بحضور محمد بن راشد.. دبي تحتفي بـ”صناع الأمل” العرب

كرم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بحضور الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي.. صناع الأمل الأربعة المتأهلين لنهائيات مبادرة صناع الأمل بمكافأة مالية بقيمة مليون درهم لكل منهم، لتبلغ قيمة جائزة صناع الأمل 4 ملايين درهم.

وتوج الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، العراقية تالا الخليل بلقب “صانعة الأمل” الأولى في الدورة الرابعة من المبادرة الأكبر من نوعها لتكريم أصحاب العطاء في الوطن العربي، بعدما حصلت على أعلى نسبة تصويت في الحفل.

ووجه الشيح محمد بأن يكون جميع صناع الأمل الأربعة المتأهلون إلى نهائيات المبادرة فائزين باللقب، وهم إضافة إلى تالا الخليل، العراقي محمد النجار، والمغربي أمين إمنير، والمصرية فتحية المحمود.

أم المحاربين

لم تكن تعرف صانعة الأمل العراقية الدكتورة الصيدلانية تالا الخليل، أن اللحظة التي تطلب فيها إحدى الأمهات مساعدتها لإقناع طفلها بتناول طعامه وعلاجه، ستكون فارقة في مسيرة حياتها، فبعد أن تعلمت في دراستها خلط المركبات للحصول على دواء يعالج أوجاع البشر، أدركت أنها منذ هذه اللحظة أن عليها تعلم خلط أنواع أخرى من المركبات التي تعالج أرواح من أطلقت عليهم اسم المحاربين من الأطفال أصحاب الهمم، حيث كتبت معهم فصول قصة ملهمة بدأتها بتأسيس “أكاديمية المحاربين” في البصرة، وهي مؤسسة مجانية لرعاية ومساعدة الأطفال من أصحاب الهمم في العراق.

وتقول الفائزة بجائزة “صناع الأمل 2024″ لـ”أخبار الآن“: الفكرة الأساسية هي أنك تعيد بناء قيمة ذوي الهمم في العالم العربي بالكامل، لأن هذه الشريحة لا نراها أبعد من التقاطعات ووسائل التسول”

وتكمل: “عندما فاز ذوي الهمم معناه أن هذا الطفل شعر بقيمة نفسه، وأن جهده مقدّر، وأن العالم يراه”.

وتابعت: “الرسالة اليوم هي أنه يجب علينا التعلم كي نتكلم مع ذوي الهمم بطريقتهم، وأشكر الله أنه تم تسليط الضوء عليهم بشكل صحيح، فالهدف من المبادرة بشكل عام أن الأمل مازال موجود على الرغم من كل الأزمات والمأساة التي نعيشها”.

تعرّف إلى "صناع الأمل" العرب الذين حولوا اليأس إلى قصص نجاح وعطاء ملهمة

 

الشغف يصنع المستحيل

لم يكن يتخيل الكثيرون ممن يعرفون العراقي الدكتور محمد النجار “37 عاماً”، أن فقدانه لساقه في عام 2014، سيكون بادرة أمل لكثير من مبتوري الأطراف في العراق، بعد أن حول النجار، المستطيل الأخضر، إلى دافع قوي يجدد عبره الأمل ويستعيد به الثقة بالنفس والحلم بحياة جديدة بعد أن وضعت الحرب في العراق أوزارها.

يقول النجار لـ”أخبار الآن” : جميع القصص التي شاهدتها في هذا الحفل كانت مؤثرة وتمنيت الفوز للجميع، والغاية في النهاية هي خدمة الناس من دون مقابل.

وعن الذي يمنحه الأمل للمتابعة يقول النجار: “حب الحياة يعطينا الأمل وأنه نريد أن نستمر وأن لا نتراجع أو نيأس، ومن أجل الاستمرار لابد من العمل وبذل الجهد”.

تعرّف إلى "صناع الأمل" العرب الذين حولوا اليأس إلى قصص نجاح وعطاء ملهمة

استثمار النجاح

حول صانع الأمل المغربي أمين إمنير حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي إلى بوابة جديدة للعطاء، بهدف تحسين نوعية الحياة والارتقاء بالمستوى المعيشي للأسر الأقل حظاً في المملكة المغربية، ورغم إيمانه بأن هذا الطريق ليس سهلاً، لكنه لم ييأس وأصر على مواصلة صناعة الأمل، حيث يؤكد دوماً بأنه نذر حياته لمساعدة أبناء بلده.

وتبنى صانع الأمل المغربي رئيس جمعية أفتاس للتنمية والتعاون، الكثير من المبادرات والحملات الإنسانية التي تسعى إلى التخفيف من معاناة أبناء وطنه، حيث يقوم بتنظيم العديد من الحملات الإغاثية لتوزيع المساعدات على المحتاجين في المملكة المغربية، إذ تشمل هذه المساعدات الإغاثية توزيع الأضاحي والسلال الغذائية وحفر الآبار وبناء الجسور وغيرها من أعمال الخير.

ويقول بعد فوزه بالجائزة أنه لم يكن يتوقع ان يصل إلى منصة التتويج أو إلى هذا المستوى، حيث قدم الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة والشيخ محمد بن راشد على هذه المبادرة والجائزة وقال: ” هذه الجائزة تحفزنا وتشجعنا على الاستمرار، وتشجع شباب آخرين وتلهمهم على صناعة الأمل والسعادة.

وعن مشاريعه القادمة بعد الفوز يقول إمنير: ” سأقوم بمشاريع مدرة للدخل لكي يتم استغلال أرباحها في مشاريع خيرية”.

تعرّف إلى "صناع الأمل" العرب الذين حولوا اليأس إلى قصص نجاح وعطاء ملهمة

أم اليتيمات

وتجسد تجربة المصرية فتحية المحمود الملقبة بـ”أم اليتيمات” و”ماما فتحية”، نموذجاً ملهماً لاحتضان الأمل وتنشئته في مراحل تكوينه الأولى، من منطلق إيمانها بأن تعهد رعاية صناعة الأمل منذ مرحلة الطفولة يثمر عطاء في الكِبر، الأمر الذي دفعها لاستقبال 34 طفلة يتيمة في بيتها، لتكتب منذ العام 2005 فصول قصة سيدة ملهمة ونموذجاً لجنود الخير الذين وهبوا حياتهم لخدمة الفئات الأقل حظاً.

وتقول ماما فتحية لـ”أخبار الآن“: أملي اليوم صار مختلفاً وهو أن أرى بناتي يحصلون على الثانوية العامة ويدخلون الجامعة

وبدأت حكاية “ماما فتحية” التي أسست جمعية لمسة أمل لرعاية الأيتام، للاعتناء بالفتيات، أثناء وجودها في عزاء صديقتها، حيث شاهدت ابنتها وهي تجتهد في الدعاء لها، وهنا تبادر إلى ذهنها سؤال “من سيدعو لي بعد وفاتي؟!”، فوجدت أن هناك الكثير من الأطفال الأيتام بلا مأوى، ولا توجد دور كافية تحتويهم وتعتني بهم، وتمنحهم الاهتمام اللازم والحضن الدافئ لتخرج من داخلهم مواهب وطاقات تجعلهم مميزين بين أقرانهم في المجتمع، وتحقق لهم التوازن بين حالتهم النفسية والاجتماعية، فقررت البحث عن أطفال لكي تتبناهم.

وتستهدف مبادرة “صناع الأمل” الأفراد والفرق والمؤسسات غير الربحية الذين لديهم مبادرات أو برامج تعليمية أو صحية أو بيئية أو خدمية أو تنموية أو تثقيفية، موجهة إلى فئة أو شريحة مجتمعية بعينها، بهدف إحداث فرق إيجابي في حياتها والمساهمة في بناء واقع أفضل لها، الأمر الذي ينعكس على استقرار المجتمع وتعزيز أواصر التعاضد والتكافل الإنساني والمجتمعي ككل.

وتندرج مبادرة صناع الأمل تحت مظلة “مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية”، وتتبنى رؤية المؤسسة الساعية إلى صناعة الأمل في المنطقة والعالم، وتغيير واقع العالم العربي إلى الأفضل، ودعم الجهود الرامية إلى خلق فرص للعطاء، وفتح نوافذ للعمل والإبداع والابتكار، وحشد الموارد والطاقات للنهوض بالمجتمعات في شتى المجالات التنموية، والاستثمار في القطاعات التي تسعى إلى بناء الإنسان وتمكينه، والعمل من أجل توفير مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً ونماءً.