته برصاصة اخترقت فخذه، كما شاهد زميله وهو يحتضر أمام عينيه. وعن ذلك المناسبة يقول خان: “سقطت على الأرض ولم أستطع الحركة، وشاهدته (زميله الذي يحتضر) وهو مصاب بجروح بالغة. شاهدته مستلقيًا أمامي مباشرة وهو يأخذ أنفاسه الأخيرة“.

التنظيمات المتشددة دائماً تعارض خضوع الأطفال والفتيات بالخصوص لعمليات التطعيم، وقد عرفت طالبان باكستان باستهداف حملات التطعيم، وتعليم الفتيات أيضاً بإغلاق المدارس وتهديد أولياء الأمور والإطار التربوي.

يوميات مخطّطي حملات التطعيم، تمر ّبصعوبات كبيرة للوصول لجميع المناطق، ما يجبرهم أحياناً للإستعانة بفصائل مسلّحة متعدّدة لضمان سلامتهم وآداء واجبهم.

منظمة اليونيسف، التي تدير برامج التحصين في كلّ أنحاء العالم، تستعد في غضون ذلك، للمساعدة في شراء وتوزيع لقاحات كوفيد-19. والمنظمة الدولية المعنية بالطفولة قامت بتخزين نصف مليار حقنة وتهدف إلى توفير 70 ألف ثلاجة، معظمها تعمل بالطاقة الشمسية.

لكن مع وجود التنظيم المتشدد، يخشى خان أن يلقى برنامج لقاح فيروس كورونا نفس مصير حملة شلل الأطفال في باكستان.