موسكو، 25 فبراير 2014، وكالات 

اصدر القضاء الروسي الاثنين احكاما بالسجن تصل الى اربع سنوات بحق سبعة معارضين بتهمة القيام باعمال عنف خلال تظاهرة مناهضة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العام 2012، فيما ندد المدافعون عن حقوق الانسان والمعارضة بهذه الاحكام.ونددت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاثنين بالحكم القضائي ، واعتبرته يثير تساؤلات ان محاكمة معارضي بوتين غداة انتهاء الالعاب الاولمبية في سوتشي، تثير تساؤلات حول ممارسة حرية التعبير والتجمع في روسيا.


وحكم على المتظاهرين السبعة بعقوبات سجن تراوح بين سنتين وستة اشهر، واربعة اعوام. والمرأة الوحيدة التي كانت تحاكم في هذه القضية حكم عليها بالسجن ثلاث سنوات وثلاثة اشهر مع وقف التنفيذ والمتهمون الثمانية هم اندريه بارابانوف وستيبان زيمين ودينيس لوتسكيفيتش وياروسلاف بيلوسوف وارتيم سافيلوف وسيرغي كريفوف والكسندرا دوخانينا والكسي بوليخوفيتش وقد ادينوا الجمعة الماضي بتهمة المشاركة “باضطرابات واسعة” و”اعمال عنف ضد قوات الامن” في تظاهرة السادس من ايار/مايو 2012، عشية تنصيب بوتين لولاية ثالثة في الكرملين.

واستهجن محامو الدفاع على الفور هذه الاحكام واعلنوا انهم سيطعنون بها وصولا الى المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان.وقال ديميتري اغرانوفسكي احد محامي الدفاع “انه حكم قاس وغير مناسب” مضيفا “لقد استند الى الوضع السياسي وليس الى التهمة بحد ذاتها”. من جهتها قالت المنشقة السوفياتية السابقة ليودميلا الكسييفا التي جاءت لدعم المحكومين “انه حكم جائر، لقد حكم عليهم بتهم المشاركة في اضطرابات واسعة لم تحصل”.

ونقلت وكالة انترفاكس عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان المحكومين يستطيعون التقدم بطلب عفو لدى بوتين الذي سينظر فيه. وكما حصل الجمعة، تجمع مئات الاشخاص قرب مقر المحكمة الاثنين لدعم المحكومين ورددوا هتافات “الحرية” او “روسيا بدون بوتين”. وتم تعزيز الاجراءات الامنية بشكل كبير مقارنة مع الاسبوع الماضي مع ارسال وحدات من وزارة الداخلية وقوات مكافحة الشغب. وقالت شرطة موسكو لوكالة فرانس برس انه تم توقيف اكثر من 200 شخص الاثنين امام مبنى المحكمة “لمحاولتهم الاخلال بالامن العام”.

وبين هؤلاء ابرز معارض للرئيس الروسي وهو الكسي نافالني. وتم ايضا توقيف شابتين من فرقة بوسي رايوت اللتين افرج عنهما مؤخرا ناديجدا تولوكونيكوفا وماريا اليخينا. ومساء، تجمع بعض مئات من الاشخاص على مكان غير بعيد من ساحة قرب الكرملين كانت قوات الامن اغلقتها صباحا. وتم اعتقال عشرات الاشخاص بينهم من كان اعتقل صباحا قبل الافراج عنه. واعلنت الشرطة ان 300 شخص “حاولوا الاخلال بالنظام العام” تم اعتقال سبعين منهم. من جهتها، اكدت مجموعة “اوفدينفو” التي ترصد الاعتقالات وعمليات التوقيف ان “315 شخصا على الاقل” تم اعتقالهم في الساحة المذكورة والشوارع المجاورة لها. ونددت منظمة العفو الدولية بهذه الاعتقالات، وقالت ان “انتهاك السلطات الروسية لحرية التعبير وحرية التجمع لا تظهر اي مؤشر تراجع”.

وانتقدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاثنين الاحكام معتبرة انها “غير متكافئة”، مضيفة ان الاعتقالات التي قامت بها الشرطة الروسية تشكيل “مصدر قلق اضافي” وفي المجموع، وجهت اتهامات الى ثلاثين شخصا في “قضية بولوتنايا” اسم الساحة التي شهدت التجمع الهائل في وسط موسكو وانتهت بصدامات في السادس من ايار/مايو 2012 ضد تنصيب الرئيس فلاديمير بوتين في ولايته الرئاسية الثالثة.

واتهم البعض لالقائهم زجاجات بلاستيكية على رجال الشرطة وآخرون لقلبهم مراحيض عامة او مقاومتهم رجال الامن. وتؤكد النيابة ان 82 شرطيا جرحوا في هذه الصدامات التي يبقى سببها مجهولا اذ ان المعارضة تتهم قوات الامن باستفزاز المتظاهرين لتبرير قمع اي محاولة احتجاج. وجرح عشرات المتظاهرين ايضا في هذه التظاهرة. وفي اطار هذه القضية، حكم على معارضين اعترفا بالتهم الموجهة اليهما، بالاشغال الشاقة اربع سنوات ونصف لاحدهما وسنتين ونصف للآخر بينما تم العفو عن عشرة آخرين في كانون الاول/ديسمبر الماضي