أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (واشنطن بوست)

يشكّل مفهوم “مفاجأة أكتوبر” جزءاً لا يتجزأ من المصطلحات السياسية الأمريكية منذ سنوات طويلة خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية. ويشير هذا المصطلح عادةً إلى وقوع حدث داخلي، أو على صعيد السياسة الخارجية، أي قبل أسابيع فقط على موعد توجّه الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع مطلع شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، الأمر الذي قد يؤثّر في نتيجة الانتخابات. والمصطلح نفسه صاغه ويليام كيسي، الذي شغل منصب مدير حملة الرئيس الجمهوري رونالد ريغان عام 1980 ومدير “وكالة الاستخبارات المركزية” (CIA) في عهده لاحقاً.

وإليكم أبرز مفاجآت أكتوبر التي حفلت بها الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية.

جونسون يحاول مساعدة همفري بإعلان إنهاء قصف شمال فيتنام

1968 – مفاجأة أكتوبر لهذا العام كانت المحاولة الفاشلة لمساعدة الديمقراطي همبرت همفري. ففي 31 أكتوبر أعلن الرئيس المنتهية ولايته ليندون جونسون إنهاء عمليات القصف في شمال فيتنام، مشيراً إلى أن الحرب قد تكون على وشك الانتهاء، إلا أن الجمهوري ريتشارد نيكسون هزم همفري.

كيسنجر يعلن أنّ السلام بات قريباً في فيتنام لمساعدة نيكسون

1972 – بعد أربع سنوات، حاول نيكسون فعل مفاجأة أكتوبر نفسها التي استخدمت ضدّه، إذ عقد وزير الخارجية هنري كيسنجر مؤتمراً صحافياً أعلن فيه أنّ “السلام قريب” في فيتنام. (لم يكن الأمر كذلك)، ربما كان نيكسون سيفوز على أيّ حال، لكن الإعلان ساعد بالتأكيد في صرف الانتباه عن فضيحة “ووترغيت” الناشئة.

إيران تقطع محادثات إطلاق سراح رهائن أمريكيين ما ساعد ريغان على الفوز  

1980 – كان الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر يعمل بجد لإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين في إيران قبل يوم الانتخابات، في أواخر تشرين الأول (أكتوبر)، إلّا أنّ إيران قطعت فجأة المحادثات، ما ساعد الجمهوري رونالد ريغان على هزيمة كارتر.

وأطلق المسؤولون الإيرانيون سراح الرهائن بعد دقائق من تنصيب ريغان في يناير 1981، ما أدّى إلى نظريات مؤامرة بأنّ معسكر ريغان لديه صفقة سرية مع إيران، ولم تجد تحقيقات الكونغرس أيّ دليل على ذلك، لكن المسؤولين الإيرانيين قالوا إنّ ذلك صحيح. وفي عام 2017، ادعى المؤرخون أنّهم وجدوا أدلّة تؤكّد على الأقل جزءاً من نظرية المؤامرة.

تسريب معلومة تفيد باعتقال بوش تحت تأثير الكحول في عام 76 

2000 – كانت هذه من الناحية الفنية مفاجأة نوفمبر، في تلميح إلى شيء ما سيحدث. فقبل أيّام من الانتخابات الرئاسية عام 2000، كشفت قناة فوكس نيوز أنّ المرشح الجمهوري جورج دبليو بوش قد اعتُقل لقيادته بينما كان تحت تأثير الكحول في عام 1976. واشتبه بأنّ مساعد المرشح الديمقراطي آل غور هو من سرّب هذه المعلومة إلى الإعلام. ورغم ذلك أصبح بوش رئيساً، لكنّه خسر تصويت خمس ولايات.

فيديو لأسامة بن لادن رفع من نقاط بوش في استطلاعات الرأي

2004 – كانت نتيجة بوش ومنافسه الديمقراطي جون كيري متقلّبة في استطلاعات الرأي. وفي 29 أكتوبر، ظهر شريط فيديو لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن (قتل بعملية أمنية أمريكية عام 2011) يسخر فيه من بوش. وتبيّن أنّ سخرية بن لادن ساعدت في فوزه، وأظهر استطلاع للرأي أجرته مجلة نيوزويك أنّ بوش كان تقدم فجأة بست نقاط عشية الانتخابات.

أوباما يصافح حاكم ولاية جمهوري شكّل “مفاجاة أكتوبر”

2012 – يقول البعض إنّ إعصار “ساندي” لا يعتبر مفاجأة في أكتوبر لأنّه لم يكن بفعل البشر، ولكن صور الرئيس الديمقراطي باراك أوباما وهو يصافح حاكم ولاية نيوجيرسي الجمهوري كريس كريستي كانت نعمة قبل أن يذهب الناخبون إلى صناديق الاقتراع.

المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تخضع للتحقيق

2016 – كان هناك الكثير من مفاجآت أكتوبر في هذه الانتخابات، وقد يكون من الصعب معرفة أيها، إن وجد، كان له التأثير الأكبر.

هل كانت قصة “نيويورك تايمز” بأن ترامب تجنّب الضرائب؟ أو إصدار صحيفة “واشنطن بوست” لشريط “أكسيس هوليوود” الذي يعترف فيه ترامب بالاعتداء الجنسي؟ أو نشر ويكيليكس رسائل البريد الإلكتروني “المخترقة من حملة كلينتون”؟

فوفقاً لتحليل استطلاعات الرأي بواسطة FiveThirtyEight، فإنّ مفاجأة أكتوبر التي كان لها الأثر الأكبر، هي رسالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي في 28 أكتوبر إلى الكونغرس، بأن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تخضع للتحقيق، وكلفها ذلك ثلاث أو أربع نقاط في الاستطلاعات.

إصابة ترامب بفيروس كورونا قد يكون مفاجأة أكتوبر الجديدة

2020- في الشهر الماضي، أشار البعض إلى أنّ وفاة قاضية المحكمة العليا روث بادر جينسبيرغ كانت مفاجأة أكتوبر. ومنذ ذلك الحين، بدأ ترامب الحديث عن رفع الضرائب، إلى أن اصيب بفيروس كورونا، فكان ذلك مفاجأة أكتوبر الجديدة، حيث أظهر استطلاع لرويترز تقدم بايدن بعشر نقاط على ترامب عقب الإعلان عن الإصابة.

فهل ستؤثر “مفاجأة أكتوبر الجديدة” على حظوظ ترامب بالفوز بولاية ثانية؟ الأيام القادمة كفيلة في كشف الإجابة.