اغتيال أبو ماريا القحطاني في إدلب

أفادت الأنباء من إدلب شمال سوريا أن القيادي المخضرم في هيئة تحرير الشام، أبا ماريا القحطاني، قُتل في تفجير استهدف مضافة في سرمدا شمال إدلب.

ماذا نعرف عن الهجوم؟

وقع التفجير الساعة ١٠:٣٠ بالتوقيت المحلي، من دون أن يتضح بعد سببه. بعض الأنباء تقول إن التفجير تم بعبوة ناسفة فُجرت عن بعد، وترجح أن العبوة كانت داخل علبة فيها سيف أهدي إلى أبي ماريا الليلة الفائتة. أنباء أخرى تقول إن التفجير نجم عن انتحاري اقتحم المضافة.

ماذا نعرف عن اغتيال أبو ماريا القحطاني وقضية العملاء في هيئة تحرير الشام

الجولاني مع سيف عربي تم اهداءه له ويتداول أن العبوة الناسفة كانت بداخل علبة السيف

قضية العملاء

أبو ماريا القحطاني كان أرفع مسؤول يُسمّى في قضية العملاء التي هزت هيئة تحرير الشام منذ مارس العام الماضي. الهيئة اعتقلت الآلاف منهم كبار مسؤوليها العسكريين والإداريين بتهمة التخابر مع جهات خارجية. في أغسطس الماضي، اعتُقل أبو ماريا وجُرّد من مهامه. وفي نهاية العام، وردت أنباء أنه تعرض لتعذيب شديد أفقده وعيه حتى ظن البعض أنه مات.

ومع التحول في ملف العملاء مطلع العام، أطلقت الهيئة سراح معظم من اعتقلتهم وقدمت لهم تعويضات. رجّح التحول أن الجناح العسكري في الهيئة هدد بالتمرد إن لم يُحسم الملف بعد اعتقال قياديين عسكريين كبار.

في الأسبوع الأول من مارس الجاري، أطلق سراح القحطاني ضمن من أطلق سراحهم. ومنذ إطلاق سراحه وهو يستقبل المهنئين من عسكريين وعشائر بشكل شبه يومي. لكن لم يصدر أنه كان يفكر في اتخاذ خطوات ضد الهيئة.

لم يصدر أيضاً أنه سعى إلى الخروج من إدلب واللحاق برفيقه أبي أحمد زكور الذي كان الذراع الأخرى للجولاني قبل أن ينقلب عليه الرجل في ديسمبر الماضي عندما لوحق زكور وعائلته. زكور أعلن استقالته من الهيئة؛ والهيئة أعلنت عزله.

ماذا نعرف عن اغتيال أبو ماريا القحطاني وقضية العملاء في هيئة تحرير الشام

من أواخر صور للقحطاني عندما تم إطلاق سراحه في مارس الماضي

مأزق الجولاني

التحول في قضية العملاء رافقه خلافات حادة في جسم هيئة تحرير الشام وخاصة بين الجولاني والأمني الأول أبي أحمد حدود الذي قيل إنه اعتزل الجولاني احتجاجاً على إطلاق سراح المعتقلين وتنصل الجولاني من المسؤولية عن الاعتقالات والتعذيب الواقع في سجون الهيئة.

خلال الأشهر الماضية، اشتدت التظاهرات ضد هيئة تحرير الشام وزعيمها مطالبة بمجلس قيادة جديد في إدلب ومحيطها. فيما كثف الجولاني وكبار مساعديه – مثل الشرعي الأول عبدالرحيم عطون ومظهر الويس – لقاءاته مع المعتقلين السابقين ومع فعاليات شعبية خلصت إلى تغيير مسمى الجهاز الأمني في الهيئة الذي كان مسؤولاً عن الاعتقالات ليصبح ”إدارة الأمن العام“ تابعاً لوزارة الداخلية، والبدء بوضح مجلس شورى بدلاً من مجلس قيادة.

من قتل القحطاني؟

من معارضي الهيئة من يتهم الجولاني نفسه بالتخطيط للاغتيال؛ فيما يتهم آخرون أبا حدود. أما أنصار الهيئة فينفون اغتيال القحطاني حتى هذه اللحظة.

أظهر وجهه وغيّر بدلته العسكرية ..وثائقي أبو محمد الجولاني ورحلة الجهـاد الحديث