يبدو أن كوريا الشمالية أجرت هذه التجربة النووية بعد أن فشلت أكثر من مرة في تجارب إطلاق صواريخ. وعليه، فالمحصلة هي أن بيونغ يانغ ترى الأمرين مرتبطين. بعبارة أخرى، لم يعد معنى لادعائها أنها تسعى إلى تقنية فضائية سلمية أو إرسال أقمار اصطناعية للاتصالات في مدارات حول الأرض.
لم تتوفر للآن معلومات عما إذا نجحت التجربة أو عن أي ضرر بشري أو مادي أو بيئي تسببت فيها. لكن بالنظر إلى عزلة كوريا الشمالية عن بقية العالم، وبالتالي عدم قدرتها الحصول على تقنية حديثة، فإن الاستنتاج المنطقي هي أن يُخشى من نتائج مثل هذه التجارب الذرية ليس فقط على المدى القريب وإنما لأجيال قادمة.
لا تزال كوريا الشمالية تستخدم تقنية روسية عفا عليها الزمن واستغنت عنها روسيا نفسها. إنه نظام لا يحترم حياة البشر أو البيئة ليس فقط ضمن حدوده وإنما أبعد من ذلك في المنطقة بما فيها الجارتان الصين وروسيا.

بالنظر إلى الإخفاقات المتوالية لتجارب إطلاق الصواريخ البالستية والتفجيرات النووية، فإن كوريا الشمالية تضع حياة الملايين في مرمى الخطر بمن فيهم دول مثل إندونيسيا ذات الأغلبية المسلمة. بيونغ يانغ لطالما تحدثت عن كون الغرب العدو الأكبر. إلا أن مدى صواريخها البالستية التي يسعون لتطويرها تغطي مساحات واسعة من العالم بما فيها دول عربية ومسلمة في الشرق الأوسط. هذا خطر لا يمكن للدول
العربية أن تغفله خاصة بالنظر إلى العلاقة السرية والمشبوهة التي تربط بيونغ يانغ بالنظام في إيران.

السؤال هو:صواريخ كوريا الشمالية أو أسلحتها النووية لا يمكن أن تكون ندا لقوة التحالف الدولي ضدها، وعليه من المقصود بهذه الأسلحة؟ وما الذي تسعى كوريا الشمالية إلى تحقيقه سوى أن تزيد من عزلتها وفقرها؟