أخبار الآن | دبي ـ الإمارات العربية المتحدة 

كشفت الصحيفة الفرنسية “لو باريسيان” أن صحافيين صينيين هما “تشين تشيوشي” و”فانغ بين” لا يزالان في عداد المفقودين وذلك بعد تنبيه السكان الصينيين إلى حقيقة الكارثة الصحية في البلاد التي أحدثها فيروس كورونا.

الصحفيان الصينيان، بعد تحديهما للرقابة المفروضة من قبل الحزب الشيوعي وكشف نقاط الظل للأزمة الصحية لفيروس كورونا، غابت أخبارهما، فهل ما زالا على الأقل على قيد الحياة؟

عن هذا، قال رئيس منظمة مراسلون بلا حدود “بيير هاسكي” ، إن المعلومات عنهم شحيحة وإن اليقين الوحيد هو أنهم في أيدي السلطات الصينية.

آلية دعائية يقودها الحزب الشيوعي الصيني لرسم صورة بأن فيروس كورونا مستورد من خارج الصين

وبحسب الصحيفة الفرنسية فإن “تشين تشيوشي”، البالغ من العمر 34 عاما، صور في فبراير / شباط يوميات المستشفى في ووهان ، الذي كان يعج بمرضى الفيروس.

وبعد أن أصبحت مقاطع الفيديو الخاصة به متابعة بشكل كبير ، أصبح الرجل يشكل إزعاجا للسلطات الصينية , وهو ما اعترف به في مقطع فيديو قال فيه إنه خائف من النظام الصيني.

وفي 6 فبراير ، تم حذف حسابه الخاص من موقع المدونات ( Weibo ) وفي اليوم التالي ، تم إبلاغ والديه بوضعه في الحجر الصحي، ومنذ ذلك الحين ، لم يظهر له أثر.

 الصحفي المفقود “تشن تشيوشي” يتحدث عما يحدث في منطقة  ووهان مصدر ظهور فيروس كورونا

أما وضع “فانغ بين ” فهو مشابه إلى حد كبير لزميله، وفق توصيف “لو باريسيان”، إذ أصبح مشهورًا من خلال نشر مقطع فيديو في 1 فبراير/ شباط تجاوز مليون مشاهدة.

وأظهر فيديو “فانغ بين”، ثماني جثث لمرضى تم اكتشافهم أمام أو في مستشفى ووهان, وسببت تلك الصور المروعة صداعا للسلطات الصينية، ما أدى إلى مصادرة حاسوبه بعد استجوابه مطولاً.

وبحسب رئيس منظمة مراسلون بلا حدود، فإنه تم القبض على “فانغ بين” و”تشن تشيوشي” لكن من الواضح أن المنظمة لا تعرف مكانهما، وأكد أنهما يخضعان للاحتجاز التعسفي.

الإختفاء لم يقتصر على هذين الصحافيين ، بل طال أيضا طبيبة تدعى “أي فين” وهي مديرة الطوارئ بمستشفى ووهان، إذ تم إسكاتها بعد أسبوعين من انتقادها لرقابة النظام على فيروس كورونا في مجلة ( Ren Wu) .

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه إذا تم اعتقال المبلغين الآخرين، فإن الغموض يكتنف مصير الطبيبة , متسائلة عما إذا كانت تحت المراقبة . ورأت أنه من الصعب على السلطات أن تدخل طبيبا للسجن.

لهذا، طرح رئيس مراسلون بلا حدود سيناريوهين، إما أن تحتفظ بهم السلطات حتى يخف موضوع الأزمة الصحية, وفي هذه الحالة ، يمكن أن يطلق سراحهم في غضون أسابيع قليلة.

أما السيناريو الآخر المعتاد، بحسب رئيس مراسلون بلا حدود، فهو سماع المزيد عن أخبارهم لبعض الوقت، ثم بعد ستة أشهر يسمع الجميع أنه وجهت إليهم تهم التآمر .

مركز أبحاث بريطاني يطالب الدول المتضررة بمقاضاة الحزب الشيوعي بسبب فيروس كورونا

زيادة على هؤلاء، هناك رجل أعمال يدعى “رن تشي تشيانغ ” والمقرب من نائب الرئيس الصيني، مفقود منذ 12 مارس/ آذار بعد انتقاده علنيًا لافتقار النظام للشفافية في تعامله مع الوباء.

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن رجل الأعمال المفقود نشر تدوينة على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي، شبه فيها الرئيس الصيني “شي جين بينغ” بـ المهرج الاستبدادي.

نتيجة لذلك، وبعد اختفائه لما يقرب من شهر ، أصبح “رن تشي تشيانغ ” الآن محل تحقيق في انتهاك القانون ، بحسب ما أعلنته لجنة التفتيش التأديبي للنظام الصيني.

وخلص رئيس مراسلون بلا حدود إلى أن المحاكمات في الصين تُعقد خلف أبواب مغلقة , وتملى الأحكام الصادرة من قبل الحزب الشيوعي، متوقعا حدوث الأمر نفسه للصحفيين والمبلغين.

إقرأ أيضا:

حتى لا ينكشف تورطها بنقل العدوى إلى العالم.. الصين تشدد رقابتها على أبحاث علمية حول فيروس كورونا