أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة 

لم تكتف السلطات الصينية بحق الإيغور من احتجاز بعضهم في معسكرات الاعتقال وتهجير البعض الآخر فحسب، إذ تعمل على محو ثقافتهم وهويتهم بصفة نهائية على أرض الواقع. 

تنفيذا لسياستها، أمرت الصين سكان إقليم شينجيانغ ذو الأغلبية المسلمة بتحديث التصميمات الداخلية لمنازلهم عن طريق التخلص من الديكور العرقي التقليدي واستبداله بأثاث يشبه النمط الصيني. 

جاء ذلك ضمن حملة أطلقت عليها اسم “سانكسين” تُجبر الأقليات المسلمة الأخرى على التخلي عن المحراب وعن السجاد والوسائد التي يستخدمونها تقليديًا كأثاث في منازلهم واستبدالها بأرائِك وأسِرة ومكاتب .

وبحسب إذاعة آسيا الحرة، خُصِص لهذه الحملة ما يعادل 575 مليون دولار أمريكي لتحديث انماط حياة السكان في المنطقة . 

العملية هذه، تهدف جزئيًا إلى تدمير عناصر من تصميم الإيغور التقليدي ، بما في ذلك المحراب أو منافذ القبة المزخرفة أو تلك الأسقف الدالة على الاتجاه الصحيح للصلاة بحيث تكون مُيمَمة صوب مكة.

بالنسبة للذين لا يستجيبون للحملة، تلاحقهم  السلطات الصينية بتُهم التطرف الديني ويكون مصيرهم الاحتجاز في معسكرات الاعتقال، حيث يوجد حوالي 1.8 مليون من الإيغور منذ أبريل / نيسان 2017.

وفي شهادات متطابقة لسكان إقليم شينجيانغ، جمعتها إذاعة آسيا الحرة، فإن ما يزيد عن 80 في المائة من الأقليات المسلمة امتثلوا للحملة، خشية أن تطالهم يد الإعتقال .

وقد عادت هذه الحملة بالفائدة على أفراد من عرق “الهان” وهي قومية تمثل أغلبية الشعب الصيني، ممن يحترفون تجارة الأثاث والسلع المنزلية. 

وبغرض ضمان سير العملية بنجاح، شكلت الصين فرق مراقبة تتكون من موظفين حكوميين وضباط شرطة تتفقد منازل الإيغور للتأكد من انصياعهم للحملة.

ويظل رهان الصين من وراء الحملة على النجاح , طمس تقاليد الإيغور من حياتهم اليومية غير أنه ليس من السهل عليها أن تنتزع منهم هوية متوارثة عبر عقود من الزمن بإجراءات عقابية .

 

إقرأ المزيد:

“جمعية فضاء المولودية”‏ المغربية: نتضامن مع الإيغور للتأثير على الحكومات لكي تضغط على الصين