أعداد ضخمة من الضحايا في ليبيا جرّاء إعصار دانيال

ارتفعت حصيلة ضحايا السيول والفيضانات التي اجتاحت مدينة درنة إلى 5300 قتيل وفق آخر إحصائية صدرت، عن وزارة الداخلية.

وقال المسؤول الإعلامي بالوزارة محمد أبو لموشه في تصريح لوكالة الأنباء الليبية، إن عدد الوفيات في درنة جراء الإعصار المدمر تجاوز 5300 قتيل وهناك آلاف المفقودين جراء الكارثة.

وبحسب مسؤولين في شرق ليبيا انهار السدان الرئيسيان على نهر وادي درنة الصغير ليل الأحد الاثنين ما تسبب في انزلاقات طينية ضخمة دمّرت جسوراً وجرفت العديد من المباني مع سكانها.

وأجرت أخبار الآن لقاء مع مساعد مدير إدارة في الهلال الأحمر الليبي نورهان الطشاني والتي قالت إن “الوضع كارثي ونفقد التواصل مع عائلاتنا وأصدقاءنا، أخي في ذمة الله، كذلك ابنة خالي وأولادها وزوجها لقوا حتفهم”.

وتابعت الطشاني القول: “كنت أراسل أفراد العائلة لكي يبقوا في مناطق مرتفعة قدر الإمكان، ولكن تفاجأت أن أخي قد توفي وقيل لي إنه تم دفنه، الأخبار مؤسفة ونتمنى من الله أن يرحمهم ونعمل الآن قدر المستطاع من بيوتنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه”.

وسط درنة مدمّر بالكامل والحاجة ماسّة للمساعدة في ليبيا بعد إعصار دانيال

أعداد ضخمة من الضحايا

حول أعداد الضحايا أوضحت الطشاني: “نعتقد أن الأعداد أكثر من 2000 بكثير، حيث أن المفقودين منهم من هو حي، ومنهم من توفي، إذ لا يستطيع أحد العيش في هذه الظروف ونعتقد أن المفقودين في عداد الموتى”.

وأردفت: “حتى الآن وقبيل وصول بعض الفرق من المدن الأخرى كان المدنيون هم من ينتشلون الجثث، وهم من يبحثون عن عائلاتهم، وهناك فرق كاملة انقطع التواصل معها، وأيضاً لا نعلم أين اختفت فرق الكشافة بعد انهيار السد، وأعتقد أن انقطاع الكهرباء فاقم الأمور أكثر”.

ولفتت نورهان إلى أنها تستقبل الخسارة بصبر كبير، وواصلت القول “هناك بعض الأخبار المفرحة بشأن ذوينا بأنهم على قيد الحياة، نستقبل الأخبار بمشاعر مختلطة وبشعور مشتت بطريقة كبيرة، إذ هناك ناجين هناك ومتوفين، وأنا أستقبل هذه الأخبار برضا تام، وأستمر بالتشبيك والتواصل مع من هم في الميدان، وهذا أقل ما يمكن أن نفعل تجاه مدن الشرق وتحديداً درنة”.

وسط درنة مدمّر بالكامل والحاجة ماسّة للمساعدة في ليبيا بعد إعصار دانيال

وضع كارثي

بـيّنت الطشاني أن “الاتصالات في درنة الآن معطلة، وبعض المتطوعين خرجوا إلى بنغازي وعادوا إلى درنة قبل أن يأتوا مجدداً إلى بنغازي رغم المسافة البعيدة وبمجرد وصولهم أو وصول أي فريق آخر من الفرق المجتمعية يتم انقطاع التواصل معهم بالكامل”.

وأكدت أن “الناس من جميع الأراضي الليبية (فزعوا) للمناطق الشرقية، ولكن عرقلهم الطريق الذي يشهد انهيارات، ونذكر أن درنة محصورة بين الجبل والبحر والجسور المؤدية إليها انهارت بالكامل ولكن البعض يذهب من الطريق الصحراوي، وللأسف الوصول كان صعباً”.

وأضافت أن “الفرق لا يقولون سوى كلمة واحدة وهي أن (الوضع كارثي).. كل الفرق لا نستطيع أن نأخذ منهم تفاصيل لأنهم لا يعلمون، هم يشاهدون كما نشاهد في الانترنت لا سيما المناطق المدمرة، الكل مشدوه ومتعجب ولا يوجد أية تفاصيل دقيقة أو إحداثيات أو خطط يمكن البناء عليها”.

وتابعت نورهان: “40 بالمئة من المدينة انهار، وإن لم تكن المباني قد انهارت فالصرف الصحي خرج على المواطنين حتى الطابقين الثالث والرابع، ووسط المدينة مدمر بالكامل وغير صالح للعيش، وخصوصاً مع انهيار السدين، وقدوم الشتاء إلى ليبيا”.

وسط درنة مدمّر بالكامل والحاجة ماسّة للمساعدة في ليبيا بعد إعصار دانيال
هل تأخرت المساعدات؟

أجابت الطشاني عن هذا لأخبار الآن بالقول: “للأسف كان يجب أن تكون المساعدات في وقت أبكر من ذلك، والوقت يداهمنا، وربما أن صوت الشارع الليبي وصل متأخراً للعالم العربي والغربي، رغم أننا بذلنا كل وسعنا في نشر الصور والأحداث”.

وأوضحت أن “المتطوعين يعملون بمعدات بدائية جداً، الآن الكل يحتاج لمعدات انتشال الجثث وأضواء ولا سلكيات وقوارب وخيم ناهيك عن مواد صحية للنساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، والوضع كارثي جداَ، والاحتياجات تفوق قدرات المجتمع المحلي”.

وأردفت: “حتى الآن على حد علمي هناك بعض معدات انتشال الجثث فقط لا غير”.

وبيّنت أن “أعداد الجثث كبيرة جداً، وبسبب انهيار الجسور كان من الصعب نقل الجثث للدفن في منطقة الفتائح فأصبحوا يُدفنون في منطقة أخرى، أعتقد أن الأعداد كبيرة جداً والأمر للأسف عشوائي”.

وتابعت: “للأسف الوضع في درنة لا يحتمل أن نحزن وأن نقف مكاننا ونفقد أكثر من الأهالي والسكان الأبرياء نتيجة هذه السيول أو تهالك الصرف الصحي، ودورنا الآن كنشطاء على السوشال ميديا هو توجيه رسالة عالمية للحصول على المساعدة، ربما لا نستطيع مراسلة المنظمات من خلال الإيميلات ولا بشكل رسمي ولكن يمكننا تسليط الضوء على حجم الكارثة ولفت النظر للمبادرة لمساعدة الشعب الليبي”.