إن قضاء وقتا أقل على شبكات التواصل الاجتماعي سيمنحك مجالا أوسع للالتفات إلى الأمور الجيدة التي تحصل في حياتك اليومية، لذا أقدم هنا ثلاثة أسباب قد تدفعك إلى الابتعاد عن قنوات التواصل الاجتماعي، ولو لفترة من الوقت.
هل فكرت في الابتعاد قليلا عن مواقع التواصل الاجتماعي والعودة لممارسة أنشطتك اليومية الصغيرة كما كنت تفعل في السابق؟ أخطر ببالك يوما أن التقليل من حضورك على الشبكات الاجتماعية من شأنه أن يعود عليك بالكثير من الفرص الحياتية؟

بالنسبة لي، فقد وجدت أنه كلما قضيت وقتا أقل على شبكات التواصل الاجتماعي كلما منحني ذلك مجالا أوسع للالتفات إلى الأمور الجيدة التي تحصل في حياتي اليومية، وأقدم هنا ثلاثة أسباب تدفع المرء برأيي إلى الابتعاد عن قنوات التواصل الاجتماعي، ولو لفترة من الوقت:

1.    أنها تضر باحترامك لذاتك:

رغم أن الأثر الذي قد تلحقه وسائل الإعلام الاجتماعي بتقديرك لذاتك لم تثبت صحته على أرض الواقع تماما، إلا أن دراسة بريطانية حديثة أثبتت أن 50% من مستخدمي هذه الشبكات يشعرون بحال أسوأ بعد تصفحهم لصور أصدقائهم وأخبار معارفهم عبر فيسبوك وتويتر. فمقارنة أنفسنا وانجازاتنا بما يحققه الآخرون قد يترك نوعا من المرارة وعدم تقدير الذات لدينا. وإن لم تكن على تواصل افتراضي دائم معهم فلن تعرف عن حياتهم وانجازاتهم، الأمر الذي قد يريحك كثيرا من القلق والتوتر.

2.    أنها قد تسبب لك ارتفاعا في ضغط الدم:

أتشعر بالانزعاج كلما رأيت أحد أصدقائك يكتب أمرا سخيفا ولا يقبله منطق؟ أتشعر بالضيق حين تدخل في نقاشات لا طائل منها مع العديد من المستخدمين الذين قد تعرفهم أو لا تعرفهم؟ إن وسائل الإعلام الاجتماعية مرتع للسلوكيات الخاطئة والأخطاء الإملائية والتباهي حول التافه من الأمور. قد يكون الوقت قد حان فعلا للابتعاد قليلا عن مثل هذه الأجواء المشحونة والمهاترات العقيمة. تأكد أن مثل هذا الأمر سيصب في مصلحتك على المدى البعيد.

3.    إن التواصل الالكتروني ليس بديلا  عن التواصل الحقيقي:

يقول ما يقارب من 40% من الأمريكيين إنهم يفوتون العديد من لحظات حياتهم الهامة وهم منشغلون في توثيقها وتسجيلها عبر العديد من التطبيقات الاجتماعية مثل انستاغرام وغيرها. وهم مهتمون بتلميع صورهم الافتراضية أكثر من الاستمتاع بكل لحظة من مناسباتهم الاجتماعية والعائلية. ومن العبث أن نفترض قطعا أن الحياة الالكترونية هي الأهم وأنه من الجيد أن نقضي مجمل الوقت في توثيق علاقاتنا الافتراضية والتواصل المستمر مع أصدقائنا عبر الانترنت. ويشير الواقع إلى أن 90% من الأفراد يلجئون فقط إلى الانترنت أثناء سعيهم في البحث عن عمل، بينما تشير الحقيقة إلى أن 70 إلى 80% من فرص العمل لا يتم تسويقها عبر الانترنت من الأساس.  كما أن العديد من الأشخاص باتوا يتجاهلون التأثير الايجابي لحضور الاجتماعات والمؤتمرات وورش العمل التي من شأنها أن تعرفهم على أشخاص جدد وتزيد من فرصهم الحقيقية في العثور على عمل جيد.

فإن كنت قد بدأت تلحظ أن الفوائد الفعلية التي تجنيها من قنوات التواصل الاجتماعي لم تعد ذات قيمة، لربما قد حان الوقت للابتعاد قليلا والعودة إلى العالم الحقيقي.

بقلم : جي مورين هيندسون / ترجمة: ربا زيدان