أخبار الآن | كندا – bignewsnetwork

تستمرّ الصين في تضييق الخناق على المحققين الذين يهدفون لكشف الفظائع التي ترتكبها في شينجيانغ ضدّ أقلية الإيغور المسلمة والأقليات العرقيّة الأخرى.

وتفرض الصين قيودها لمنع المعنيين بالكشف عن الانتهاكات من الوصول إلى الحقيقة، في محاولة منها لحرفِ الأنظار عن جرائمها التي انكشفت عبر شهادات كثيرة وأدلة عديدة.

ووفقاً لموقع “bignewsnetwork” الإلكتروني، قالت الناشطة الإيغورية تيرنيسا ماتسيديك-قيرا إن الحكومة الصينية “كاذبة مثالية”، مشيرة إلى أنه “إذا أرادت الأمم المتحدة إجراء تحقيق بشكل صحيح في الفظائع ضدّ أقلية الإيغور، فعليها الاعتماد على المخبرين في شينجيانغ لأن بكين لن تسمح أبداً بإجراء تحقيق رسمي مناسب في المنطقة”. 

وكانت ماتسيديك-قيرا انتقلت إلى كندا في العام 2006، وليس لديها أي اتصال مع عائلتها في منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم منذ أكثر من 3 سنوات. وقالت الناشطة التي تعمل الآن كممرضة في مقابلة مع “The Star”: “نحن نعلم ما الذي سيفعلونه بعائلاتنا ومعظم الناس يعيشون الخوف”. وأضافت: “الحكومة الصينية كاذبة تماماً وستخفي كل شيء”.

وكان ناشطون وخبراء حقوق الإنسان دعوا الأمم المتحدة مراراً وتكراراً للتحقيق في الإنتهاكات القائمة في شينجيانغ. وفي رسالة مفتوحة في سبتمبر/أيلول، حثت ما يقرب من 20 منظمة ناشطة و 16 خبيراً في الإبادة الجماعية، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لإجراء تحقيق في حملة الصين ضد الأقليات المسلمة في منطقة شينجيانغ، وتطوير استراتيجيات لإنهاء الانتهاكات المزعومة التي تصل إلى حد أعمال الإبادة الجماعية.

وشهدت كندا بعض الإحتجاجات ضدّ الفظائع الصينية في شينجيانغ، بما في ذلك احتجاج في وقت سابق من هذا الشهر في مونتريال.

وقالت ماتسيديك-قيرا، التي كانت تشارك في التظاهرات، أنها تعرّضت لمضايقات في الشوارع من قبل أشخاص يدعمون الحكومة الصينية بينما كانت تحمل لافتة تحث الناس على مقاطعة المنتجات الصينية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في الصين. وأدت الاحتجاجات إلى محاولات ترهيب، بما في ذلك مكالمات هاتفية مجهولة تخبر ماتسيديك-قيرا أنها يجب أن “تكون حذرة” وتفكر في عائلتها في شينجيانغ.

صعوبات كثيرة تعترض المحققين بشأن العمل القسري في شينجيانغ

إلى ذلك، كشف مدققون وناشطون في مجال حقوق الإنسان وأحد المعتقلين السابقين، أنّ المحققين الذين يبحثون عن أدلة على العمل القسري في سلاسل توريد الملابس في شينجيانغ، غير قادرين على إجراء تحقيقات فعّالة بشأن ما يحصل هناك.

وفي هذا الإطار، تقول دينا نودابي، وهي من أصل كزاخستاني من محافظة يلي في شينجيانغ، ومحتجزة سابقة في شبكة واسعة من معسكرات الاعتقال في الصين، إنها “التقت بضحايا العمل القسري خلال فترة وجودها في أحد المعتقلات”.

أضافت: “بينما كنت محتجزة في المعتقل، أرسلوا الكثير من النساء إلى هناك من السجن، وجمعيهنّ من الإيغور الذين أجبروا على العمل في المنسوجات أثناء وجودهم في السجن”.

 وتابعت: “كان هناك ممر ضخم تحت الأرض، وهو عبارة عن مصنع، ولم يحصل أي شخص على ثمن مقابل عمله هناك”.

 وأشارت نودابي إلى أنها احتجزت في المعسكر عام 2017، بعدما اكتشفت السلطات الصينية برمجيات اتصالات أجنبية الصنع على هاتفها الخلوي، موضحة أن الحزب الشيوعي الصيني زعم أنه يساعد الإيغور وغيرهم من الأقليات المسلمة في شينجيانغ من خلال إرسالهم إلى ما يسميها “مراكز التدريب المهني”.

 إلا أنه بمجرد وصولهم إلى هناك، جرى إجبار المعتقلين على العمل وتعلّم لغة الماندرين، كما تعرضوا للكثير من الممارسات التعسفية. وتقول نودابي: “من غير المرجح أن يرى أي مدقق دولي ما يحدث بالفعل في شينجيانغ. كان هناك الكثير من المحققين, كان أحدهم يأتي كل يوم تقريباً، إلا أنهم كانوا يخضعون للمراقبة في كل مكان ذهبوا إليه”. وتابعت: “عندما أُعلن عن وصول المحققين، كنا نجهز أنفسنا ونرتدي ملابس جميلة ونجلس بشكل عادي، وكأن شيئاً لم يكن يحدث ولا يوجد شيء مثل العمل القسري”.

العمل القسري في شينجيانغ وراء تفشي فيروس كورونا في الصين

يبدو أن أوسع انتشار لفيروس كورونا في الصين منذ أشهر ظهر في مصنع في إقليم شينجيانغ مرتبط بالعمل القسري وسياسات السلطات الصينية المثيرة للجدل تجاه أقلية الإيغور.