ماذا حدث خلال اليوم الأول من هجوم حماس على إسرائيل؟

نفذت حركة حماس الفلسطينية هجمات مفاجئة على الأراضي الإسرائيلية أسفرت عن سقوط أكثر من 300 قتيل ومئات الجرحى، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

كما أعلنت وزارة الصحة في غزة ليل السبت ارتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين في القطاع إلى 232 قتيلا وإصابة نحو 1700 آخرين بجروح.

فيما أكد الجيش الإسرائيلي أن حركة حماس “خطفت عسكريين ومدنيين” خلال هجماتها.

300 قتيل ومئات الجرحى.. كل ما تحتاج معرفته عن هجوم حماس على إسرائيل

وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغري “هناك جنود ومدنيون مختطفون”.

وبثت كتائب القسام مقطع فيديو يظهر أسر مقاتليها ثلاثة رجال يرتدون ملابس مدنية قالت إنهم إسرائيليون.

وأعلنت حركة الجهاد احتجازها “عدداً من الجنود الإسرائيليين”.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن يستخدم الجيش الإسرائيلي “كل قوته للقضاء على حماس”.

وقال: “سنضربهم حتى النهاية وننتقم بقوة لهذا اليوم الأسود الذي ألحقوه بإسرائيل وشعبها”.

وأكدت إسرائيل أنها في حالة حرب، وتنفذ ضربات ضد أهداف تابعة لحماس في غزة.

ودعا نتنياهو الفلسطينيين إلى ترك القطاع المحاصر منذ أعوام طويلة، مؤكداً أن قواته ستقوم بتدمير مخابئ الحركة.

كيف بدأ هجوم حماس عى إسرائيل؟

دخل مسلحون الأراضي الإسرائيلية باستخدام الدراجات النارية والقوارب، في حين تم إطلاق وابل من آلاف الصواريخ من قطاع غزة، في عملية أطلق عليها اسم “طوفان الأقصى”.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد وقعت معارك بالأسلحة النارية بين مجموعات من المسلحين الفلسطينيين وقوات الأمن في جنوب إسرائيل.

وتقول حركتا حماس والجهاد إنهما أسرتا عشرات الرهائن الإسرائيليين.

وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن هناك رهائن إسرائيليين يتم احتجازهم من قبل حركة حماس، وأكد أيضاً مقتل عدد من جنود الجيش الإسرائيلي، إلا أنه لا يوجد رقم محدد حتى الآن.

300 قتيل ومئات الجرحى.. كل ما تحتاج معرفته عن هجوم حماس على إسرائيل

ويعتبر هذا التصعيد الأعنف بين إسرائيل وقطاع غزة منذ مايو/أيار الماضي.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيخت إن إسرائيل أحصت إطلاق أكثر من 3 آلاف صاروخ من قطاع غزة.

ويأتي هذا التصعيد في اليوم الأخير من عيد المظلات (سوكوت) في إسرائيل، وبعد خمسين عاماً على حرب أكتوبر 1973 التي قتل فيها 2600 إسرائيلي وبلغ عدد القتلى والمفقودين في الجانب العربي 9500 خلال ثلاثة اسابيع من القتال.

الرد الإسرائيلي

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن “إسرائيل في حالة حرب، وليست في عملية عسكرية”.

وأوضح نتنياهو أنه أصدر تعليماته في البداية بتنظيف المستوطنات ممن أسماهم “بالإرهابيين” الذين اقتحموها.

هجوم حماس.. إليك تفاصيل "اليوم الدامي" بين كتائب القسام وإسرائيل

وحذر نتنياهو من أن “العدو سيدفع ثمناً غير مسبوق”، مشيراً إلى أنه آمر “بتعبئة واسعة النطاق لقوات الاحتياط وللرد على إطلاق النار بحجم لم يعرفه العدو”.

ووقع وزير الطاقة والبنى التحتية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمرا يقضي بوقف تزويد الكهرباء إلى قطاع غزة.

وأطلق الجيش الاسرائيلي اسم “السيوف الحديدية” على العملية العسكرية ضد حركة حماس في قطاع غزة، وفق ما أعلنه الناطق باسم الجيش الإسرائيلي.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن قواته تخوض معارك “برية” ضد مقاتلين فلسطينيين في المناطق المحيطة بقطاع غزة بعد تسلل هؤلاء “بالمظلات” بحرا وبرا.

وأشار الناطق باسم الجيش إلى أن القوات الإسرائيلية تقاتل في 22 موقعاً، وأنها نجحت في إخراج المسلحين من عدد من مدن “غلاف غزة”.

وقال المفتش العام للشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي إن اسرائيل في حالة حرب.

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، في تقييم للوضع صباح السبت، من أن حماس “ارتكبت خطأً فادحاً هذا الصباح بهجومها على إسرائيل”، مؤكدا أن جنود الجيش الإسرائيلي يحاربون في كل نقاط التسلل ضد من وصفهم بالعدو، ومشدداً على أن إسرائيل ستنتصر في هذه الحرب.

300 قتيل ومئات الجرحى.. كل ما تحتاج معرفته عن هجوم حماس على إسرائيل

وقد أغلق الجيش عددا من الحواجز الأساسية بين رام الله والقدس، وهناك انتشار كبير للحواجز العسكرية.

واتخذت الشرطة الإسرائيلية في جنوب البلاد وضعا قتاليا لمواجهة هجوم مفاجئ شنه مسلحون من حركة حماس، إذ وافق وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت على استدعاء جنود احتياط بشكل واسع لأداء مهام مطلوبة في مجموعة متنوعة من الوحدات،

وفقًا لاحتياجات الجيش الإسرائيلي بحسب ما جاء عن مكتب وزارة الدفاع.

وأعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية حالة الطوارئ الشاملة في محيط ثمانين كيلومترا من محيط قطاع غزة، قبل جلسة طارئة يعتزم المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية الإسرائيلي عقدها ظهر اليوم لمتابعة التطورات الأمنية.

وأفادت صحيفة هارتس الإسرائيلية بأن المسلحين حاولوا السيطرة على مركز للشرطة في بلدة سديروت حيث اندلعت اشتباكات مسلحة في المنطقة صباح اليوم.

كيف تفاعل الفلسطينيون مع هجوم حماس؟

ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد على “حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في مواجهة إرهاب المستوطنين وقوات الاحتلال”.

وقالت كتيبة “جبع” التابعة للجهاد إن عناصرها نفذوا عملية إطلاق نار مباشرة صوب تمركز للقوات الإسرائيلية داخل مستوطنة “حومش” قرب جنين.


خريطة توضيحية لمدينة جنين.
ودعت مجموعة “عرين الأسود” المسلحة، من تطلق عليهم “الذئاب المنفردة”، و”المسلحين الفلسطينيين” إلى التحرك الفوري، وطالبت جميع أصحاب المحال التجارية والبيوت المنتشرة قرب الحواجز الإسرائيلية والمستوطنات بسحب أجهزة التسجيل واطفاء الكاميرات فوراً.

كما دعت مجموعة عرين الأسود الفلسطينيين إلى الخروج في مسيرات ضخمة وعارمة في كل الميادين، تضامنا مع إعلان كتائب القسام إطلاق عملية عسكرية ضد إسرائيل صباح اليوم.

ودعا الحراك الشبابي في مدينة رام الله للتجمع والخروج في مسيرة لمساندة “المقاومة الفلسطينية” وسط المدينة ظهر السبت. كما شهدت الأراضي الفلسطينية احتفالات كبيرة وتوزيع للحلوى “ابتهاجاً” باقتحام المسلحين الفلسطينيين إلى المدن الإسرائيلية.

ورصدت حالة من المفاجأة و”الابتهاج” في الشارع الفلسطيني وتوزيع الحلويات بين الفلسطينيين بما وصفوه “انتصاراً للمقاومة” لحركة حماس بعد العمليات العسكرية التي تشنها القوات الإسرائيلية واعتقال وجرح الآلاف من الفلسطينيين وما يشهده المسجد الأقصى من وجهة النظر الفلسطينية.

وكان القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، أعلن بدء جولة عسكرية ضد إسرائيل تحت اسم “معركة طوفان الأقصى”، رداً على ما وصفه “بالجرائم الصهونية بحق المقدسات والمعتقلين”.

وأوضح الضيف في تصريح نقلته قناة الأقصى صباح اليوم، أن العملية التي تم تنفيذها اليوم جاءت “ردا على عمليات الاقتحام المتواصلة لمدن الضفة وبسبب استمرار الحصار على غزة”، مشيرا إلى أن “أولى جولات تلك المعركة بدأت بإطلاق أكثر من 5

آلاف صاروخ وقذيفة”، استهدفت مواقع وتمركزات عسكرية، بحد قوله.

قال الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة في تغريدة له إنه تم احتجاز “عشرات الأسرى من الضباط والجنود وقد تم تأمينهم في أماكن آمنة وفي أنفاق المقاومة”. ولم يصدر تأكيد من جانب إسرائيل بشأن حقيقة الأعداد.

كتائب القسام.. ذراع المقاومة العسكري أم ميليشيا إرهابية

تعد “كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة حماس.

وبعد تأسيسها في ثمانينات القرن الماضي، تبنت حماس هدفا مزدوجا، تمثل في شن كفاح مسلح ضد إسرائيل، بقيادة جناحها العسكري، بالإضافة إلى تنفيذ برامج للرعاية الاجتماعية.

وانخرطت الحركة في العملية السياسية الفلسطينية، منذ عام 2005، عندما سحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من غزة، وفازت في الانتخابات التشريعية عام 2006، قبل أن تعزز سلطتها في غزة في العام التالي بالإطاحة بحركة فتح المنافسة، التي يتزعمها الرئيس محمود عباس.

300 قتيل ومئات الجرحى.. كل ما تحتاج معرفته عن هجوم حماس على إسرائيل

ومنذ ذلك الوقت نفذ المسلحون في غزة عددا من العمليات الكبرى في الصراع مع إسرائيل.

وتصنف إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، فضلا عن قوى أخرى، حركة حماس عموما، أو في بعض الحالات جناحها العسكري، على أنها جماعة إرهابية.

كما أصدرت محكمة مصرية حكما في 2015 تصنف فيه كتائب عز الدين القسام “تنظيما إرهابيا”، وهو حكم نددت به مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية، واصفة إياه بأنه “ظالم للفلسطينيين”، ولا يخدم مصلحة المصريين.

هجوم حماس.. إليك تفاصيل "اليوم الدامي" بين كتائب القسام وإسرائيل

الإخفاق الاستخباراتي

من المرجح أن يكون هذا أسوأ إخفاق استخباراتي منذ حرب عام 1973، فالتوقيت ليس من قبيل الصدفة، بعد مرور 50 عاما تقريبا، كما أنه نادرا ما تفقد إسرائيل السيطرة على مدنها.

إن المشاهد من سديروت وغيرها من المناطق المحيطة بقطاع غزة، حيث يبدو أن المسلحين الفلسطينيين تجولوا في الشوارع كما يشاءون، واختطفوا وقتلوا مدنيين، من شأنه أن يرسل أعمق موجات الصدمة في شتى أرجاء إسرائيل.

وهذا بالطبع هو بيت القصيد، لاسيما بعد أن اختبرت حماس العديد من التكتيكات في الماضي، من تفجيرات انتحارية إلى حفر أنفاق تصل إلى إسرائيل.

بيد أن المسلحين المتمركزين في غزة لم يجربوا أي شيء بهذه الجرأة من قبل، ووفقا لمعاييرهم، كان هذا عملا متطورا إلى حد مذهل، ووحشيا أيضا، من أعمال الحرب التي تضمنت استخدام مئات الصواريخ كمقدمة لاختراق جماعي في نقاط متعددة على طول السياج المنيع.

ويتعين على المدنيين في غزة الآن أن يستعدوا لرد إسرائيل حتمي، وما هي الضربات الجوية إلا مجرد مقدمة.

ويعرف سكان غزة ما سيأتي، لأنهم رأوه مرات عديدة من قبل. ولكن مع قول البعض في إسرائيل إن الوقت حان للقضاء على حماس تماما، فإن الجميع يعلم أن الأيام أو الأسابيع المقبلة ستكون صعبة للغاية.