التميمي: إسرائيل قد تستغل الضربة الإيرانية وتنفذ غارات في العمق

نفذت إيران قبل يومين ضربة موجهة إلى إسرائيل بطائرات مسيرة أطلقت من العراق وسوريا واليمن إضافة إلى صواريخ باليستية، سقط بعضها في الأردن وأربيل بينما أسقطت القبة الحديدية الإسرائيلية البعض الآخر.

الضربة أو الرد الإيراني على مقتل أحد أبرز قادتها خلال استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، كما تزعم تقارير ووسائل إعلام بأنها كانت برضا الطرفين إلا أن ما يحدث هو تصعيد خطير في المنطقة.

ضربة إعلامية

أرادت إيران ضربة مركبة لا عسكرية فحسب، ولكن سياسية أيضا، بمعنى أنها أرادت ضربة تحظى بزخم إعلامي كبير، مع تحقيق أهداف عسكرية محدودة، من دون أن تؤدي إلى جرها لحرب شاملة، بمعنى كانت الضربة تسعى إلى صياغة موقف ردعي جديد لا يتطور إلى حرب أو تعريض عمقها ومصالحها الإستراتيجية داخل الأراضي الإيرانية لاستهداف إسرائيلي.

السياسي العراقي غيث التميمي: الفصائل المسلحة مارقة ومصدر قلق كبير على أمن العراق

من جهته قال الكاتب والسياسي العراقي غيث التميمي لأخبار الآن:

إن إيران تلوذ بأمريكا استعدادا لتجرع كأس السم مرة ثانية وهذا فحوى تصريح وزير الخارجية الإيراني عبداللهيان الذي قال:

“نحن نلوذ بالولايات المتحدة الأمريكية من أجل ضمان عدم اتساع نطاق الحرب” وإيران معذورة في ذلك لأنها من الناحية الفعلية وحيدة لا يقدر حليف روسي ولا صيني ولا غيره أن يقف مع طهران بوجه إسرائيل عسكريا.

وعليه فإيران تعرف الطريق جيدا وتلوذ بالولايات المتحدة الأمريكية وهنا يلعب الديمقراطيون لعبتهم مع إسرائيل عن طريق خلق لوبي ضغط فيه دول عربية وإسلامية وايران ذاتها تلتزم بقواعد اشتباك تهدف في النهاية إلى ضمان أمن وتفوق إسرائيل.

أتوقع التميمي أن تكون هناك صفقة إيرانية أمريكية وأن ثمن الدور الذي لعبته وتلعبه إدارة بايدن سيكون قبول إيران بتجرع كأس السم مرة ثانية والقبول بتفكيك المحور والدخول ضمن اتفاقية السلام مع إسرائيل ومقترح حل الدولتين، أو أن يكون رأس الولي الفقيه قربان نجاح هذه الصفقة، وأنه توقيت حرج لتقول الحقيقة كلمتها القاسية خصوصا وأن سعر الدولار تجاوز السبعة ملايين تومان.

وأكد التميمي: أن من يبدأ الحرب ليس بالضرورة هو الذي ينهيها، فايران بدأت الحرب ضد اسرائيل في 7 أكتوبر من السنة الماضية، لكنها كانت تحارب بالوكالة عن طريق أذرعها في المنطقة ولكنها الآن دخلت الحرب المباشرة مع إسرائيل وهذه اللحظة الفارقة في تاريخ إيران الثورة واسرائيل على السواء.

السياسي العراقي غيث التميمي: الفصائل المسلحة مارقة ومصدر قلق كبير على أمن العراق

لذلك اعتقد أن إعلان طهران عن انتهاء هجومها للرد على قصف قنصليتها في دمشق، لا يعني أن الموقف مماثل في تل أبيب، لقد انتظر الإسرائيليون هذه اللحظة طويلا وقد يستغلها اليمين الإسرائيلي في توجيه ضربات نوعية للعمق الإيراني حينها سنكون أمام وضع مختلف تماما.

السياسي العراقي غيث التميمي: الفصائل المسلحة مارقة ومصدر قلق كبير على أمن العراق

الفصائل المسلحة مارقة

قال الكاتب والسياسي العراقي إن بيان (المقاومة الإسلامية في العراق) بتاريخ 2024/4/12 يعلن صراحة أن هذه الجماعات مارقة على الوضع السياسي في العراق وهي مصدر قلق كبير على أمن واستقرار الدولة العراقية والمنطقة أيضاً.

وأضاف أن الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني، انتزعت الحكم من التحالف الثلاثي بقيادة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. بقوة السلاح في مجزرة الخضراء أثناء ثورة عاشوراء ولولا جنوح الصدر لحفظ الدماء وإنقاذ الشعب من حرب أهلية تجلب الخراب والإرهاب، لما تشكلت حكومة السوداني وكان البلد في وضع آخر.

وأضاف أنه في هذا التوقيت الحرج على صعيد المنطقة والعالم، خاصة فيما يحدث بين اسرائيل وايران ودخول المنطقة تحت ضغط حرب مفتوحة شاملة، هذا التوقيت يتوقع الجميع من قادة المقاومة الوطنية الدفع باتجاه تحصين الجبهة الداخلية والدولية لغرض حماية مصالح الدولة وأمن واستقرار الشعب، وهنا تكمن خطورة (المقاومة الإسلامية في العراق) وذلك لكونها غير عراقية.

السياسي العراقي غيث التميمي: الفصائل المسلحة مارقة ومصدر قلق كبير على أمن العراق

وعلى سبيل المثال: الحزب الشيوعي في العراق حزب البعث العربي الاشتراكي فرع العراق الثورة الإسلامية في ايران المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق الخلافة الإسلامية في العراق والشام المقاومة الإسلامية في العراق هذه النماذج تدل من الناحية اللغوية على ان الحدود الأيديولوجية لهذه الجماعات عابرة للحدود الدولية للعراق وأن العراق محطة في طريق أكبر وأوسع وهكذا بالنسبة لايران، فان الثورة إسلامية وحدودها الإسلام ولكنها حاليا موجودة في إيران ولديها مجلس أعلى للثورة في العراق وبقية دول المنطقة والعالم تحت مسمى محور المقاومة.

هذا المحور لا يؤمن بإيران الدولة وهو مارق عليها ايضاً، يستنزف مقدراتها وثرواتها في حروب عقائدية لن يحقق فيها إلا مزيد من الخراب والدمار على ايران وجميع الدول الحليفة للمحور على حساب ايران الدولة.