الجيش الروسي الإفريقي.. ليبيا بين رواية الدعم وحقيقة النهب

بدأت أرتال من الوحدات العسكرية بالقوات المسلحة الليبية تحت رئاسة أركان القوات البرية في التحرك بقوامها وآلياتها المتنوعة التي تصل إلى أكثر من 7 آلاف آلية و25 ألف عسكري إلى مدينة سرت.

تأتي هذه التحركات استعداداً للمناورة العسكرية البرية الأكبر في تاريخ ليبيا والتي سيتم تنفيذها بالذخائر الحية في الأيام القادمة، وفقًا لإفادة القيادة العامة للقوات المسلحة.

وتهدف المناورة إلى رفع كفاءة الضباط وضباط الصف والجنود والعمل على وضعهم في حالة استعداد وجاهزية مستمرة.

كما أكدت وكالة أنباء نوفا الإيطالية يوم الأربعاء الماضي أن أبناء خليفة حفتر، صدام وخالد، أرسلوا رجالا ومركبات عسكرية نحو صحراء سرت والجفرة.

وينظر إلى هذه الخطوة، التي تأتي قبل أيام قليلة من ذكرى ثورة 17 فبراير، على أنها عرض للقوة من قبل الضباط، بدعم من موسكو، بهدف تعزيز وجودها في ليبيا في تاريخ مهم لتاريخ البلاد الأخير.

دبابات سرت.. هل وصل "الجيش الروسي الإفريقي" إلى مقره الجديد؟

وذكرت نوفا، نقلا عن مصدر أمني من الجفرة، أن سلسلة من المركبات العسكرية انتقلت خلال اليوم الأخير لإجراء تدريبات في سرت والجفرة.

تشمل الألوية الرئيسية المشاركة في التدريبات “القيادة العامة” بقيادة خليفة حفتر، والوحدات الأمنية بقيادة خالد حفتر، ولواء طارق بن زياد بقيادة صدام حفتر، واللواء 128 بقيادة حسن الزادمة.

ووفقا لنفس المصدر، تهدف هذه المناورات إلى إرسال رسالة مفادها أن أبناء حفتر يسيطرون على الوضع، بوجود والدهم أو بدونه، وقادرون على فرض سيطرتهم العسكرية على المنطقة الشرقية من ليبيا.

وهو ما أكده حساب “مغاوير القيادة” الموالي لقوات حفتر وقيادات الجيش الليبي على حسابه في منصة إكس (تويتر) سابقًا، حيث نشر تغريده كتب فيها: “في حدث غير عادي من نوعه، الجمع السنوي لرئاسة أركان القوت البرية – غرفة عمليات سرت الكبرى”.

وأتبع: “بحضور رئيس الأركان البرية (مراجع العمامي) وآمر عمليات القوات البرية اللواء (صدام حفتر)، والعديد من القيادات العسكرية، لرفع الجاهزية تنفيذا لتعليمات القائد العام المشير (خليفة حفتر)”

وتضمنت التغريدة مقطع فيديو لاستعدادات الجيش الليبي.

ستشمل المناورات العسكرية، التي من المتوقع أن تجري بعد الـ 17 نمن فبراير، الطائرات المقاتلة الروسية الصنع من طراز ميج-29 ذات المحركين التي يقودها مقاتلون من مرتزقة فاغنر الروسية.

وهو ما أكده العديد من المغردين الليبيين الموالين والمعارضين لحفتر على منصة إكس (تويتر سابقًا) في تغريداتهم، حيث كتب سلطان: “وصول عدد من الدبابات الروسية T72 إلى مقر مليشيا طارق بن زياد التابعة لصدام خليفة حفتر عبر ميناء طبرق قادمة من روسيا”، وتضمنت التغريدة مقطع فيديو يُظهر وصول دبابات روسية من طراز T72 إلى ميناء طبرق الليبي قادمةً من روسيا.

فيما غرد حساب لمامي الموالي لقوات حفتر كاتبًا: “سرت الجيش العربي الليبي ..القوات المسلحة العربية الليبية بقيادة المشير الصنديد حفتر”، مرفقًا التغريدة بمقطع فيديو لمدرعات تابعة قوات حفتر في اتجاهها لمدينة سرت الليبية وعلى متنها الدبابات الروسية.

ثم أتبعها بتغريدة أخرى لقوات حفتر أثناء نقل الدبابات الروسية، وأظهر الفيديو خروج مدرعات حفتر من بوابة بلدة بنينا والتي تقع شرق مدينة بنغازي، مناطق نفوذ قوات حفتر.

ولكن لماذا تدعم روسيا قوات حفتر بكل هذه المعدات العسكرية وهي على أعتاب إتمام العام الثاني لغزو قواتها لأوكرانيا؟ ولماذا اختار حفتر “سرت” بالتحديد لإجراء المناورة الكبرى وفق رواية الجيش الرسمية؟ وهل هي مناورة بالفعل؟

لمعرفة إجابات هذه الأسئلة دعونا نتعرف على الجيش الروسي الإفريقي؟

“الجيش الروسي الإفريقي” تشكيل عسكري روسي تم الكشف عنه مطلع عام 2024 ليكون بديلا عن مرتزقة “فاغنر” الروسية، ويعكس هذا البرنامج سعي روسيا لتوسيع نفوذها العسكري في القارة الإفريقية، ومنحه شرعية الوجود الرسمي والعلني في مواجهة الحضور الأوروبي والأمريكي.

مقر القيادة المركزية

يتوزع الجيش بين 5 دول إفريقية هي ليبيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى والنيجر. وتحتضن ليبيا المقر المركزي وذلك لعدة عوامل منها: نشاط عناصر فاغنر سابقا في مدينة سرت التي تبعد 450 كيلومترا شرق العاصمة الليبية طرابلس، إذ كانوا يتمركزون في قاعدة “القرضابية” الجوية وميناء سرت البحري، إضافة إلى قاعدة “الجفرة” الجوية (جنوب)، وقاعدة “براك الشاطئ” الجوية التي تبعد 700 كيلومتر جنوب طرابلس.

ومن عوامل اختيار ليبيا أيضا لتكون مقرا لهذا الفصيل من الجيش ارتباطها بساحل البحر المتوسط، وهو موقع إستراتيجي لضمان خطوط الإمدادات العسكرية وتحركات العناصر التابعة للفيلق إلى الدول الأفريقية الأخرى.

دبابات سرت.. هل وصل "الجيش الروسي الإفريقي" إلى مقره الجديد؟

الجيش الروسي الإفريقي.. التعداد والقيادة

تتبع إدارة “الجيش الروسي الإفريقي” سلطة الإدارة العسكرية الروسية مباشرة، ويشرف عليه الجنرال يونس بك يفكيروف، نائب وزير الدفاع الروسي.

تتكون النواة الأساسية لجيش روسيا الإفريقي من مجموعات فاغنر، إذ تم دمج عناصر منها في قيادات الصفين الثاني والثالث داخل الجيش الروسي الجديد، إضافة إلى مزيد من العناصر في نطاق قوة عسكرية لا تقل عن 40 إلى 45 ألف مقاتل، كما يتكون الجيش من فرقتين إلى 5 فرق حسب القدرات القتالية وحجم العناصر.

التجنيد وضمان الولاء

حسب بعض المراقبين والمحللين فإن الفيلق يضم من 40 إلى 45 ألف مقاتل. وقد بدأت عمليات الانتداب والتجنيد في ديسمبر/كانون الأول 2023 في عدد من الدول الإفريقية وفي روسيا، ونُشرت إعلانات التجنيد منذ الأيام العشرة الأولى من الشهر نفسه في القنوات العسكرية على تطبيق تليغرام.

ومن المتوقع ألا يفك “الجيش الروسي الإفريقي” ارتباطه كليا بمجموعة فاغنر، إذ منحت أولوية الانضمام لأفراد من مرتزقة فاغنر الروسية الذين يشكلون تقريبا نصف العدد الإجمالي لأفراد الجيش، ثم إلى المقاتلين الروس الذين شاركوا في الغزو الروسي لأوكرانيا.

كما فتح الباب أمام العسكريين والمقاتلين الأفارقة الذين يتمتعون بقدرات قتالية عالية وبكفاءات متعددة منها قيادة المركبات القتالية والدبابات وقيادة الطائرات المسيرة وأنظمة الرادار ومنظومات الدفاع الجوي.

ومن المحتمل أن يضم الجيش الروسي الإفريقي جنسيات متعددة، منها الروسية والسورية وجنسيات إفريقية مختلفة.

وتناهز رواتب المقاتلين في “الجيش الروسي الإفريقي” 3200 دولار، مع إمكانية تلقيها بالعملات الأجنبية في الخارج، إضافة إلى الحصول على الرعاية الطبية وعدد من الامتيازات الاجتماعية، فضلا عن التأمين على الحياة والتأمين الصحي على حساب الميزانية الروسية الفيدرالية.

الجيش الروسي الإفريقي.. الذهب والنفط “ثروات إفريقيا المنهوبة”

في سنة 2023 تمكنت روسيا من الدخول سياسيا بشكل قوي إلى عدد من الدول الإفريقية التي كانت تحت الهيمنة الفرنسية تاريخيا واقتصاديا وحتى عسكريا.

وقدمت روسيا نفسها مناصرة للاستقلال الإفريقي من الاستعمار الأوروبي، عن طريق دعم الأنظمة السياسية الصاعدة المناهضة للوجود الفرنسي في بعض البلدان مثل بوركينا فاسو والنيجر ومالي وأفريقيا الوسطى.

من الناحية السياسية ونظرا لتغير موازين القوى التي كانت مؤشرا على أن المنطقة مقدمة على تحولات جديدة يسعى الروس للاستفادة منها بقوة، لا سيما أنهم يجدون دعما في دول الساحل والصحراء، ومن قوى إقليمية مهمة تشترك مع موسكو في التوجهات السياسية وفي خطط التموقعات الجيواستراتيجية الجديدة.

دبابات سرت.. هل وصل "الجيش الروسي الإفريقي" إلى مقره الجديد؟

أما من الناحية الميدانية فإن تشكيل “الجيش الروسي الإفريقي” يتيح لوزارة الدفاع الروسية العمل على مواجهة النفوذ الغربي وتدارك مكانة موسكو في إفريقيا بعد 3 عقود من فكها الارتباط بالقارة السمراء، منطلقها في ذلك تأكد الكرملين أن الولايات المتحدة وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) هم المعارضون الرئيسيون للوجود الروسي في إفريقيا، بما في ذلك فرنسا.

كما أن هدف “الجيش الروسي الإفريقي” المعلن هو المساعدة في مواجهة النفوذ الاستعماري الجديد للغرب على الدول الإفريقية ذات السيادة وحماية مواقع البترول والذهب التي استطاعت فاغنر الوصول إليها سابقا، إضافة إلى تزويد المجموعات المناهضة للوجود وللسياسات الغربية داخل الدول الإفريقية بالأسلحة والتدريب لدعم عمليات الانفصال عن فرنسا -المستعمر التاريخي للقارة- وأيضا الأنظمة الإفريقية التي تقع تحت السيطرة الأمريكية والحلفاء الأوروبيين.

ويرتبط “الجيش الروسي الإفريقي” بشكل مباشر ماليا وتنظيميا بالنظام الروسي بعد اعتماد تعديلات على قانون ميزانية القوات المسلحة الروسية في ديسمبر/ كانون الأول 2023، تسمح للحرس الروسي بأن تشمل صفوفه تشكيلات من المتطوعين والأجانب، ولكن يظل المصدر الرئيسي لتمويل قوات الجيش الإفريقي هو مناجم الذهب وحقول النفط الإفريقية الواقعة تحت سيطرة مرتزقة فاغنر ما قبل مقتل يفغيني بريغوجين، والتي كانت سببا في ازدياد نفوذ قائد المرتزقة السابق وسط مقاتلي فاغنر، وهو ما أحدث الخلافات داخل أروقة الكرملين، لذا حرص بوتين على ضمها تحت لواء القوات الروسية حتى تصبح السيطرة المالية تابعة للكرملين، ويبقى ولاء مقاتلي الجيش الروسي الإفريقي للرئيس الروسي فقط، تجنبًا لما حدث في السابق.

الجيش الروسي الإفريقي.. التواجد في ليبيا

وفي تعليق سابق للخبير والمستشار العسكري السابق للقائد الأعلى للجيش الليبي عادل عبد الكافي لوكالة أنباء الأناضول في الخامس من يناير الماضي قال إن “الخطوات الفعلية لإنشاء الجيش الروسي الإفريقي بدأت بعد اغتيال مؤسس “فاغنر” يفغيني بريغوجين (تحطم طائرة في أغسطس/ آب الماضي)، واتخذت وزارة الدفاع الروسية خطوات للتفاهم مع حفتر بشأن التعامل مع القيادات الجديدة لفاغنر”.

وأضاف عبد الكافي أن “الدفاع الروسية اتخذت خطوات أخرى لإنشاء الجيش، بينها أن تكون ليبيا مركزه الرئيس، وتم التفاهم مع حفتر خلال زيارات يفكيروف المتكررة إلى (مدينة) بنغازي (شرق)”

وأوضح أن “الجيش يضم عناصر روسية وسورية وإفريقية؛ نظرا للمهام التي ستوكل إليه، وهي مزيد من التغلغل في إفريقيا تحت مسميات، بينها حماية مواقع البترول والذهب التي استطاعت فاغنر الوصول إليها”.

عبد الكافي تابع: “ومن مهام الجيش أيضا، تزويد مجموعات من المتمردين داخل الدول الإفريقية بالأسلحة لدعم عمليات التمرد؛ فروسيا انتهجت سياسة الحرب الهجينة على مستويات منها دعم المجموعات المتمردة والانفصالية.. أي الحروب غير التقليدية والتقليدية”.

وزاد بأن “نواة الجيش هي مجموعات فاغنر، وتم إدماج عناصر منها قيادات الصفين الثاني والثالث داخل الفيلق، بالإضافة إلى مزيد من العناصر، فنحن نتحدث عن قوة لا تقل عن 40 إلى 45 ألف مقاتل، إذ يتكون من فرقتين إلى خمس فرق حسب القدرات القتالية وحجم العناصر”.

وروسيا لديها الإمكانية لتجنيد مزيد من العناصر، واستراتيجية واضحة وهي التغلغل في إفريقيا والإطاحة بأنظمة كانت موالية للولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين، إذ تسعى إلى إقامة أنظمة أخرى عير دعم عمليات التمرد والانفصال”، كما أردف عبد الكافي.

الجيش الروسي الإفريقي.. دعم لقوات حفتر أم سياسة توسعية روسية

قال عبد الكافي إن “روسيا يعنيها التواجد في ليبيا لارتباطها بساحل البحر المتوسط، وهو موقع استراتيجي لإيصال الإمدادات العسكرية والعناصر التابعة للجيش إلى الدول الإفريقية الأخرى”.

وأضاف أن “ليبيا ممر رئيس، خاصة في ظل تقارير أكدت اتجاه روسيا لإنشاء قاعدة بحرية في مدينة طبرق (شرق) لتكون نقطة تمركز، لتسهيل وصول البوارج والقطع البحرية المحملة بالأسلحة والعتاد ومنظومات الدفاع الجوي”.

وبعد إنشاء القاعدة البحرية، بحسب عبد الكافي، “سيتم الدفع بكل الإمدادات إلى الوسط الليبي الذي أصبحت روسيا تهيمن عليه بشكل كبير من خلال تمركزها في قاعدة الجفرة (وسط) وبعض القواعد والمهابط الترابية في وسط وجنوبي ليبيا”.

وحذر من أن “تواجد الفيلق في ليبيا يشكل مخاطر على دول الجوار؛ فليبيا ستتحول إلى قاعدة انطلاق باتجاه هذه الدول والدفع بالمعدات والأسلحة نحو الدول الإفريقية”.

عبد الكافي شدد على أن “روسيا تعمل على هذه الاستراتيجية بقوة وتستغل الحرب (الروسية) المشتعلة في أوكرانيا (منذ 24 فبراير/ شباط 2022) والحرب (الإسرائيلية) على غزة (منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي).

وتابع: “بتواجده داخل ليبيا سيكون للجيش الروسي الإفريقي تأثير محتمل على الانتخابات المرتقبة ودعم عمليات التمرد الإفريقي، وهو المشهد السائد عبر دعم روسيا لتمرد حفتر وحركات التمرد الإفريقية الأخيرة.

قوات حفتر إلى سرت.. مناورة كبرى أم عملية عسكرية مرتقبة

بعد أن علمنا الدافع خلف الدعم الروسي لقوات حفتر المتوجهة إلى مدينة سرت في الغرب الليبي، إليكم أرقام وحقائق عن عملية حفتر المرتقبة:

  • المنطقة التي ستتمركز بها قوات حفتر هي منطقة قرارة أم البقر.
  • عدد 40 دبابة طراز T72 “روسية الصنع”.
  • عدد 5 منظومات دفاع جوي طراز S300 “روسية الصنع”.
  • مجموعة متنوعة من البنادق والأسلحة الخفيفة لقوات المشاة “روسية الصنع”.
  • سيشارك بالعملية قوات تابعة للجيش الروسي الإفريقي تحت قيادة الجنرال يونس بك يفكيروف

الجيش الروسي الإفريقي.. النشاط في سرت

إذا أمعنت النظر ولو لبرهة من الزمن في حجم ونوع العتاد العسكري الروسي المقدم من موسكو لحفتر بالتزامن مع العمليات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، يجب عليك أن تقف لحظة لمعرفة، ما الدافع الذي حرك الكرملين للمضي قدمًا في سرت؟

وللإجابة عن هذا التساؤل نجد أنفسنا أمام 3 احتمالات فقط لا غير، وهذه الاحتمالات هي التي يتم تتداولها الآن داخل الأوساط الليبية.

دبابات سرت.. هل وصل "الجيش الروسي الإفريقي" إلى مقره الجديد؟

الاحتمال الأول

هو أن قوات الجيش الروسي الإفريقي قررت تقديم الدعم اللوجيستي والتقني والفني لقوات حفتر في سرت الليبية من أجل التوجه غربا نحو مصراتة من أجل طرد القوات التركية وحكومة الدبيبة.

وهو ما أكده بعض المغردون على منصة إكس (توتير) سابقًا، فكتب حساب ليبيا لايف: “القوات البرية بقيادة اللواء الخجول خالد حفتر واللواء طارق بن زياد المعزز بقيادة اللواء البطل صدام خليفة حفتر وبالتحالف مع القوات الروسية الصديقة والقوات المصرية الشقيقة في طريقهم إلى سرت لوضع اللمسات الأخيرة للمعركة الفاصلة لتحرير كامل التراب الليبي من الاستعمار التركي العثماني”. وأرفق التغريدة بمقطع فيديو لتقدم قوات حفتر باتجاه سرت.

الاحتمال الثاني

هو أن قوات حفتر تسعى إلى بسط سيطرتها على القطاع الشمالي للبلاد وتضييق الخناق على طرابلس مقر القبائل الموالية لسيف الإسلام القذافي، والتي تمكنت من هزيمة حفتر سابقًا في عام 2020 وطردت قواته من محيط العاصمة الليبية.

حيث كتب حساب خلف الستار ماذا يدار: “لا أحد يقتنع بأن الاحتفالات لا تأتي في بنغازي وتأتي في سرت إلا إذا كان هناك عمل عسكري على مصراته ثم طرابلس”.

الاحتمال الثالث

وهو أن قوات حفتر مدعومة من روسيا هي من أقدمت على دفع حفتر بالاتجاه نحو مصراته وطرابلس وعملت على إغراء حفتر بالسيادة الكاملة على الأراضي الليبية وليس الأجزاء الشرقية المتاخمة للحدود المصرية فقط، وذلك من أجل إنشاء قاعدة تمركز “الجيش الروسي الإفريقي” على الحدود الغربية للدولة الليبية.

وإذا أمعنا النظر قليلًا في هذا التحليل الأخير سنجد أن سياسات الكرملين الأخيرة تؤكد قوة هذه الاحتمالية وذلك لأن قائمة الدول التي أعلنت روسيا عمل جيشها الإفريقي فيها هي : ليبيا، النيجر، مالي، بوركينا فاسو و إفريقيا الوسطى – وتجدر الإشارة إلى أن ثلاثة من أصل تلك الدول هي دول حدودية محاذية للجزائر، الدولة التي تهافت عليها الغرب الأوروبي بعد العقولات الموقعة على موسكو جراء غزو أوكرانيا والتي طالت النفط والغاز الروسي، وبالتالي لجأت عديد الدول إلى الجزائر للاستفادة من ثروات ترابها.

فليس مستبعدًا أن تسعى روسيا لزعزعة الاستقرار الجزائري وتغيير الحكم في البلاد كما فعلت في مالي والنيجر وبوركينا فاسو من أجل السيطرة على حقول الغاز الجزائرية.

ونستدل على ذلك من تغريدة خالد الحايك الذي كتب في حسابة على إكس: “هل تعلم أن هذه الصورة تسببت في إرتجاف مصاحب بخفقان قوي لدى شنقريحة كاد يسبب له جلطة؟ فالجنرال “يونس بك يوفكوروف” نائب وزير الدفاع إلتقى بالمشير خليفة حفتر في مدينة بنغازي للإعداد لإطلاق “الفيلق الروسي الإفريقي” الذي سيتخذ من شرق ليبيا مركزا له لإدارة عملياته في أقطار القارة السمراء. وسيتمركز هذا الفيلق (بديل شركة فاجنر العسكرية) في خمسة دول هي ليبيا، النيجر، مالي، بوركينا فاسو و إفريقيا الوسطى، والملاحظ أن ثلاثة من هذه الدول محاذية للجزائر الغنية بالغاز والنفط والمعادن الثمينة. وفي حال ترنح “نظام لا وزن ولا هيبة” من المتوقع أن ينخرط هذا الفيلق الروسي في عملية إعادة توزيع الغنائم بين القوى الكبرى”.