أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

تعيش التنظيمات الإرهابية واقعاً مأزوماً، لا سيّما بعد حصولها على فدية أو أموال مالية لقاء الإفراج عن رهائن تحتجزهم، للتفاوض مع جهات دولية أو ديبلوماسية أو رجال أعمال… بغية تحقيق أرباح طائلة تمكّنها من الإستمرار.

المشهد ليس بهذه البساطة والسهولة، أو بالطريقة التي تحاول هذه التنظيمات الإرهابية إشاعتها لناحية أنّها منتصرة من خلال كسب المال جرّاء الشروع بعمليات التفاوض والتبادل، إذ يمكن لذلك وفق الخبراء، أن يكشفها أمنياً بحيث يصبح من السهل الإنقاض عليها أو النيل منها.

صراعات داخلية

لكن ماذا عن الصراعات الداخلية مع حصول هكذا عمليات؟ يقول الخبراء في سلوكيات التنظيمات الإرهابية وأفرادها، إنّ عمليات التبادل والحصول على فدية، هي من أبرز العوامل التي تساعد على تفكّك الجماعات الإرهابية. كما أنّها سرعان ما تعاني من مشاكل داخلية جرّاء عدم تقاسم الفدية “بعدل”. ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد، بل المشهد قد يتبدّل جرّاء انقلابات داخلية تساعد في تجزئة التنظمات وشرذمتها ليصبح لها قيادات عديدة.

وهذا ما قاله الخبير في شؤون التنظيمات الإرهابية الدكتور إدريس عطية لـ”اخبار الآن”، متحدثاً عن أمثلة عديدة حصلت مع تنظيم “القاعدة الأم” وشملت أيضاً متفرعاتها، لا سيّما تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي والساحل الأفريقي، المعروف باسم “نصرة الاسلام والمسلمين”. وقد نشر مناصرو التنظيم صوراً تظهر احتفال فرع التنظيم في بلاد المغرب الإسلامي بتحرير سجناء يتبعون لهم مقابل إطلاق سراح عدد من الأبرياء الأجانب الذين تمّ اختطافهم.

وقال عطية من الجزائر لـ “أخبار الآن” إنّ “الإرهابيين يعمدون دائماً إلى خطف أشخاص لهم مكانة في دولهم من أجل الحصول على مبالغ مالية”، مشيراً إلى أنّ جماعة بوكو حرام الإرهابية مثلاً اختطفت طلبة وفتيات بهدف لتحقيق هذه الغاية”. وقال: “لا هدف من ذلك سوى الحصول على المال .. هؤلاء لا يريدون شيئاً، فهم لا يفهمون سوى لغة المال والدم”.

وتابع: “القاعدة تعاني من الكثير من الانقسامات في الداخل”، وأرجع ذلك إلى أنّ “قادة التنظيمات يرغبون في السيطرة على الجزء الأكبر من الأموال دائماً، ما جعل هذه التنظيمات متعددة القيادات”. وزاد أنّ “القيادات الإرهابية تعمل على كسب المال وحرمان بقية عناصرها من الاستفادة من هذه الأموال، ما يخلق العديد من الإنقسامات في الداخل ويؤجج الصراعات هناك”.

محاولات دائمة للخطف

وتنفذ التنظيمات الإرهابية المتطرفة، وعلى رأسها تنظيما القاعدة وداعش العديد من عمليات الخطف، والنهب، والاعتقال، في بلاد المغرب الإسلامي والساحل الأفريقي ومالي بغية الحصول على مبالغ مالية.

ووفق خبراء، فقد حصلت أكثر من مرّة انقسامات بين قيادات تنظيم القاعدة وداعش، بسبب ما سمونه “الغنائم”، إذ تقوم هذه القيادات بحرمان بقية العناصر من “حصصهم”، ما يغذّي هذه الخلافات والانقسامات.

جهود دولية لتعزيز قدرات مكافحة الإرهاب

وبسبب اشتداد الخطر الإرهابي خلال السنوات الأخيرة، والتطوّرات المتزامنة لأنماط تمويل الإرهاب، كان مجلس الأمن اتخذ جملة من القرارات الإضافية، لمعالجة السبل الجديدة لتمويل الإرهاب، بما في ذلك من خلال استهداف الصلة القائمة بين الإرهابيين وجماعات الجريمة المنظمة والتصدّي لأنشطة جمع الأموال من خلال الاختطاف طلباً للفدية.

وأعرب مجلس الأمن عن قلقه من تدفق الأموال للإرهابيين والحاجة إلى قمع جميع أشكال تمويل الإرهاب، لذلك بدأ مكتب الأمم المتحدة بالتأكيد على ضرورة مكافحة الإرهاب وتعزيز قدرات الدول على تلبية طلبات الدول المهتمة للحصول على المساعدة التقنية في مجال مكافحة تمويل الإرهاب.