تبدو الوكالة الأمريكية للأغذية والعقاقير (أف دي إيه) مستعدة للترخيص في الأيام المقبلة للقاح فايزر/بايونتيك ضد فيروس كورونا المستجد الذي يبدو فعالا من الجرعة الأولى بحسب بيانات جديدة، إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قلق من احتمال ألا تكون الكميات كافية في مطلع العام 2021 في الولايات المتحدة.

ففي تقرير يقع في 53 صفحة نشر الثلاثاء قبل اجتماع حاسم للجنة الخبراء المستقلين التي تنصح الوكالة، قيم خبراء الوكالة البيانات الكاملة للتجربة السريرية التي أجراها المختبران في دول عدة وشملت 44 ألف مشارك حصل نصفهم على لقاح وهمي والنصف الآخر على اللقاح الفعلي.

وكانت الشركتان وفرتا فقط ملخصا عن النتائج حتى الآن. وأكد تقييم الوكالة الأمريكية للعقاقير الفاعلية العالية جدا للقاح الذي يعطى على دفعتين يفصل بينهما ثلاثة أسابيع والتي تصل إلى 95 %. ويعني ذلك أنه يخفض بنسبة 95 % احتمال الإصابة بمرض كوفيد-19 ولا سيما الأشكال الخطرة منه. وأكدت الوكالة هذه الفاعلية بغض النظر عن العمر والجنس والعرق أو وجود أمراض سابقة له.

وأظهر هذا التحليل عنصرا جديدا يتمثل في أن اللقاح فاعل جدا ليس فقط للحؤول دون الإصابة بأشكال خطرة من كوفيد-19 بعد جرعتين، بل أنه قادر على منع الإصابة منذ الجرعة الأولى ولدى من سبق أن أصيبوا بالفيروس “مع أن البيانات المتوافرة بشأن هذه النتائج لا تسمح بالتوصل إلى خلاصات نهائية”.

ورأى الخبراء أن ما من شيء في هذه البيانات يمنع حصول اللقاح على ترخيص قد يصدر قبل نهاية الأسبوع الحالي بعد اجتماع الوكالة الخميس، على أن يبدأ التوزيع بعد 24 ساعة على ذلك.

وكانت أكثر الآثار الجانبية لدى المشاركين البالغ عددهم 43 ألفا و252 شخصا وبينهم أطفال ومراهقون فوق سن الثانية عشرة، ألم في مكان الحقنة في الذراع (84,1 %) فضلا عن تعب (62,9 %) وألم في الرأس (55,1 %) ووجع في العضلات (38,3 %) وقشعريرة (31,9 %) وأوجاع في المفاصل (23,6 %) وحمى (14,2 %). وهذه الأعراض اكثر حدوثا لدى الشباب منه لدى المسنين الذين يكون نظامهم المناعي عموما أقل نشاطا ويتفاعل بحدة أقل مع اللقاح.

وسجلت هذه الآثار بغالبيتها في الأيام التالية للتلقيح لكن المتابعة استمرت لمدة شهرين أو أكثر لنصف المشاركين من دون أن تظهر حوادث كبيرة.

وظهرت آثار أكثر حدة لكنها لا تطرح أي خطر مثل انتفاخ في الغدد لدى أشخاص حصلوا على اللقاح فضلا عن أربع حالات من شلل الوجه الموقت وغير الخطر في حين لم تسجل أي حالة في المجموعة التي حصلت على اللقاح الوهمي.

ولا يسمح ذلك من الناحية الإحصائية إقامة رابط إلا أن الوكالة أوصت بمتابعة محددة على المدى الطويل بشأن هذا الأمر.

أما الآثار الجانبية الخطرة فهي نادرة جدا بحيث يصعب معرفة إن كانت مرتبطة باللقاح أو يمكن أن تحدث في صفوف السكان عموما. فقد سجلت ثماني إصابات بالتهاب الزائدة لدى الملقحين في مقابل أربع في المجموعة الوهمية، إلا أن الوكالة تظن أن ذلك غير مرتبط باللقاح.

أما الآثار الجانبية الخطرة التي ترى الوكالة انها ناجمة عن اللقاح فهي اثنتان، الأولى إصابة في الكتف مرتبطة باللقاح والثانية حالة تورم في الغدد. وقد توفي شخصان حصلا على اللقاح وأربعة في المجموعة التي حصلت على لقاح وهمي.

وكان دونالد ترامب ينوي الحصول في الأساس على 300 مليون جرعة من اللقاح قبل حلول كانون الثاني/يناير، إلا أن الولايات المتحدة ستتمكن في نهاية المطاف من تلقيح 20 مليون شخص في كانون الأول/ديسمبر مع استخدام لقاح شركة موديرنا أيضا الذي قد يحصل على ترخيص بعد أسبوع من فايزر.

لكن المشكلة تكمن في أن واشنطن أبرمت عقودا مع الشركتين للحصول على مئة مليون جرعة من كل منهما أي ما يكفي لتلقيح مئة مليون نسمة. وما من مؤشرات تفيد أن الشركتين ستمنحان الولايات المحتدة مزيدا من الجرعات قبل توفيرها لدول أخرى أبرمت معها عقودا.

وقد يصبح لقاحان آخران متوافرين في كانون الثاني/ينياير أو شباط/فبراير هما أسترازينيكا/اكسفورد وجونسون وجونسون، لكن ذلك ليس مؤكدا.

وبسبب هذا النقص المحتمل في الربع الأول من السنة، قد يوقع الرئيس المنتهية ولايته الثلاثاء مرسوما يؤكد أولوية حصول الولايات المتحدة على اللقاح، وتعطي قوانين أميركية للسلطات أفضلية الحصول على إنتاج المصانع الأمريكية، وتمتلك فايزر وموديرنا وحدات إنتاج في الولايات المتحدة وأوروبا.