أخبارالآن | دبي – الامارات العربية المتحدة  ( ثورة نحاس)

في المقال الثاني هذا سوفُ نسردُ انتهاكاتِ مَلِكٍ آخرَ من ملوك التشبيحِ ، فمن لا يعرفُ أيمن جابر الممولَ الأولَ للدفاع الوطني والشبيحةِ في الساحل السوري.

يقولُ لي صديقي في مدينة جبلة الساحلية: نحن السوريينَ يُخيــّلُ لنا أن مناطقَ النظامِ  متماسكةٌ وهادئةٌ لكنَّ الحقيقةَ أنها تحولتْ إلى  ميلشياتٍ متناحرةٍ ومتناقضةٍ تُدار عن طريق النظامِ ، وأكثرُها يقودها مجرمون سابقون محكومون بالإعدام لارتكابهم جرائمَ قتلٍ أو تهريبِ مخدراتٍ ، وقد أفرج عنهم معَ بَدءِ الثورة السورية السلمية ليقودوا  فصائلَ الدفاعِ الوطنيِّ, التي يمولُها أمين جابر صهرُ كمالِ الأسد  ابن عم بشار الاسد, هذه الفصائلَ التي تضمُّ ثلاثةَ آلافِ شابٍ سوريٍ يبلغون من أعمارهم ما بين خمسَ عشْرةَ وثمانيِ عشْرةَ سنةً ، وفضلا عن  الهاربين من خدمة العَلَم الذين فضلوا التشبيحَ لترهيب الناسِ في المناطقِ المؤيدةِ على القتال في الجبهات ، وطبعًا من جميع الطوائف .

و يحكي لي صديقي : لم تختلفِ انتهاكاتُ أتباعِ النظامِ ضد الطائفةِ في الساحل منذ سنةِ اثنتي عشْرةَ وألفبن حتى اليومِ ، فعلى سبيل المثال منذ شهرين قُتلت مدرسةُ لغةٍ فرنسية على يد شبيح  حاول استدراجَها عدةَ مراتٍ إلى بيته ليتسلى معها بحَسَب قوله ,  وفي أثناء عودتِها من مدرستها أطلق الرصاصَ عليها على مرأى أفرادِ النظامِ الذين كانوا واقفين عند الحاجزِ، ولم يتدخلْ أحدٌ ، وحتى لم يروِ أحدٌ القِصة ، هذا فضلا عن اقتحام المحالِّ التجاريةِ، وكان آخرُها منذ مدة ، عندما حاول مسلحون من الدفاع الوطني  سرقةَ متجرٍ لبيع الموادِّ الغذائية في جبلة ، وحاولوا أخذَ البنتِ التي تبيعُ فيه لكنها استطاعتِ الإفلاتَ منهم بعد أن ضربتْ أحدَهم. استغل هذا المسلحَ القصة في تقديم شكوى للشرطة ضد الفتاة ، والحصولِ على تقرير طبي بأنها كسرت رجلَه , وقد حُوِّلَتِ الفتاةُ إلى المحكمة في اللاذقية ، واستطاع هؤلاءِ المجرمون شراءَ القاضي بالمال ، وتحويلَ القضيةِ لمصلحتهم ، فحكم القاضي على الفتاة  بالسَّجن ودفعِ تعويضٍ للشبيح المجرم الذي كسَبَ الدعوى .

داعش يستخدم موانع الحمل مع السبايا الايزيديات في العراق    

العاملات السوريات في تركيا .. بين الحاجة ومتطلبات السوق

الفروعُ الأمنيةُ في مدن اللاذقية وطرطوس وجبلة مقسمةٌ وَفقَ التبعيةِ منها لإيران ، وأخرى للنظام فنحن أمامَ أرضٍ مفتوحةٍ ، والذي يعارضُ يُدخلُ أهلَه في دوامــة أيِّ جهةٍ اقتادته ، أو يقتلُ بدم بارد .

و يقول لي الأسرُ العلويةُ المعارضةُ لا يمكنُها أن تقفَ في وجه  هؤلاءِ الشبيحةِ ، خاصةً أن أولادَهم أصبحوا معَهم أو سُحِبوا   إلى الجيش ضمن القواتِ الخاصةِ ، وهنا يأتي دورُ أيمن جابر في استغلال فَقرِ هذه الأسر وحاجتِها , ولا تَخفى على أحد أعمالُ الابتزاز لأرامل قتلى قواتِ النظامِ اللواتي لا يستطعنَ الاستنجادَ بأحدٍ ليستسلمنَ للأحداث أو ليُعتقلنَ في سجون الدفاع الوطني، وأخطرُ ما في القصة "ما حدا بيجيب سيرة هالشيء ".

و من خلال بحثنا على صفحاتِ التواصل الاجتماعي لم نرَ أيَّ ذكرٍ لأيِّ حادثةٍ أو حالةٍ أو انتهاكٍ اتُهِمَ بها النظامُ أو الدفاعُ الوطني

و يختم حديثَه لي : في مناطقنا اللحمُ يسيلُ في الطرقات ، ولا أحدَ يتكلمُ ! إما أنه يكتفي بالخروج من البلد ، أو الموتِ صامتًا .