نتنياهو يريد مواصلة “الضغط العسكري” في غزة رغم مقتل ثلاث رهائن

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت أنه يريد مواصلة “الضغط العسكري” على حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، رغم التظاهرات التي أثارها مقتل ثلاث رهائن “عن طريق الخطأ” برصاص الجيش الإسرائيلي.

وصرّح نتنياهو في مؤتمر صحافي “شعرت بحزن شديد. أحزن ذلك الأمة بأكملها”.

بعد مقتل الـ3 رهائن.. بماذا يفكر نتنياهو عن المرحلة المقبلة للحرب في غزة؟

لكنه أضاف “رغم كل الحزن العميق، أريد أن أوضح أمرا: الضغط العسكري ضروري لإعادة الرهائن وضمان النصر على أعدائنا”.

وأورد العديد من وسائل الإعلام أنه بعد مقتل الرهائن، تعتزم السلطات الإسرائيلية العودة إلى المفاوضات.

ودون أن يتحدث بوضوح عن احتمال استئناف المفاوضات، قال نتنياهو مساء السبت “التوجيهات التي أعطيها لفريق المفاوضين مبنية على هذا الضغط وبدونه لا نملك شيئا”.

بعد مقتل الـ3 رهائن.. بماذا يفكر نتنياهو عن المرحلة المقبلة للحرب في غزة؟

وذكر موقع أكسيوس الإخباري الجمعة أن مدير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنياع يتواجد في دولة أوروبية مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لمناقشة هدنة ثانية تقود إلى تبادل رهائن وأسرى. وأورد الموقع الإلكتروني لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أنه تم عقد اللقاء.

وكان الرهائن الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي من بين نحو 240 شخصا خطفتهم حماس خلال الهجوم الذي شنته على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأسفر عن مقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم من المدنيين. ولا يزال 129 رهينة محتجزين في غزة بعد عملية التبادل خلال هدنة الأيام السبعة، وفق السلطات الإسرائيلية.

بعد مقتل الـ3 رهائن.. بماذا يفكر نتنياهو عن المرحلة المقبلة للحرب في غزة؟

ردت إسرائيل على الهجوم الأسوأ في تاريخها بعملية جوية وبرية على غزة، وتعهدت “القضاء” على حركة حماس التي تحكم القطاع.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة الجمعة أن 18 ألفا و800 فلسطيني، تشكّل النساء والأطفال نحو 70 بالمئة منهم، قتلوا في القصف الإسرائيلي على غزة منذ اندلاع الحرب.

راية بيضاء

بحسب العناصر الأولى للتحقيق التي كشفها الجيش الإسرائيلي السبت، كان الرهائن الثلاث في منطقة تتعرض فيها قواته لكمائن عدة. وهم لوحوا براية بيضاء وتحدثوا بالعبرية.

وقال مسؤول عسكري في تصريح لصحافيين إن “أحد الجنود رصدهم عندما ظهروا. لم يكونوا يرتدون قمصان تي-شيرت وكانوا يحملون عصا وفي جزئها الأعلى قماشة بيضاء. شعر الجندي بتهديد فأطلق النار (…) وقُتل اثنان (من الرهائن)”.

وتابع “أصيب آخر على الفور وهرع إلى المبنى”، موضحا أن الجنود سمعوا بعد ذلك “استغاثة بالعبرية”.

رغم أن قائد الكتيبة أعطى أمرا بوقف إطلاق النار، فتح الجنود النار مجددا ما أدى إلى مقتل الشخص الثالث، بحسب المسؤول الذي قال إن الواقعة “تتعارض مع قواعد الاشتباك الخاصة بنا”.

بعد مقتل الـ3 رهائن.. بماذا يفكر نتنياهو عن المرحلة المقبلة للحرب في غزة؟

ومساء السبت، حثت عائلات رهائن الحكومة الإسرائيلية على التحرك بسرعة لضمان إطلاق سراحهم.

قال روبي تشين والد إيتاي تشين وهو رهينة يبلغ 19 عاما “يبدو الأمر كأنه لعبة الروليت الروسية: من سيكون التالي الذي يعلم بوفاة أحد أفراد أسرته؟ نريد أن نعرف ما هو الاقتراح المطروح على طاولة الحكومة”.

من جهته، قال المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، أبو عبيدة إن الجيش الإسرائيلي يعرف جيدا شروط حماس للإفراج عن الرهائن، مشددا على عدم الإفراج عن أي رهينة ما لم تلب الشروط.

وفي نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، أتاح وقف إطلاق النار لمدة أسبوع إطلاق سراح حوالي 100 رهينة و240 أسيرا فلسطينياً تعتقلهم إسرائيل.

معارك عنيفة

صباح السبت، تحدّثت حركة حماس عن “معارك عنيفة” تدور عند محور جباليا (شمال)، وعن ضربات إسرائيلية وقصف مدفعي في خان يونس التي أصبحت محور الاشتباكات في جنوب القطاع.

وقُتلت أم وابنتها السبت برصاص جندي إسرائيلي في المجمع الذي يضم الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في مدينة غزة، ما أثار غضب البطريركية اللاتينية في القدس.

يضطر الكثير من المدنيين إلى البقاء في منطقة صغيرة في جنوب قطاع غزة حول رفح على أمل الاحتماء من القصف والمعارك، في ظل الظروف معيشية تصفها الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية بأنها مأساوية.

ونزح نحو 1,9 مليون شخص، أي 85% من سكان القطاع، عن منازلهم بحسب الأمم المتحدة، واضطر الكثير منهم إلى الفرار مرات عدة إلى مناطق مختلفة، ويعانون الآن من نقص الغذاء والمياه والدواء وضعف منظومة الصرف الصحي، بينما تنتشر الأوبئة.

بعد مقتل الـ3 رهائن.. بماذا يفكر نتنياهو عن المرحلة المقبلة للحرب في غزة؟

وفي مواجهة الضغوط الدولية المتزايدة أعلنت إسرائيل الجمعة أنها ستسمح “موقتا” بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي بين أراضيها والقطاع، من دون تحديد موعد محدد.

وفي الضفة الغربية المحتلة حيث يتصاعد العنف منذ اندلاع الحرب في غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل فلسطينيين في العشرينيات من العمر السبت غداة مقتل ثلاثيني بالرصاص في جنوب نابلس مساء الجمعة.

توترات إقليمية

وتستمر التوترات الإقليمية في التصاعد على خلفية الحرب، إذ أسقطت القوات الجوية المصرية طائرة مسيّرة السبت في سيناء على الحدود مع إسرائيل، كما أسقطت سفينة حربية بريطانية مسيّرة أخرى في البحر الأحمر حيث ينفذ المتمردون الحوثيون هجمات على سفن يقولون إنها مرتبطة أو متجهة إلى الدولة العبرية.

بدورها، أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم) أنها اعترضت 14 طائرة مسيّرة انطلقت من “مناطق في اليمن يسيطر عليها الحوثيون”.

وتعلن شركات الشحن، الواحدة تلو الأخرى، عن تعليق عبور سفنها من البحر الأحمر حتى إشعار آخر، ومنها ميرسك الدنماركية وهاباغ-لويد الألمانية و”سي أم آ سي جي أم” الفرنسية و”إم إس سي” الإيطالية السويسرية.

ومساء السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي أن جنديا قتل وأصيب اثنان آخران في منطقة مرغليوت (شمال) على الحدود اللبنانية، فيما أكد ناطق لوكالة فرانس برس أن الضحايا سقطوا بهجوم ل”طائرة معادية”.

من جهته، أصدر حزب الله اللبناني بيانا جاء فيه “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، شن عناصره عند الساعة 11:00 من قبل ظهر يوم السبت 16-12-2023 هجوما جويا بطائرة مسيرة انقضاضية على تموضع للجنود الإسرائيليين خارج ثكنة راميم، ما أدى الى سقوط اصابات مؤكدة بين أفراده”.

في محاولة لتهدئة التوترات الإقليمية، تقوم وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا بزيارة إسرائيل والضفة الغربية الأحد، قبل أن تتجه إلى لبنان الاثنين.

وأعلن البنتاغون أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن توجه في زيارة إلى منطقة الشرق الأوسط تستمر لأيام، حيث من المقرر أن يبحث في البحرين “عقد تحالفات متعددة الأطراف للرد على الأعمال العدائية” في البحر الأحمر.

ونُقل عن مسؤول كبير في البنتاغون أن أوستن سيبحث أيضا في إسرائيل “الخطوات التالية للنزاع” في غزة والإجراءات التي يتخذها الجيش الإسرائيلي “للتخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين”.

ويشمل جدول زيارات أوستن أيضا قطر، الوسيط الرئيسي في المفاوضات مع حماس.

وفي الأيام الأخيرة، مارست إدارة الرئيس جو بايدن ضغوطا على السلطات الإسرائيلية للانتقال إلى مرحلة أقل كثافة من هجومها في غزة من أجل حماية المدنيين بشكل أفضل.

وأكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك السبت في مقال مشترك نشرته صحيفة “صنداي تايمز” على “الحاجة العاجلة” لتحقيق “وقف دائم لإطلاق النار” في غزة.