أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (ABC)

“في الحادي والثلاثين من أغسطس العام 2018، وتحديداً مساء يوم الجمعة، وبينما كنت على وشك العودة من عملي في مكتب هيئة الإذاعة الأمريكية ABC، في العاصمة الصينية بكين، قرع جرس الهاتف، فيما المتصل كان رجلاً من لجنة شؤون الفضاء الإلكتروني المركزية”.. هكذا يبدأ الصحافي ماثيو كارني قصة فراره من الصين، ويقول إن المتصل رفض الكشف عن اسمه، لكنه أصر على أنّ أحد موظفي ABC الصينيين يكتب البيان الذي كان على وشك إملاءه.

أخبرنا الرجل، أن تقاريرنا “انتهكت قوانين وأنظمة الصين، ونشرت إشاعات ومعلومات غير مشروعة ومضرّة من شأنها أن تعرّض أمن الدولة للخطر وتضرّ بالكرامة الوطنية”. يوضح ماثيو: “كنت في ذلك الوقت، مدير مكتب ABC في الصين منذ يناير العام 2016، حيث أعمل جنبًا إلى جنب مع المراسل بيل بيرتلز، مشيراً إلى أنّه “قبل ثلاثة أسابيع، تمّ حظر موقع ABC في الصين بشكل مفاجئ، ومنذ ذلك الحين مارست السلطات الصينية الضغط على من أجل سبب رسمي. لماذا؟  جاءت المكالمة الهاتفية وهذا هو السبب”. لكن المكالمة كانت أيضًا، بمثابة بداية لشيء آخر وهو  “أكثر من ثلاثة أشهر من التخويف حتى أُجبرنا أنا وعائلتي على مغادرة الصين”.

 أرادوا مني أن أعرفَ أنهم كانوا يراقبون

 أنا أروي هذه القصة لأول مرة، يقول ماثيو، ويضيف: “بعد مغادرتي الصين، كنت مترددًا في الإبلاغ عمّا حدث لأنني لم أرغب في الإضرار بعمل ABC هناك، أو تعريض الموظفين للخطر أو تهديد فرص خليفتي في هذا المنصب كرئيسة مكتب، وهي سارة فيرغسون، في الحصول على تأشيرة دخول إلى الصين كصحافية. لكن كل ذلك تغيّر عندما فر بيرتلز ومايك سميث من المجلة المالية الأسترالية من البلاد هذا الشهر.

قصتي – التي حدثت قبل عامين – تشير إلى أنّ أفعالهم ضد الصحافيين الأجانب تنطوي على ما هو أكثر من الأعمال الإنتقامية المتبادلة كما يصوّرها الصينيون، ويتابع ماثيو أنّ “الحقيقة هي أنّ كلّ صحافي أجنبي في الصين يخضع للمراقبة. لكن مراقبة أنشطتي ازدادت بشكل ملحوظ بعد تلك المكالمة الهاتفية ليلة الجمعة.”.

ويضيف: “هناك نوع من المراقبة تريد الحكومة الصينية أن تعرفه. فعندما كنت أبلغ عن الاعتقالات الجماعية للإيغور في شينجيانغ، على سبيل المثال، كان فريق الـABC محاطًا بنحو 20 مسؤولًا أمنيًا، تلاه في منتصف الليل الضرب على أبواب غرف الفندق والاستجواب حول أنشطتنا اليومية. ولكن هناك أيضًا المراقبة الإلكترونية المخفية وأحيانًا كنت أراها أثناء العمل”.

يشرح ماثيو: “في ساعات الفجر الأولى لإحدى الليالي، استيقظت مستغرباً بسبب قيام شخص مجهول بالتحكم عن بعد بهاتفي، والدخول إلى حساب بريدي الإلكتروني. عملية بحث دقيقة على ما يبدو جرت، إذ وجدوا رسالة واردة من ناشطين في نيويورك، تفيد بأنني طلبت الحصول على لقطات من الـABC لـ “رجل الدبابة” الشهير من مذبحة ميدان “تيان إن من” المدرج على قائمة اليونسكو للتراث. بعد ذلك، تمّ ترك البريد الإلكتروني مفتوحًا في محاولة متعمّدة من “المخترقين” لإعلامي بأنّني تعرّضت لهذا العمل والتجسس”. ويتابع: “واصلت العمل كالمعتاد وشعرت بقوة، أنّه في اللحظة التي تعدّل فيها تقاريرك لإرضاء السلطات الصينية، يتوجب عليك المغادرة فوراً”.

كان مستقبلنا في أيدي السلطات الصينية

يقول ماثيو إنّ أحد الأساليب التي تحاول السلطات الصينية من خلالها إجبار الصحافيين الأجانب على فرض رقابة ذاتية على أنفسهم، هي التهديد بعدم تجديد تأشيرات الإقامة لهم لمدّة 12 شهرًا، وكنت أتوقع حدوث مشكلة في هذا الإطار، لذا قمت بإرسال طلب التجديد الخاص بي قبل ستة أسابيع من موعد انتهاء صلاحيته. فإذا كانت الأمور على ما يرام، فيمكنك أن تتوقع الموافقة على الطلب في غضون 10 أيام تقريبًا. لم أحصل على رد، لكن بدلاً من ذلك، تلقيت دعوة إلى وزارة الخارجية لاحتساء “فنجاناً من الشاي”، وهي عبارة يعرفها كلّ صحافي أجنبي، تعبير منمق ليقوموا بالتوبيخ”.

جاء وقت الزيارة، يقول ماثيو: “عندما دخلت الغرفة، كان الوزير أويانغ الذي عيّنته الحكومة يقف مع السيدة صن، وهي بيروقراطية صينية ترتدي نظارة طبية، وللوهلة الأولى تظهر لك أنّها متواضعة، إذ قامت بتقديم كوب من الشاي إليّ.  استحضرت صن مجموعة من النصوص المتعلّقة بي، وقامت بإخراج المستندات الواحد تلو الآخر، مشيرة إلى كل منهم على حدة بقولها: معسكرات إعادة التثقيف في شينجيانغ! الإعدامات السياسية! سجن الناشطين العماليين! الخبراء الذين وصفوا الرئيس الصيني شي جين بينغ بأنه ديكتاتور… ومع كلّ قصة كان غضبها يزداد حتى استشاطت”.

يوضح الصحافي الأسترالي أن الجلسة استمرت لمدّة ساعتين، لافتاً إلى أنّ “السيّدة صن ادّعت أنّني أسأت إلى الشعب والقيادة في الصين، لكنّني أجبت بأنني لا أعرف كيف يمكن أن يكون ذلك ممكنًا، نظراً لأن موقع الـABC قد تم حظره في الصين، فأثار ذلك غضبها أكثر، واستمرت في توجيه تهم أكثر خطورة: لقد انتهكتَ شخصيًا القوانين الصينية وأنت الآن قيد التحقيق”. ويكشف ماثيو  أنّه عندما غادر الاجتماع في ذاك اليوم، كان يشعر بالضعف، مشيراً إلى أنّه كان يعرف أنّ مستقبله ومستقبل عائلته أصبح الآن في أيدي السلطات الصينية.

لقد تعرضت للتوبيخ على كل تغطية “سلبية” للصين

يضيف: “خلال الأسبوعين التاليين، تم استدعائي مرتين أخريين لتناول “أكواب الشاي”. كانت الاجتماعات دائمًا يسودها الغضب ودائمًا ما تقودها السيدة صن. لكن التحقيق اتسع أكثر هذه المرة. لقد تعرضت للتوبيخ بسبب أي تغطية صينية سلبية قامت بها الـABC على أيّ منصة وأيّ برنامج، لا سيما قصص “Four Corners” المنوطة بالتحقق في تدخل الصين بالديمقراطية في أستراليا. وبصفتي رئيس مكتب ABC،  اعتبروا أنّني أتحمل مسؤولية هذه القصص، ومن وجهة نظرهم، فأنّني موظف تمّ تعييني من قبل الحكومة الأسترالية، ومن ثمّ يمكن الضغط عليه كوسيلة لإيصال رسالة إلى الدولة هناك”.

أما في الإجتماع الأخير، يقول ماثيو: “ما زالت السيدة صن لا تخبرني ما إذا كانت إجراءات تجديد التأشيرة الخاصة بي تسير على ما يرام، لكنّها كشفت عن تفصيل مهم واحد، إذ قالت: الأمر الآن خرج من بين يديها. وقالت إنّ سلطة عليا كانت مسؤولة عن التحقيق… وكانت غاضبة من قوانين التدخل الأسترالية الجديدة”.

لم يكن هناك شيء على مايرام

 لقد مر الآن أسبوع قبل انتهاء صلاحية تأشيرتي ومعها تأشيرات الدخول الداعمة لزوجتي وأولادي الثلاثة، يقول ماثيو مضيفاً: “لقد حجزنا رحلات العودة إلى سيدني ليلة الجمعة التالية. كان الأهم بالنسبة لنا غبعاد أطفالنا عن هذه المشاكل، وفكرت أنّه في حال حدوث شيء ما طارىء، اصطحبهم من المدرسة وأغادر بهم مباشرة إلى المطار، إلّا أنّ سارت الأمور بشكل طبيعي قدر الإمكان. فقد كانت زوجتي كاثرين مذهولة من هول هذه الضغوط وهي تصدر أحكامًا عقلانية طوال الطريق خلال هذه المَلحَمَة”.

يتابع: “في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين، بدا أنّنا حققنا تقدمًا كبيرًا. قيل لي إنّه تمّت الموافقة على التأشيرة، وعندما وصلت إلى المكتب كان أويانغ بانتظاري… لقد كان الجو يدعو للقلق، وخلال اللقاء رمى جواز سفري على الأرض أمامي، لكي ألتقطه، إنّها إهانة متعمّدة في الثقافة الصينية. لقد أخبرني، ولكن بكمية غضب أقل، أنّه تمّ تمديد شهرين فقط – فيما كنت طلبت تمديداً لمدة عام- ثمّ أضاف بشكل واضح: “لا تتوقع العودة إلى جمهورية الصين الشعبية، ولا أعتقد أنّ هذه الفوضى ستنتهي معك”.

يشرح قائلاً: “ذهبت أنا وزوجتي كاثرين إلى شرطة الهجرة والجوازات لختم إذونات تمديد التأشيرات، وفي المكتب هناك، بدأ المسؤول إدخال الداتا في الحاسوب أمامه، لكن فجأة تغيّر كلّ شيء، فقد طرأ شيء ما إذ قيل لنا إنّه يجب عليكم المثول أمام الأمن العام على الفور.. حينها كان واضحاً أنّ هذه المحنة لم تنته بعد. في الواقع كان هناك تصعيد كبير للتو”.

انتهى الأمر، وقعنا في الفخ

يقول ماثيو: “بمجرد أنّ أصبحنا في أيدي الأمن العام، دخلنا  إلى مكان الاستجواب والاحتجاز هما المعياران السائدان، لكنّني في هذا الوقت كنت أفكر في الاحتمالات. لقد تملّكني الخوف الشديد، وأعتقد أنّنا في مشكلة خطيرة… طُلب منا الحضور إلى منشأة في شمال بكين، وإحضار ابنتي ياسمين، التي كانت تبلغ من العمر 14 عامًا في ذلك الوقت، وهي الآن أصبحت جزءًا من الاستجواب. شعرت وكأنّني أسير على خط من الرمال. لم أستطع تقبّل أن الاستجواب سيشمل أطفالي، لقد بدا الأمر وكأنّه جزء من قواعد اللعبة الصينية: تتبع أفراد الأسرة كوسيلة للعقاب والانتقام”.

يتابع: “وصلنا في الصباح التالي في تمام الساعة 7:30 ودخلنا مجمّع أمني كبير، وفي هذه المرحلة، كانت السفارة الأسترالية ووزارة الشؤون الخارجية والتجارة والمسؤولون في ABC على دراية بما كان يحدث، وكانوا يراقبون تحركاتي. لقد بدا المجمع حديثاً ببنائه لكنه في الغالب فارغ، وفي نهاية أحد الممرات انتظرنا بناءً على طلب مسؤول هناك، ليتمّ ستدعائي لاحقاً إلى مكتب حيث كان ينتظر ثلاثة أشخاص، كان من الواضح أنّ امرأة، يحيط بها رجلان أكبر سناً، كانت مسؤولة. لم يذكروا ألقابهم أو أسماءهم. أخبرتني المرأة بنبرة متغطرسة أنّ التحقيق يدور حول انتهاك التأشيرة. عندها أيقنت تماماً أنّ هذه هي الطريقة التي سيتم بها طردي من الصين: لأنّ تهمة انتهاك التأشيرة من شأنه تجنيب الصين تصعيداً محتملاً مع الحكومة الأسترالية إذا لم يتم إلباسي تهمة أخرى أكثر خطورة. لقد أمضيت السنوات الثلاثة الماضية في الإبلاغ عن المنشقين وعمليات التطهير العرقي، التي قام بها الحزب الشيوعي، إذ غالبًا ما أدين المستهدفون بجرائم أقل مثل الحرق العمد أو السلوك غير الأخلاقي”.

ستوضعون في الحجز”

ويضيف ماثيو: “كان السؤال الأكثر إلحاحًا الذي لم تتم الإجابة عليه بعد: لماذا ابنتي؟ هنا ردّت المحققة الرئيسية، بلغة إنجليزية بطيئة وجَدِّية: ابنتك تبلغ من العمر 14 عامًا. وهي بالغة بموجب القانون الصيني، وبما أنّ الصين دولة ملتزمة بالقانون، فستتم محاسبتها على جريمة الفيزا. حينها أجبت بأنّني بصفتي والدها سأتحمل مسؤولية جرائم التأشيرة… سادت الصمت قليلاً لتجيب المرأة: هل تعلم أنّه يحق لنا كدولة تحترم القانون أن نعتقل ابنتك!؟ وبعد مرور بعض الوقت، أضافت: لا بدّ من إبلاغك، سيد كارني، أنّ لدينا الحق في إبقاء ابنتك في مكان غير معلوم، ولدي أيضاً ما أبلغك به بأنّه سيكون هناك بالغون آخرون! فأخبرتها أنّ أيّ محاولة من هذا القبيل، سوف أصعّد الموقف بالتعاون مع السفارة والحكومة الأسترالية، التي كانت على علم بقضيتي، ولذلك كانت تحاول إخافتي، فقد فعلت”.

وتابع ماثيو: “كعرض أخير، قلت لها إنّنا سنغادر الصين في اليوم التالي، لا مشكلة، فضحكت قائلةً: سيد كارني، لا يمكنك مغادرة جمهورية الصين الشعبية، أنت قيد التحقيق وفرضنا حظر خروج على جواز سفرك. فقلت لها حسناً، لكن  ماذا سيحدث عندما تنتهي تأشيراتنا يوم السبت؟ آملاً أن تقول لي إنّنا سنُطرد على الفور، لكن بدلاً من ذلك ابتسمت وقالت: “حسنًا، سوف يتم وضعك في الحجز.. بدأ الذعر ينتابني، لكن كان عليّ أن أجمع نفسي وأن أضع خطة. وفي فترة استراحة، قطعت عهداً مع زوجتي كاثرين، مفاده: لن نترك ياسمين بعيدة عن أعيننا أو ننقلها إلى أماكن معزولة”.

بعد تكثيف الاتصالات بطاقم السفارة والزملاء الصينيين و الـ ABC، ​​رأى ماثيو وزوجته أنّ أفضل حلٍ هو الاعتراف بالذنب والاعتذار عن “جريمة التأشيرة”، شرط أن تظل ياسمين معهما، وهي الفتاة التي كانت في الغالب غير مدركة لخطورة الوضع. وبالفعل، فقد عاد إلى مكتب الأمن وقدّم الإعتذار إلى السيّدة التي كانت تتحدث إليه. و”هنا أوضح رجل كان برفقتها، وكان يبدو ودودًا، أنّ انتهاك التأشيرة قد حدث لأنّني لم أحوّل التأشيرة التي كانت على وشك الانتهاء من جواز سفري الحالي إلى جواز سفر جديد، كنت أصدرته مؤخراً في غضون إطار زمني مدته 10 أيّام. وبدلاً من ذلك، (كما نُصِحتُ) كنت أتقدم بطلب للحصول على التأشيرة الجديدة مباشرة في جواز السفر الجديد. هل أنا مذنب؟ أوه نعم، لقد كنت! لقد شعرت بالارتياح للتو من عدم وجود تهم خطيرة أخرى. كان أفضل ما لدي هو أن هذا الاستجواب كان مجرد خدعة، مصمّم لممارسة التخويف والإذلال. ثمّ تدخلت المرأة وطلبت منّا العودة في اليوم التالي لنقوم أنا وابنتي بالاعتراف بشريط فيديو عندما يطلب منّا”.

أضاف ماثيو: “في اليوم التالي، دخلت في تمام الساعة 9:00 صباحًا، وقام الرجل ذو الوجه السمين بتحضير كاميرا ليبدأ التسجيل وطرح الأسئلة، حتى حان الوقت للاعتراف بالذنب: “نعم، لم أضع تأشيرات الدخول في جواز سفري الجديد.. ولاحقاً تم استدعاء ابنتي وزوجتي بجانبها للإدلاء باعترافها. وفي هذه المرحلة كان الرجل ذو الوجه السمين ودودًا للغاية”.

التحقيق انتهى

بعد ذلك أتت المحققة الرئيسية، لتقول لنا إنها ستنظر في اعترافاتنا، وتكتب تقريراً عن قضيتنا وترسله إلى السلطة العليا للحكم فيها، وفق ما قال ماثيو الذي عاد ليشعر بالقلق الكبير عندما قالت له إنّ النتيجة قد تستغرق أسابيع، فيما صلاحية التأشيرات تنتهي في غضون أربعة أيام. وأردف: “عدنا إلى المنزل مهزومين ومن دون أدنى فكرة عمّا سيحدث بعد ذلك، لكن على الأقل لم نفترق، ثم فجأة، وفي وقت مبكر من صباح اليوم التالي، تلقينا مكالمة هاتفية، مفادها: انتهى التحقيق. تم تمديد التأشيرة لمدة شهرين. قم بمراجعة مكتب الأمن.

وتابع: “ذهبنا في اليوم التالي، وإذ بالرجل صاحب الوجه الممتلئ ينتظرنا، وقد طُلب مني أنا وابنتي التوقيع وآداء بصمة الإبهام على كل صفحة من صفحات اعترافاتنا، والتي تتكون من عدة صفحات، لينتهي الأمر بمصافحة وابتسامة، وقد قدّمت لنا شهادة تفيد بأنّنا مذنبون بانتهاك التأشيرة”…

رحلة للخارج، لم أشعر بالسعادة

“تطور أخير في قصتي، حيث كان البرنامج الذي أعددته عن نظام الائتمان الاجتماعي في الصين والذي يستخدم التكنولوجيا الرقمية للسيطرة على السكان، يحصل على عشرات الملايين من المشاهدات حول العالم”، يقول ماثيو الذي أشار إلى أنّ المرأة الصينية التي كانت تتحدث إليه، هدّدت باتخاذ إجراءات قانونية ضدي في المحاكم المدنية بتهمة التشهير، وزوجها كان عضوًا ناشطاً في الحزب الشيوعي، في إشارة من هذه المعلومة إلى تخويفه وهيئة الإذاعة ABC؟

ويختم ماثيو: “تلقيت نصيحة من محامٍ أمريكي مقيم في بكين حثني على مغادرة الصين على الفور، إذ أنّه بمجرد رفع دعوى قضائية ضدّي، فسيتم تفعيل حظر الخروج، وزعم أن عشرات الأجانب يعيشون وضعاً مماثلاً، بعضهم عالق منذ سنوات”. ويتابع: “كنت أعدّ في الأيّام السابقة لمغادرة الصين إلى الأبد، لكن لم تكن هذه هي الطريقة التي أردتها لإنهاء رسالتي، تاركًا ورائي واحدة من أكبر القصص في العالم، والعديد من الأصدقاء الصينيين الجيدين، لكن ركوب الطائرة في ليلة باردة من ليالي ديسمبر على متن رحلة ليلية إلى سيدني مع عائلتي، لم يكن مريحاً أبداً”.