وزير الخارجية المصري الأسبق: ضبط النفس السبيل الوحيد لتجنيب المنطقة مزيدا من التصعيد

تبادلت إيران وإسرائيل الأحد التحذيرات من مغبة التصعيد بعد شنّ طهران هجوما غير مسبوق بالمسيرات والصواريخ على إسرائيل ردّاً على قصف قنصليتها في دمشق، في ظل إدانات غربية ودعوات إقليمية ودولية لضبط النفس خشية امتداد العنف الى مختلف أنحاء الشرق الأوسط.

وزير خارجية مصر الأسبق لـ"أخبار الآن": المنطقة لا تتحمل توترا إضافيا ولا تبعات التصعيد

الهجوم الذي أكدت واشنطن حليفة إسرائيل مشاركتها في التصدي له، أتى في خضم الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، والتي تثير منذ أشهر مخاوف من تصعيد إقليمي واسع النطاق، بينما وضعت طهران الهجوم في إطار الرد على قصف قنصليتها في دمشق في الأول من نيسان/أبريل، والذي أدى الى مقتل سبعة من أفراد الحرس الثوري الإيراني بينهم ضابطان كبيران.

بين التهديد من مغبة الرد والتأكيد على حالة التأهب، جاءت التصريحات الإيرانية الإسرائيلية بعد ساعات على الهجوم، إذ حذّر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من أن أي رد “متهور” لإٍسرائيل سيستدعي “ردا أقوى وأكثر حزما”، فيما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت “تأهب” بلاده في مواجهة عدوها اللدود.

في المقابل، نددت دول أوروبية عدة من بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا بالهجوم، داعية في الوقت ذاته الى ضبط النفس خشية اتساع النزاع، وهي الدعوة ذاتها التي صدرت عن دول إقليمية عدة أكدت كذلك ضرورة الالتزام بالتهدئة وعدم التصعيد لتجنيب شعوب المنطقة من تداعيات هذا التصعيد الخطير.

ضبط النفس.. السبيل الوحيد

في هذا السياق يؤكد وزير الخارجية المصري الأسبق ورئيس المجلس المصري للشئون الخارجية السفير محمد العرابي ضرورة ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر، والتي لطالما حذرت منه مصر.

وأضاف العرابي في تصريحات خاصة لـ”أخبار الآن” أن البيان المصري الذي أعربت فيه وزارة الخارجية المصرية عن قلقها تجاه إطلاق مسيرات هجومية إيرانية ضد إسرائيل، ومؤشرات التصعيد الخطير بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، يأتي في إطار عناية مصر باستقرار الأوضاع في المنطقة وعدم صرف الأنظار عن القضية الأساسية الآن وهي وقف إطلاق النار في غزه ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في غزة والضفة العربية.

 

وزير خارجية مصر الأسبق لـ"أخبار الآن": المنطقة لا تتحمل توترا إضافيا ولا تبعات التصعيد

لكن ماذا لو لم يتم الالتفات إلى دعوات ضبط النفس هذه؟.. إجابة هذا التساؤل تطرق إليها وزير الخارجية المصري الأسبق، حين شدد على أن المنطقة ليست بحاجة أبدا لحدوث توتر إضافي، ومن ثم فإنه يرى أنه ليس من مصلحة أحد الانجرار إلى مزيد من التصعيد.

العرابي أشار أيضا إلى أنه من المؤكد أن الأطراف الفاعله تعلم مخاطر هذا التصعيد جيدا وكذلك تكلفته.

وبحسب رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، السفير محمد العرابي، فإن ما جري في سماء منطقة الشرق الأوسط من هجوم بالمسيرات والصواريخ، هو ما سبق وحذرت منه مصر مراراً وتكراراً، والتي نبعت كذلك إلى  تداعيات حرب غزة على اتساع رقعة الصراع ودخول أطراف أخرى إلى حلبة النزاع.

وزير خارجية مصر الأسبق لـ"أخبار الآن": المنطقة لا تتحمل توترا إضافيا ولا تبعات التصعيد

وفيما يتعلق بالأسباب التي أدت إلى اتساع رقعة الصراع بمنطقة الشرق الأوسط، والمخاوف من حدوث توتر إضافي، يقول العرابي إن هذا الأمر يرجع لتمادي إسرائيل في انتهاكاتها بالمنطقة في ظل وجود غطاء قوي من بعض الدول الغربية.

وكانت وزارة الخارجية المصرية أصدرت بيانا أكدت خلاله أنها على تواصل مستمر مع جميع الأطراف المعنية لمحاولة احتواء الموقف ووقف التصعيد، وتجنيب المنطقة مخاطر الانزلاق إلى منعطف خطير من عدم الاستقرار والتهديد لمصالح شعوبها.

وأكدت أن التصعيد الخطير الذي تشهده الساحة الإيرانية الإسرائيلية حالياً ما هو إلا نتاج مباشر لما سبق من تحذيرات من مخاطر توسيع رقعة الصراع فى المنطقة على إثر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والأعمال العسكرية الاستفزازية التي تمارس في المنطقة.

 لا هدنة في غزة

ويأتي هجوم طهران في سياق وتيرة متصاعدة من التوتر والعداء بين إيران وإسرائيل، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وخلّفت الحرب آلاف القتلى والجرحى ودمارا واسعا وأزمة إنسانية حادة في القطاع أوصلت سكّانه البالغ عددهم 2,4 مليون شخص إلى حافّة الجوع، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وتستمر الحرب من دون أفق للتهدئة، فقد أعلن جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) الذي يتولى المفاوضات مع حماس بهذا الشأن، الأحد أن الحركة رفضت مقترح الوسطاء لهدنة تشمل الإفراج عن الرهائن في القطاع وإطلاق معتقلين فلسطينيين.

وكانت حماس قد أكدت ليل السبت أنها ردّت على المقترح، وأعادت تأكيد مطالبها القائمة على “وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش (الإسرائيلي) من كامل قطاع غزة وعودة النازحين الى مناطقهم وأماكن سكناهم وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات والبدء بالإعمار”.

وينص مقترح الوسطاء على إطلاق سراح 42 رهينة إسرائيلية في مقابل إطلاق سراح 800 إلى 900 فلسطيني تعتقلهم إسرائيل، ودخول 400 إلى 500 شاحنة من المساعدات الغذائية يوميا وعودة النازحين من شمال غزة، إلى بلداتهم، بحسب مصدر من حماس.