أخبار الآن | الصين – NPR

نشر موقع “npr” الإلكتروني تقريراً كشف فيه أنّ “السلطات الصينية تعمد إلى نقل المعتقلين من أقلية الإيغور المسلمة في شينجيانغ إلى السجون الرسميّة”.

وبحسب الموقع، فإنّ “سيدة تدعى آيبوتا زهانيبيك، تلقت مكالمة مفاجئة عبر تطبيق الدردشة الصينية WeChat، وكانت هذه المكالمة من أختها كونيكاي”.

وعرفت آيبوتا (35 عاماً) وهي من كازاخستان ومولودة في الصين أنّ “شقيقتها البالغة من العمر 33 عاماً، تم احتجازها لمدة 7 أشهر تقريباً في معتقل ضمن مقاطعة شوان الصينية في منطقة شينجيانغ. ولمدة 6 أشهر من ضمن مدة الإعتقال، أجبرت كونيكاي على صنع المناشف والسجاد دون مقابل. وبعدها، تمّ إطلاق سراحها وتسلّمت وظيفة في أورومتشي، عاصمة شينجيانغ.

ورغم أنّ هذا الخبر سار، إلّا أن آيبوتا علمت أنّ والدتها البالغة من العمر 65 عاماً، وتدعى توزهادا تشوماخان، حُكم عليها في يونيو/حزيران بالسجن لمدة 20 عاماً في سجن أورومتشي للنساء. ووفقاً للحكم، فإنّ تشوماخان أدينت بـ”استخدام الخرافات بطريقة غير مشروعة لخرق حكم القانون، والسعى للفوضى لتعطيل النظام الإجتماعي”.

مراقبة مستمرّة

وخلال الشهر الماضي، كشف العديد من الأشخاص الذين لديهم أقارب في معتقلات شينجيانغ أنّه “بدلاً من إطلاق سراح هؤلاء، تقوم السلطات بنقلهم إلى السجون الرسمية. أما الذين يتمّ إطلاق سراحهم، فهم ما زالوا تحت الرقابة الصارمة”.

وتقول آيبوتا أنّها “تفتقد أمها”، مشيرة إلى أنه “خلال الصيف المنصرم، تمكن أقاربها من الذهاب إلى مركز شرطة أورومتشي وإجراء مكالمات فيديو مع والدتها”. وتضيف: “أشار أقاربي إلا أنّ والدتهم تكاد تكون عمياء وعديمة الصلابة ونحيلة للغاية منذ احتجازها في 8 يونيو/حزيران 2018”.

ولا تزال آيبوتا تشعر بالقلق أيضاً بشأن شقيقتها على الرغم من إطلاق سراحها، وتقول: “لا أحد في وضع جيد. لقد تم إطلاق سراح أختي ولديها وظيفة، لكنها لا تزال تفتقر إلى الحرية. لا يمكنها الذهاب إلى حيث تريد. كيف يمكنك أن تقول أن الأمور تتحسن؟”.

وتغطي سيطرة الدولة الصينية جميع مجالات الحياة في شينجيانغ. تقول آيبوتا أنّ شقيقتها “تزوجت مؤخراً، ولكن كان عليها طلب إذن مسبق من الدولة. هل يمكنك تخيل الحاجة إلى طلب إذن بشأن مثل هذا القرار الشخصي؟”.

محاكمات شكلية

وكانت محاكم شينجيانغ أصدرت أحكاماً بالسجن لفترات طويلة وأحياناً تصلُ إلى 20 عاماً. والأهم أنّ هذه المحاكمات تأتي متسارعة وعلى صورة شكليّة، وفي الغالب تطال من هم لهم علاقة بالدين. وفي السياق، تشير شيخيدام ميمانوفا، أنّ “محكمة في المقاطعة حكمت على زوجها نورمايتي مايميتيمينغ بالسجن لمدة 17 عاماً، وهو الآن في السجن بمقاطعة شينيوان”.

وتروي شيخيدام تفاصيل العذاب الذي تعرض له زوجها. ففي إحدى الليالي من شهر أيار/مايو 2018، تمّ إخراج نورمايتي، وهو بائع سجاد، من منزله وتمّ وضعه في غطاء السيارة في مشهدٍ كان مرعباً لطفليه الصغيرين. تشير شيخيدام إلى أنه “جرى التواصل مع نورمايتي عبر مكالمات الفيديو، ووضعه سيء للغاية، إذ فقد الكثير من الوزن”.

ويقدر خبراء حقوق الإنسان أن 1.5 مليون مسلم من اليوغور وأعضاء من الأقليات العرقية الأخرى، بمن فيهم الكازاخستانيون المولودون في الصين، محتجزون في شينجيانغ منذ العام 2016. ويقول معتقلون سابقون إنهم أثناء احتجازهم، أجبروا على حفظ الدعاية الشيوعية الصينية وتعلم لغة الماندرين و تعرضوا أحياناً للاستجواب أو للضرب بعنف. وتزعم الحكومة أنّ “العمليات هذه هي جزء من إعادة التثقيف”، وتدافع عن حملة الإعتقالات ونظام المراقبة المتطور في شينجيانغ، كإجراءات ضرورية لمكافحة الإرهاب.

ويدّعي مسؤولون في شينجيانغ أن “معظم الأشخاص الذين تمّ اعتقالهم في مراكز إعادة التأهيل، عادوا إلى المجتمع وديارهم، و 90% وجدوا وظائف مناسبة”. غير أنّ أقارب بعض المعتقلين قالوا أنّه بمجرد مغادرتهم الإحتجاز، يبقون تحت المراقبة المستمرة.

مصدر الصورة: Getty