أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (روناك عادل)

قد يبدو العنوان صادماً لكن على مايبدو هذه هي الحقيقة ، ففي خطوة تصعيدية جديدة من قبل بريطانيا تجاه محاولاتها لإحتواء أزمة كورونا ،
رفعت الحكومة البريطانية يوم الاثنين مستوى الإنذار المتصل بفيروس كورونا المستجدّ كوفيد _19 ، مع تحذير كبار المستشارين الصحيين للحكومة من ان تشهد البلاد نحو 50 ألف اصابة يوميا منتصف شهر اكتوبر تشرين الأول المقبل ومن ارتفاع حالات الوفيات إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية وقائية لإحتواء تفشي الفيروس .

كريس ويتي كبير الاطباء المسؤولين في المملكة المتحدة أوضح أنّ معدلات الإصابة تحاكي الزيادة القوية في فرنسا وإسبانيا، وتتضاعف تقريبا كل اسبوع .

وقال نشهد معدل زيادة في غالبية ارجاء البلاد، وحضّ الناس على احترام القواعد الصارمة لجهة التباعد الاجتماعي.

وتابع انه في حال لم تغير بريطانيا التوجه الحالي سيتفشى الفيروس بوتيرة متسارعة اكثر واكثر .

مركز الأمن الحيوي المشترَك التابع للحكومة البريطانية قام في وقت لاحق برفع مستوى إنذار فيروس كرونا كوفيد-19 من ثلاثة إلى أربعة ليعكس بذلك الزيادة في عدد الحالات.

ويشير المستوى الثالث إلى أن وباء كوفيد-19 منتشر بشكل عام ، بينما يعني المستوى الرابع أن “انتقال العدوى مرتفع أو يرتفع بشكل كبير”.

ومن المتوقع أن يعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يوم الثلاثاء إجراءات أكثر صرامة لمحاولة تسطيح منحنى العدوى قبل أشهر من فصل الشتاء .

ووصف جونسون ارتفاع معدلات العدوى بانه “دافع لقلق كبير”.

وهناك إجراءات عدة تدرسها الحكومة البريطانية تشمل إغلاق المقاهي الليلية في بريطانيا مبكرا بعد انتشار صور لخروج أعداد كبيرة من الشبان البريطانيين ليلا في المدن البريطانية.

وزير الصحة مات هانكوك من جانبه صرح أنّ “فيروس كورونا ينتشر في بريطانيا . وان الشعب في نقطة تحول . وعلى الجميع ان يؤدي دوره ليسهم في وقف انتشار الفيروس .

وبريطانيا البلد الأكثر تضررا بالوباء في اوروبا مع 42 الف وفاة ، رغم فرض إغلاق وطني أدخَل البلاد في ركود اقتصادي غير مسبوق.

وبعد فترة هدوء في فصل الصيف، حضّت خلالها الحكومة الناس على الذهاب باستمرار للمطاعم والمحال التجارية لتحريك عجلة الاقتصاد، ارتفع عدد الحالات بسرعة ليصل لنحو 6000 حالة يوميا، وفق تعداد حكوميّ.

وسبق وحذر رئيس الوزرتاء البريطاني بوريس جونسون يوم الجمعة الماضي من أنّ المملكة المتحدة تواجه “موجة (وبائية) ثانية” مع مناطق اخرى في اوروبا.

ويواجه من يرفضون عزل أنفسهم في بريطانيا لوقف انتشار الفيروس غرامات تصل إلى 10 آلاف جنيه اي مايعادل نحو (13 ألف دولار امريكي ).

واوضح جونسون إنه اعتبارًا من يوم ال 28 من شهر أيلول/سبتمبر الجاري ، سيكون الأشخاص ملزمين قانونا بالعزل الذاتي إذا كانت نتيجة فحوصهم إيجابية أو تم إخبارهم من قبل برنامج التتبع التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية.

صحيفة تلغراف البريطانية افادت في وقت متأخر، من ليلة الاثنين، بأن رئيس الوزراء بوريس جونسون سيشجع البريطانيين يوم الثلاثاء على العودة للعمل من المنازل إن أمكن للمساعدة في احتواء تفشي فيروس كورونا.

وقال كبير المراسلين السياسيين بالصحيفة في تغريدة على موقع تويتر نقلا عن مصادر إن جونسون أبلغ نواب البرلمان بأن “التحرك الآن يعني عدم الاضطرار لاتخاذ إجراءات جذرية في وقت لاحق”.

وكان رئيس بلدية لندن صادق خان قال، يوم الاثنين، إنه اتفق مع قادة المجلس المحلي وخبراء الصحة العامة على عرض قيود جديدة لمكافحة فيروس كورونا على الحكومة المركزية في محاولة لوقف انتشاره في العاصمة.

تشمل الإجراءات تقليل ساعات فتح المقاهي الليلة وتوسيع نطاق فرض وضع الكمامات في وسائل النقل العام والمتاجر ليشمل أماكن عامة أخرى.

من جانب اخر أعرب خبراء مختصون، عن رأيهم الطبي بشأن خطط الحكومة البريطانية الطموحة لإجراء ملايين اختبارات فيروس كورونا يوميا في محاولة لمساعدة الناس على استئناف حياتهم الطبيعية، في حالة عدم وجود لقاح.

وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون، إنه يريد إجراء اختبارات جماعية أبسط وأسرع بكثير “في المستقبل القريب” لتحديد الأشخاص الذين ليس لديهم الفيروس حتى يتمكنوا من “التصرف بطريقة طبيعية أكثر بمعرفة أنهم لا يستطيعون إصابة أي شخص آخر”.

وقال جونسون إن الأشخاص الذين يحملون “جوازات سفر” سلبية يمكنهم بعد ذلك حضور الأحداث في أماكن مثل المسارح، وقال إنه “يأمل” أن تنتشر الخطة بحلول الربيع.

وأدلى جونسون بهذه التصريحات في الوقت الذي أعلن فيه عن إجراءات جديدة صارمة لمحاولة كبح الارتفاع الحاد الأخير في حالات الإصابة بفيروس كوفيد -19 في جميع أنحاء بريطانيا.

كما سيتم حظر التجمعات الاجتماعية لأكثر من 6 أشخاص في إنجلترا – سواء في الداخل أو في الهواء الطلق – وألمح جونسون إلى أن مثل هذه القيود ستظل سارية حتى نهاية السنة الجارية “.

لكن المتخصصين في مجال الصحة سارعوا إلى التشكيك في مزاعم الاختبارات الجماعية، ووصف أحد الخبراء الاستراتيجية – المعروفة باسم “عملية مون شوت” – بأنها “معيبة بشكل جوهري”.

وقال الدكتور ديفيد سترين، المحاضر الإكلينيكي في جامعة إكستر: “إنها تعتمد على تقنية غير موجودة حتى الآن”.

وأوضح أن اقتراح جونسون لاختبارات جديدة يمكن أن تعطي نتائج سريعة مثل اختبار الحمل “غير مرجح إن لم يكن مستحيلاً” بحلول فصل الربيع، وتلك التكنولوجيا ماتزال أبعد من أن يعوَل عليها.

وقال سترين “لقد ثبت أن التكنولوجيا الحالية تفشل في تحديد ما يصل إلى ثلث الأشخاص المصابين بكوفيد-19 في المرض المبكر. وبعد الاختبار الثاني الذي يُجرى بعد 48 ساعة، ما زلنا نفشل في تحديد أكثر من ربع الأشخاص”.
وتبقى الايام المقبلة كفيلة بتحديد هل ستنجح بريطانيا في كبح جماح تفشي فيروس كورونا داخل عموم ارجاء البلاد ؟